تقرير: معلومات استخباراتية أمريكية تشير إلى أن إيران قد تضرب “الأراضي الإسرائيلية” خلال الساعات ال ـ24 إلى 48 القادمة
"وول ستريت جورنال" تنقل أيضا عن مسؤول إيراني قوله إن خامنئي لم يتخذ قرارا بعد بشأن الخطط، خشية أن تعترض إسرائيل الصواريخ وأن ترد بهجوم كبير على بنى تحتية إيرانية استراتيجية
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمريكي قوله إن إيران قد تشن هجوما على الأراضي الإسرائيلي خلال 24 إلى 48 ساعة، مستشهدا بتقارير استخبارية أمريكية.
إسرائيل في حالة تأهب قصوى وسط تهديدات متعددة وتقييمات استخباراتية بأن إيران ستشن ضربة على أهداف إسرائيلية في محاولة للانتقام من الغارة الجوية التي وقعت في 1 أبريل على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، والتي أسفرت عن مقتل العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني، بينهم جنرالان.
وألقت كل من طهران ودمشق باللوم في الغارة على إسرائيل وتوعدتا بالانتقام، إلا أن القدس لم تعلق على المسألة.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على الأمر لوول ستريت جورنال إن تقارير المخابرات الأمريكية تشير الآن إلى أن ضربة انتقامية إيرانية ستقع في غضون أيام، “ربما على الأراضي الإسرائيلية” بدلا من المصالح الإسرائيلية في أماكن أخرى.
وقال إن الضربة قد تتم خلال الساعات الـ 24 إلى 48 القادمة وأن إسرائيل تستعد لضربة محتملة على جنوب أو شمال إسرائيل.
ومع ذلك، نقل التقرير نفسه أيضا عن شخص أحيط من القيادة الإيرانية قوله إن طهران لم تتخذ أي قرار نهائي.
ووفقا للتقرير، نقلا عن مستشار في الحرس الثوري الإيراني، في وقت سابق من الأسبوع، قدم الحرس الثوري للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عدة خيارات لضرب المصالح الإسرائيلية.
وأضاف أن من بين الخيارات الهجوم المباشر على إسرائيل بصواريخ متطورة متوسطة المدى.
وأظهرت منشورات لم يتم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة تهديدات إيرانية بمحاكاة هجمات على أهداف في إسرائيل بما في ذلك المنشأة النووية في ديمونة والمطار الصغير في حيفا، الذي يدير رحلات جوية إلى قبرص فقط.
لكن خامنئي لم يتخذ بعد قرارات بشأن الخطط، وذكرت الصحيفة أنه يخشى من أن الهجوم المباشر قد يأتي بنتائج عكسية مع اعتراض الصواريخ ورد إسرائيل بانتقام واسع النطاق على البنية التحتية الاستراتيجية لإيران.
وقال المستشار لصحيفة وول ستريت جورنال: “خطط الضربة موضوعة أمام المرشد الأعلى وهو لا يزال يدرس المخاطر السياسية”.
ويبدو أن التوترات المحيطة بهجوم إيراني محتمل على إسرائيل وصلت إلى مستويات جديدة يوم الخميس حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد تماما لضربة قادمة، بينما حذرت العديد من الجهات الفاعلة الدولية طهران من تداعيات هجوم كبير على الدولة اليهودية.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري في مؤتمر صحفي إن إسرائيل “في حالة تأهب ومستعدة للغاية لمختلف السيناريوهات، ونحن نقوم بتقييم الوضع باستمرار”.
وقال: “نحن مستعدون للهجوم والدفاع باستخدام مجموعة متنوعة من القدرات التي يمتلكها جيش الدفاع، ومستعدون أيضا مع شركائنا الاستراتيجيين”، في إشارة إلى قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، الذي وصل إلى إسرائيل صباح الخميس لإجراء تقييم مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي حول التحديات الأمنية المستمرة في المنطقة.
كما تحدث وزير الدفاع يوآف غالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن ليلة الخميس، وفقا لبيان صدر عن البنتاغون الذي ذكر أن الأخير أكد “الدعم الأمريكي الثابت للدفاع عن إسرائيل في مواجهة التهديدات المتزايدة من إيران ووكلائها الإقليميين”.
وأضاف البيان أن “الوزير أوستن أكد للوزير غالانت أن إسرائيل يمكنها الاعتماد على الدعم الأمريكي الكامل للدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية، التي هددت بها طهران علنا”.
وبحسب مكتب غالانت، فقد أبلغ وزير الدفاع نظيره أوستن أن “الهجوم الإيراني المباشر سيتطلب ردا إسرائيليا مناسبا ضد إيران”.
ومع ذلك، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أيضا أن أوستن اشتكى لغالانت من عدم إخطار واشنطن قبل الغارة الجوية في الأول من أبريل.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن شكوى أوستن استندت إلى حقيقة أن الضربة زادت من المخاطر على القوات الأمريكية في المنطقة.
