تقرير: مصر مستعدة لنقل نصف مليون فلسطيني من سكان غزة إلى سيناء بشكل مؤقت
ورد إن الرئيس السيسي طرح الفكرة خلال اجتماعاته مع القادة العرب الآخرين، على الرغم من رفضه العلني للمزاعم بأن بلاده يمكن أن تستقبل أي لاجئين فلسطينيين

أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زعماء عرب آخرين بأنه مستعد لنقل نصف مليون فلسطيني من سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء بشكل مؤقت في مدينة مخصصة لذلك في إطار جهود إعادة إعمار القطاع، بحسب تقرير نشر الجمعة.
وأفاد تقرير صحيفة “الأخبار” اللبنانية إن السيسي أبدى استعداده خلال الاجتماعات التي عقدها القادة العرب في الأسابيع الأخيرة في السعودية وقطر. ولم يصدر أي تأكيد للتقرير من أي مصدر آخر.
ورفض السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله في تصريحاتهما العلنية مرارًا تأكيدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن البلدين العربيين يمكن أن يستقبلا لاجئين فلسطينيين بشكل دائم في إطار خطته لإخلاء قطاع غزة من سكانه وتحويله إلى “ريفييرا”. وتكتسب هذه القضية أهمية حاسمة بالنسبة للأردن ومصر اللتين تخشيان أن يؤدي تدفق الفلسطينيين إلى زعزعة استقرار بلديهما.
طوال فترة وقف إطلاق النار الأخيرة التي استمرت شهرين بين حماس وإسرائيل – والتي انهارت هذا الأسبوع – عقد القادة العرب عدة قمم بشأن غزة ورؤيتهم لـ”اليوم التالي للحرب”.
وعرضت مصر خطتها لإعادة إعمار قطاع غزة في قمة جامعة الدول العربية في القاهرة في أوائل مارس، وأكدت أنها لن تشمل تهجير السكان.
وتتصور الخطة العربية تشكيل لجنة مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين لإدارة غزة لمدة ستة أشهر قبل تسليم السيطرة على القطاع للسلطة الفلسطينية. ولا تتطرق الخطة لحماس بالاسم، وتؤكد أن قضية الجماعات المسلحة في غزة ومصيرها لا يمكن حلها بالكامل إلا من خلال عملية سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

ووفقا لتقارير سابقة في وسائل الإعلام العربية، فتنص الخطة فقط على نقل سكان غزة داخليا لإزالة الأنقاض وإعادة بناء المباني والأحياء. ووفقًا لتحليل أجرته الأمم المتحدة في سبتمبر، فإن أكثر من ثلثي مباني غزة قد تضررت أو دمرت خلال الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 رهينة.
في الآونة الأخيرة، بدأت إدارة ترامب ترسل إشارات متضاربة بشأن موقفها من الخطة العربية التي تقودها مصر لما بعد الحرب في غزة. وتحدث ترامب عدة مرات في البداية عن رؤيته لإفراغ غزة من أكثر من مليوني فلسطيني وإعادة إعمار القطاع، حتى إنه اقترح أن تسلم إسرائيل غزة للولايات المتحدة بعد الحرب.
ثم، في 7 مارس، وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الاقتراح العربي بأنه “خطوة أولى بحسنة نية” مع “العديد من الجوانب المقنعة”. ولكن بعد ساعات، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس الاقتراح بأنه “غير كافٍ”. وفي الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأيرلندي، صرّح ترامب: “لن يطرد أي أحد أي فلسطيني من غزة”.
وفي هذه الأثناء، تواصل الحكومة الإسرائيلية الدفع بفكرة “النزوح الجماعي من غزة” كخطتها للقطاع. ففي بداية الشهر، أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن الحكومة، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، تعمل على إنشاء “إدارة هجرة” للإشراف على خروج السكان الفلسطينيين من غزة.
وقال سموتريتش عن المبادرة والجهود المبذولة للعثور على دول مستعدة لقبول المهاجرين الفلسطينيين: “هذه الخطة آخذة في التبلور، مع اتخاذ إجراءات مستمرة بالتنسيق مع الإدارة… وهي تتضمن تحديد الدول الرئيسية، وفهم مصالحها – سواء مع الولايات المتحدة أو معنا – وتعزيز التعاون”.