تقرير: من المقرر أن يجتمع نتنياهو مع كبار القادة يوم الخميس لمناقشة أحدث اقتراح لاتفاق غزة
مسؤول يقول لـ "تايمز أوف إسرائيل" إن حماس تظهر مرونة؛ سموتريتش يقول إن الهدنة ستكون "خطأ فادحا"؛ رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يصل إلى قطر؛ مسؤول أميركي يقول إن الكرة في ملعب حماس
من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا رفيع المستوى يوم الخميس مع كبار المسؤولين الأمنيين في الوقت الذي تكتسب فيه الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس زخما على ما يبدو، حسبما ذكر تقرير إسرائيلي يوم الأربعاء.
ويأتي الاجتماع المخطط له، والذي سيشمل وزير الدفاع إسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في الوقت الذي وصل فيه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى قطر مساء الأربعاء لمحاولة حل القضايا العالقة. وقالت قناة 12 الإخبارية إن كبار المسؤولين الإسرائيليين سينذمون إلى المحادثات في حال إحراز تقدم.
وفي إشارة إلى الاقتراب من انفراجة في المفاوضات، قلص نتنياهو عدد الأشخاص المشاركين في جهود التفاوض وأصدر تعليمات لهم بعدم مشاركة أي تفاصيل حول المحادثات، حسبما ذكرت القناة، مشيرة إلى أن ذلك جاء بسبب القلق من قيام أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه بتكثيف الضغوط لنسف الاتفاق مع اقترابه.
ورغم التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، قال التقرير إن هناك خلافات لا تزال قائمة بشأن العديد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك عدد وهوية الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ وآلية عودة النازحين من غزة إلى شمال القطاع؛ وهوية الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة؛ وآلية نفي أخطر الأسرى إلى دول أخرى.
وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على التفاصيل لصحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء إن حماس أظهرت بعض المرونة في المحادثات.
وأضاف المسؤول أن الحركة تدرك أن الاتفاق يعني وقف إطلاق النار، ولكن ليس نهاية الحرب، على الأقل في المرحلة الأولى، وعزا المرونة إلى الضغوط الدبلوماسية والعسكرية وعزلة حماس.
وقال المسؤول “هل سيكون ذلك كافيا للتوصل إلى اتفاق؟ لا نعلم. في النهاية الكرة في ملعب حماس”.
وأكدت حماس في الماضي أنها لن توافق على أي اتفاق لا يضمن إنهاء الحرب.
وقال مسؤولون عرب وإسرائيليون يوم الثلاثاء إن الحركة أبدت مرونة فيما يتعلق بشروط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، مشيرة إلى أنها مستعدة للسماح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في محوري فيلادلفيا ونتساريم الرئيسيان خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، بعد المطالبة لفترة طويلة بانسحابها الفوري من تلك الطرق.
وقال المسؤول “إذا قالت حماس: تعالوا إلى اتفاق الآن، فسيكون هناك اتفاق اليوم”، مضيفا أن هناك حاليا “محادثات مفتوحة” بين مجموعات العمل في قطر.
وتعمل إسرائيل من خلال كلا الوسيطتين قطر ومصر، لأنها لا تعرف من سيتخذ القرار النهائي ــ قيادة حماس في الخارج، التي تقيم في قطر، أم قيادة الحركة في غزة، الأقرب إلى مصر.
ولكن حذر المسؤول من أنه على الرغم من المؤشرات الإيجابية، فقد ينهار الاتفاق، وأضاف “لقد رفضوا كل صفقة عُرضت عليهم في هذه المرحلة. ولا يزال يمكنهم أن يتراجعوا عن الاتفاق”.
وأشار مسؤولون في حماس الأربعاء إلى حدوث تقدم في المحادثات.
ونقلت قناة الميادين التابعة لحزب الله في لبنان عن مسؤول كبير في حركة حماس لم تسمه قوله إن هناك تقدما كبيرا في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى على مراحل ووقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال المسؤول إن مطلب إسرائيل في المرحلة الأولى من الاتفاق هو إطلاق سراح 34 رهينة لأسباب إنسانية، معظمهم من النساء والأطفال المتبقين، بما في ذلك جنديات، والمرضى وكبار السن.
