إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

تقرير: محامي نتنياهو يمثل متهمين اثنين في قضية تسريب وثائق سرية

عميت حداد يمثل مساعد رئيس الوزراء السابق يسرائيل آينهورن والمستشار الحالي يوناتان أوريخ؛ "هآرتس" تقول إن المشتبه به إيلي فيلدشتاين يتعرض لضغوط لاستبدال تمثيله القانوني

من اليسار إلى اليمين: مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوناتان أوريخ Avshalom Sassoni/Flash90)؛ محامي نتنياهو عميت حداد (Chaim Goldberg/Flash90)؛ والمساعد السابق لنتنياهو، يسرائيل آينهورن(Youtube screenshot used in accordance with article 27a of the Copyright Law).
من اليسار إلى اليمين: مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوناتان أوريخ Avshalom Sassoni/Flash90)؛ محامي نتنياهو عميت حداد (Chaim Goldberg/Flash90)؛ والمساعد السابق لنتنياهو، يسرائيل آينهورن(Youtube screenshot used in accordance with article 27a of the Copyright Law).

ذكرت صحيفة “هآرتس” يوم الخميس أن محامي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عميت حداد، يمثل اثنين من المشتبه بهم في قضية تسريب وثائق سرية من مكتب رئيس الوزراء، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المحامي لديه تضارب في المصالح.

بدأ حداد في تمثيل يسرائيل (سروليك) آينهورن، وهو مساعد سابق لنتنياهو، بعد زيارته مؤخرا في بلغراد، حيث يقيم آينهورن في العام الأخير للعمل في حملات سياسية في صربيا، كما ذكر التقرير.

يواجه آينهورن استدعاء للاستجواب في القضية عند عودته إلى إسرائيل. وتسعى الشرطة لاستجوابه بشأن دوره المزعوم كوسيط بين إيلي فيلدشتاين، المتهم بتسريب معلومات سرية للمساس بأمن الدولة، وصحيفة “بيلد” الألمانية.

وبحسب صحيفة هآرتس، سرب آينهورن الوثائق إلى شخصية بارزة في صحيفة بيلد تربطه بها علاقة وثيقة بعد أن حصل عليها من فيلدشتاين. ويقال إن نشر المعلومات الواردة في الوثائق أضر بالجهود الرامية إلى تحرير الرهائن المحتجزين في غزة وكشف عن مصادر استخباراتية إسرائيلية.

وأظهرت المعلومات التي أصدرتها محكمة الصلح في ريشون لتسيون أن الدافع الواضح وراء التسريب كان تخفيف الضغوط العامة والانتقادات ضد نتنياهو في أعقاب قتل حماس لست رهائن قبل أيام من عثور الجيش الإسرائيلي عليهم في أواخر أغسطس.

ويمثل حداد أيضا مستشار نتنياهو، يوناتان أوريخ، الذي استجوبته الشرطة تحت طائلة التحذير، للاشتباه في أنه أصدر تعليمات لفيلدشتاين بتسليم الوثائق إلى آينهورن.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بجوار محاميه، عميت حداد (على يسار الصورة)، في المحكمة المركزية في تل أبيب، 10 ديسمبر، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

ولم تقرر الشرطة بعد ما إذا كانت ستوجه تهما إلى أوريخ. وذكرت صحيفة هآرتس مؤخرا أنه عندما وصل محققو الشرطة إلى منزله لاستجوابه، طلب تأجيلا بضع ساعات بسبب اجتماعات مقررة مع نتنياهو، وهو الطلب الذي استجابت له الشرطة بشكل مفاجئ. وكان حداد قد مثل أوريخ في السابق في عام 2019 عندما اتُهم بملاحقة شاهد دولة في محاكمة نتنياهو في قضايا فساد.

وقال مصدر مطلع على التفاصيل لصحيفة هآرتس “من الغريب أن يمثل محام واحد العديد من الشخصيات المتورطة في هذه القضية”.

