تقرير: مساعدو نتنياهو قادوا حملة علاقات عامة لتعزيز صورة قطر قبل مونديال 2022
ذكرت صحيفة هآرتس أن يوناتان أوريخ ويسرائيل أينهورن قادا الجهود لإظهار أن الدولة الخليجية لا تمول الإرهاب، وأنها شريكة في الاستقرار في الشرق الأوسط؛ أوريخ ينفي التقرير
أفاد تقرير أن اثنين من المستشارين المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانا وراء حملة علاقات عامة لتعزيز صورة قطر في العالم قبل استضافة الدوحة لكأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الخميس أن يوناتان أوريخ ويسرائيل أينهورن، اللذين كانا في ذلك الوقت يعملان في شركتهما “بيرسبشن” للعلاقات العامة، تعاونا مع شركة إسرائيلية أخرى لتنظيم حملة نيابة عن قطر لتسويق الدولة الخليجية باعتبارها أساسا للسلام والاستقرار.
وقالت “هآرتس” أنها حصلت على وثائق من حملة العلاقات العامة تضمنت شعار شركة “بيرسبشن”. وتم حذف مقطع فيديو يروج لقطر على قناة أينهورن على يوتيوب بعد أن طلبت هآرتس من “بيرسبشن” التعليق على تقريرها.
ونفى أوريخ و”برسبشن” تقرير هآرتس ووصفاه بأنه “أخبار كاذبة”.
وقال التقرير إن الهدف الرئيسي للحملة هو مكافحة فكرة تمويل قطر للإرهاب، والترويج للدولة الخليجية كشريكة في المفاوضات والسلام في الشرق الأوسط.
وتشير التقارير إلى أن الحملة استهدفت يهود الشتات، وخاصة الأميركيين، فضلا عن الناشطين البيئيين ومشجعي كرة القدم، بهدف تغيير صورة قطر العالمية قبل كأس العالم، والتي كانت تركز في ذلك الوقت على سجل حقوق الإنسان وصناعة الوقود الأحفوري التي تشتهر بها البلاد.
وهدفت الحملة إلى جلب الصحفيين والمؤثرين الإسرائيليين واليهود إلى الملاعب قبل البطولة، لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لاستيعاب الضيوف اليهود، مثل خيارات الطعام الكوشر وأماكن العبادة.
وكان نتنياهو رئيسا للمعارضة في ذلك الوقت، لكن الحكومة حافظت على سياسته المتمثلة في إرضاء قطر مقابل إرسال عشرات الملايين من الدولارات شهريا إلى حركة حماس في غزة من أجل منع الانهيار الاقتصادي في القطاع.
ومنذ عام 2018، قدمت قطر بشكل دوري ملايين الدولارات نقدًا، بالتعاون مع إسرائيل، لدفع تكلفة الوقود لمحطة توليد الكهرباء في القطاع، ودفع رواتب موظفي حماس المدنيين وتقديم المساعدات لعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة. وتشير تقارير استخباراتية إلى أن إجمالي الأموال التي حولتها قطر إلى حماس بلغ نحو ملياري دولار.
ورغم أن إسرائيل لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع قطر، كانت الدولة الخليجية شريكا رئيسيا في سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين لسنوات. وكانت قطر بمثابة قناة اتصال رئيسية بين القدس وحماس، وخاصة أثناء الحرب الحالية في غزة، حيث كانت الدوحة الوسيط الرئيسي في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
أوريخ وأينهورن كلاهما متورطان في التحقيق الجنائي المستمر في تسريب معلومات استخباراتية سرية مسروقة إلى صحيفة “بيلد” الألمانية اليومية بهدف تحريف النقاش العام بشأن مفاوضات الرهائن.
وقد استجوبت الشرطة أوريخ مرتين في إطار القضية. وتقول تقارير إعلامية عبرية أنه بعد مصادرة هاتفه عند إحضاره لأول مرة، عثرت الشرطة على أدلة على الهاتف أدت إلى استدعائه لجولة ثانية من الاستجواب.
وبحسب التقارير، يشتبه في أن أوريخ أصدر تعليمات لمساعد نتنياهو السابق والمتحدث باسمه إيلي فيلدشتاين، المشتبه به الرئيسي في القضية، بإرسال الوثيقة المسروقة إلى أينهورن الذي سلمها بدوره إلى صحيفة “بيلد”. وبحسب التقارير، فإن أينهورن، الذي يتواجد حاليًا في الخارج، يؤجل عودته إلى إسرائيل حتى لا يتم القبض عليه.
وقد وجهت الاتهامات إلى فيلدشتاين وضابط في الجيش الإسرائيلي يوم الخميس، حيث يواجه فيلدشتاين عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة بتهمة الإضرار بأمن الدولة. ولم يتم القبض على أوريخ أو توجيه اتهامات إليه بارتكاب أي جرائم.