ولم يتضح على الفور من التصريحات ما إذا كانت حماس وافقت أو ستكون قادرة على إطلاق سراح هذا العدد من الرهائن.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل أصبحت مستعدة الآن لإدراج جثث الرهائن القتلى في الجولة الأولى.
وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد غير محدد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، بينهم بعضهم يقضي أحكاما بالسجن المؤبد، وفق ما ذكرت قناة الميادين.
وزعم المسؤول في حماس أنه خلال المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما من وقف إطلاق النار، ستسمح إسرائيل بزيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فضلا عن المعدات اللازمة لإصلاح وإعادة بناء المستشفيات والمرافق العامة في غزة.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل وافقت أيضا على الانسحاب من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في القطاع خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
تفاؤل أمريكي
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأربعاء إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق قريبا، لكن ذلك يعتمد على حماس.
وقال سوليفان في حديث لبرنامج “مورنينج جو” على قناة MSNBC “نحن حذرون من إصدار التوقعات أو الوعود، ولكن الأمر قريب للغاية. ومع الضغط الكافي من الوسطاء الخارجيين، والتزام إسرائيل وحماس، يمكننا تحقيق ذلك”.
وقال المسؤول في البيت الأبيض، الذي عاد مؤخراً من رحلة إلى إسرائيل، “إسرائيل مستعدة لإبرام هذه الصفقة. لذا فإن القطعة الأخيرة، من وجهة نظري، هي أن تتقدم حماس في نهاية المطاف بالتزام بإطلاق سراح الرهائن في تلك المرحلة الأولى من الصفقة متعددة المراحل”، موضحاً أن المرحلة الأولى سوف تشمل “جميع النساء وكبار السن والجرحى والمرضى”.
وقال سوليفان “إلى أن تؤكد [حماس] استعدادها للقيام بذلك، فإننا نبقى في هذا الموقف حيث نقترب من خط النهاية، ولكننا لا نتجاوزه”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء ردا على سؤال عما إذا كان سيتحدث مع نتنياهو بشأن المحادثات قبل تنصيب خليفته دونالد ترامب الشهر المقبل، “تحدثت مع [نتنياهو] وسنتحدث مرة أخرى”.
وجرت المكالمة الأخيرة بين الزعيمين التي نشرها البيت الأبيض في 26 نوفمبر، وهو اليوم الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ولم يتضح ما إذا كان بايدن يشير إلى مكالمة حديثة مع نتنياهو لم يتم الإعلان عنها بعد.
وقالت القناة 12، نقلا عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، إنه في حين كان مسؤولون إسرائيليون يجتمعون أيضا مع مبعوثي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الأيام الأخيرة، فإن مسؤولي إدارة بايدن هم الذين يدفعون للتوصل إلى اتفاق.
وقال المسؤولون إنهم فوجئوا بعدم قدرة مبعوثي ترامب على فهم التفاصيل الدقيقة للقضية، مما يزيد من الحاجة الملحة لإتمام الاتفاق قبل توليه منصبه في 20 يناير.
المعارضة من اليمين
عارض وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الأربعاء اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مقابل إطلاق سراح الرهائن، ووصفه بأنه “خطأ خطير”.
وقال لإذاعة “كول باراما” الحريدية “إنه خطأ فادح لا يخدم أهداف ومصالح دولة إسرائيل في الحرب، ولا يؤدي إلى عودة الرهائن، لأنه في النهاية صفقة جزئية”.
وقال إن “حماس في أدنى مستوياتها منذ بداية الحرب، وهذا ليس الوقت المناسب لإعطائها طوق نجاة”، مضيفا أن “نتنياهو يعرف ما هي خطوطنا الحمراء؛ ونحن [حزب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش] لدينا تأثير كبير على تحركات الحكومة”.
وحثت مجموعة من عائلات الرهائن الحكومة يوم الأربعاء على عدم التوقيع على اتفاق على مراحل، معربة عن مخاوفها من أنه ما لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، فإن أحباءهم لن ينجو في الأسر عند استئناف القتال.