والجمعة أيضا، طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من بكين استخدام نفوذها لثني إيران عن ضرب إسرائيل، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
كما حث وزير الخارجية الصيني وانغ يي الولايات المتحدة على القيام “بدور بناء” في الشرق الأوسط خلال المكالمة مع بلينكن، وفقا للبيان الأمريكي.
وقد وجهت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا نداءات علنية إلى الصين لبذل المزيد من الجهود لمعالجة الأزمة، بما في ذلك من خلال الضغط على إيران، التي تدعم حماس.
في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها منعت موظفيها في إسرائيل وأفراد عائلاتهم من السفر إلى خارج المناطق الكبرى لتل أبيب والقدس وبئر السبع في خضم التهديدات الإيرانية “من باب الحذر الشديد”.
كما حذرت فرنسا الجمعة مواطنيها من “الامتناع بشكل حتمي عن السفر في الأيام المقبلة إلى إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية”، بحسب ما صرح به الوفد المرافق لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن لوكالة “فرانس برس”.
وأضافت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان على منصة X أن أقارب الدبلوماسيين المقيمين في إيران سيعودون إلى فرنسا وأن الموظفين الحكوميين المدنيين الفرنسييين محظورون الآن من القيام بأي مهام في إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
في محاولة كما يبدو لتهدئة النيران، قالت مصادر إيرانية لوكالة “رويترز” يوم الخميس إن طهران أبلغت واشنطن أنها سترد بطريقة تهدف إلى تجنب تصعيد كبير وأنها لن تتصرف بشكل متسرع.
تم نقل رسالة إيران إلى واشنطن عبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارة قام بها الأحد إلى سلطنة عُمان، التي تعمل عادة كوسيط بين طهران وواشنطن، حسبما قالت المصادر.
ورفض متحدث باسم البيت الأبيض التعليق. ولم يكن مصدر مطلع على الاستخبارات الأمريكية على دراية بالرسالة التي نُقلت عبر عُمان لكنه قال إن إيران “كانت واضحة للغاية” بأن الهجوم على مجمع سفارتها سيكون “منضبطا” و”غير تصعيدي”وأنها تخطط “لاستخدام وكلائها الإقليميين لشن عدد من الهجمات على إسرائيل”.
وكان المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون عبر مختلف الوكالات على اتصال خلال الأيام القليلة الماضية للتحضير لهجوم يعتقدون أنه وشيك، وكانت زيارة كوريلا إلى المنطقة أحدث عرض للتعاون بين البلدين في مواجهة التهديدات الإيرانية.
وقال هغاري في المؤتمر الصحفي إن “علاقتنا الإستراتيجية مع القوات المسلحة الأمريكية قوية ووثيقة”، مضيفا أن “هجوما من الأراضي الإيرانية سيكون بمثابة دليل واضح على النوايا الإيرانية لتصعيد الوضع في الشرق الأوسط، والتوقف عن الاختباء وراء الوكلاء”.
وتابع قائلا إن الجيش الإسرائيلي سوف “يعرف كيفية العمل حيثما تكون هناك حاجة لذلك”، مضيفا أن الجيش في الأشهر الأخيرة قام بـ”تحديث وتحسين” قدراته الهجومية.
ومع ذلك، أكد أنه حتى في الوقت الذي تستعد فيه مؤسسة الدفاع لما تقدّر التقارير الاستخباراتية أنه سيكون هجوما تشنه إيران نفسها أو وكلاؤها الإقليميون، فإن التعليمات الصادرة للجمهور لم تتغير.
وقال: “لدينا قدرة دفاعية [جوية] متعددة الطبقات أثبتت نفسها وسط الحرب، مع الآلاف من عمليات الاعتراض الناجحة”، وتابع “لكن الدفاع لن يكون محكما أبدا”، مضيفا أنه يجب على المواطنين الاستمرار في اتباع المبادئ التوجيهية الحالية وغير المتغيرة لقيادة الجبهة الداخلية، وأن يظلوا يقظين.
وأضاف “نحن مستعدون وجاهزون وفي حالة تأهب قصوى، دفاعيا وهجوميا”.
في حين أكد هغاري على أنه لم يطرأ أي تغيير على تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” مساء الخميس أن قيادة الجبهة الداخلية أصدرت تعليماتها للسلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد للاستعداد لهجوم والتأكد من أن الملاجئ العامة صالحة للاستخدام لكن دون إثارة الذعر بين المواطنين.
ولم يكن هناك تأكيد رسمي للتقرير.
وإلى جانب الولايات المتحدة، حثت دول أخرى، من ضمنها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وروسيا، إيران على ضبط النفس.
من جهتها، زعمت إيران، الخميس، أن “ضرورة” الرد على الهجوم على مجمع سفارتها كان من الممكن تجنبه لو أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم.
وكتبت بعثة طهران لدى الأمم المتحدة على منصة X، تويتر سابقا: “لو أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العمل العدواني المستهجن الذي قام به الكيان الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق، ثم قدم مرتكبيه إلى العدالة، لكان من الممكن تفادي ضرورة قيام إيران بمعاقبة هذا النظام المارق”.