وقال تسفيكا مور من منتدى “تيكفا” في مؤتمر صحفي “نقول لرئيس الوزراء: إذا كنت تنوي إعادة جميع الرهائن في يوم واحد، فسندعم ذلك. ولكن إذا كنت تخطط لعقد صفقة أخرى على مراحل، حيث لا نعرف ما إذا كنا سنستعيد أحباءنا، وإذا كنت تخطط للوقوع في فخ حماس مرة أخرى، فسوف نعارض أي صفقة من هذا القبيل تعرض الرهائن للخطر”. إيتان، نجل مور، محتجز في غزة.
ويمثل منتدى “تيكفا” أقلية متشددة من عائلات الرهائن الذين يؤيدون سياسة الحكومة باستخدام القوة العسكرية الساحقة لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن المختطفين في السابع من أكتوبر. في المقابل، يعارض منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الأكبر حجماً هذا الموقف، ويحذر من أن العمل العسكري يعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر.
לחץ צבאי.
מצור מלא.
גביית מחיר כואב מהאויב.
עסקה אחת, ביום אחד. pic.twitter.com/jzmFxgcjIN— פורום תקווה (@forum_tikva) December 18, 2024
ورغم المعارضة، هناك دعم شعبي واسع النطاق للاتفاق، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب.
وفي الوقت نفسه، نظم آلاف الطلاب في المدارس الإعدادية والثانوية في جميع أنحاء البلاد إضرابات يوم الأربعاء للدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن. وشارك في الإضراب طلاب في حوالي 200 مدرسة، وفقًا للقناة 12.
وفي مدرسة “بليش” الثانوية في رامات غان، رفع الطلاب لافتات كتب عليها “لن نتعلم كيف نعيش مع هذا” و”نأسف لأنكم لستم في دياركم”.
ونظمت الاحتجاجات بمبادرة من مجالس الطلاب بمناسبة عيد الميلاد الثاني في الأسر للرهينة ماتان زانغاوكر، الذي تعد والدته عيناف واحدة من أبرز الأصوات المعارضة لممارسة الضغوط العسكرية بدلاً من التوصل إلى اتفاق.
وقالت في كلمة لها خلال احتجاج نظمه طلاب في “كفار هياروك” شمال تل أبيب “يجب علينا جميعًا أن نتمنى أن يكون [ماتان] الرهينة الأخير الذي يحتفل بعيد ميلاده في الأسر”.
وتظاهر المئات في تل أبيب بمناسبة عيد الميلاد الخامس والعشرين لمتان زانغاوكر، حيث ألقت شقيقته ناتالي كلمة أمام الحشد – وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها علنا في مظاهرة دعم للرهائن.
وقالت وهي تبكي “لا ينبغي لأخت صغيرة أن تقاتل من أجل حياة أخيها. ماتان، أنت لا تستحق أن تتعفن هناك لفترة طويلة”.
“أفتقد زيارتك في نير عوز وقضاء عطلة نهاية الأسبوع معك، وأفتقد الطبخ لك وأنك كنت تسألني دائمًا عن حالي وأين أذهب”.
وتابعت قائلة “أفتقد موسيقاك، وأنك لم ترغب أبدًا في التقاط الصور معي. أريد استعادة كل شيء. أريد استعادتك. أفتقدك كثيرًا”، وتوقفت بينما هتف الحشد “لست وحدك!” في إظهار للدعم.
وقالت عن نتنياهو “رئيس وزرائكم الذي تحدثت معه أثناء الانتخابات، والذي كنت معجبة به للغاية، خاننا. ماتان، نحن نقاتل من أجلك. كل يوم. أعدك بذلك”.
وتحدثت يفعات كالدرون، ابنة عم الرهينة عوفر كالدرون، أيضًا إلى المتظاهرين، مستذكرة كيف أصبحت هي وعيناف “عائلة” على مدار العام الماضي من النشاط من أجل عودة أحبائهم.
وقالت إنها أحضرت كعكة عيد ميلاد سيأكلها ماتان وعوفر “معًا” عند عودتهما من الأسر.
وبينما كانت يفعات كالديرون تتحدث، شوهدت عيناف زانغاوكر وهي تنهار بالبكاء وسط الحشد، حيث قامت بتعزيتها الرهينة المفرج عنها يوخيفيد ليفشيتس، التي لا يزال زوجها عوديد في الأسر.