وقال مصدر قانوني لم يكشف عن هويته لصحيفة هآرتس إنه “من غير الممكن أن يمثل محامي رئيس الوزراء اثنين من المشتبه بهم الذين قد يقدمون معلومات عن نتنياهو”، ملمحا إلى أن حداد لديه تضارب في المصالح.

يمثل حداد نتنياهو في محاكمة رئيس الوزراء الجارية بتهم فساد، والتي اعتلى فيها رئيس الوزراء منصة الشهود خلال الأسبوع الماضي.

وأضاف تقرير هآرتس أيضا أن فيلدشتاين يتعرض لضغوط لاستبدال محاميه الحالي، عوديد سافوراي، بمحام أكثر انسجاما مع الحكومة.

المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الحرب ضد حماس في غزة، والتي اندلعت بعد مذبحة 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حماس. (IDF)

وبحسب ما ورد، تواصل نشطاء سياسيون مع عائلة فيلدشتاين بشأن هذه المسألة وكتبوا عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، وذهب أحد النشطاء إلى حد عرض دفع الرسوم القانونية لفيلدشتاين – والتي قد تصل إلى مئات الآلاف من الشواكل – إذا استبدل محاميه.

وتم ذكر حداد في التقرير كبديل محتمل.

في الشهر الماضي، قال سافوراي إنه تم تعيينه من قبل عائلة فيلدشتاين لأن والد المشتبه به كان يخشى أن يتحمل ابنه العواقب حتى لا يتورط أي شخص من مكتب رئيس الوزراء في القضية.

وقال سافوراي للقناة 12 إن الوالد أراد محاميا يمثل مصالح فيلدشتاين، “وليس مصالح أي شخص آخر… ولهذا السبب لجأوا إلي”.

في الأسبوع الماضي، قال سافوراي إن نتنياهو كان يعلم أن فيلدشتاين يخطط لتسريب الوثائق وأن موكله تصرف “بإذن وتفويض” من مكتب رئيس الوزراء. ومع ذلك، فإن نتنياهو ليس مشتبها به في القضية.

وقال سافوراي في مقابلة إذاعية: “كانت هناك نقطة في التحقيق قرر فيها [فيلدشتاين] التوقف عن التضحية بنفسه من أجل رئيس الوزراء ومكتبه”، مضيفا أن موكله “لا يقول إن نتنياهو أمر بتسليم الوثيقة للصحافة الأجنبية، لكنه كان يعلم بذلك. كان نتنياهو يعرف عن الوثيقة وكان يعلم بنية تسليمها للصحافة الأجنبية”.

عوديد سافوراي، المحامي الذي يمثل مساعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إيلي فيلدشتاين في قضية وثائق الجيش الإسرائيلي المسروقة والمسربة، يتحدث إلى أخبار القناة 12 ، 23 نوفمبر، 2024. (Screenshot/Channel 12; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وبحسب صحيفة هآرتس، فإن الضغوط لاستبدال سافوراي ترجع أيضا إلى انتماءاته السياسية. فقد مثل سافوراي مجموعة من جنود الاحتياط الذين قدموا التماسا ضد ما يسمى ب”قانون المعقولية”، وهو التشريع الأبرز الذي تم تمريره كجزء من خطة الإصلاح القضائي التي تتبناها الحكومة.

كما مثل سافوراي عضو الكنيست عن حزب “الليكود” موشيه سعادة، لكنه استقال لأن النائب أيد خطة الإصلاح القضائي. وهناك سبب آخر ذكرته صحيفة هآرتس للضغط لاستبدال سافوراي وهو أن إحدى أقاربه، موران سافوراي، تمثل منتدى عائلات المختطفين في التماس ضد نتنياهو.

وتتركز قضية التسريب حول تسليم وثيقة سرية للغاية إلى صحيفة “بيلد” في سبتمبر، والتي تفصل ظاهريا أولويات حماس وتكتيكاتها في مفاوضات الرهائن بهدف مزعوم لتحويل الرأي العام ضد أي صفقة. واتضح فيما بعد أن الوثيقة كتبها مسؤولون من المستوى الأدنى في الحركة ولم تعكس بالضرورة موقف القيادة.

وقد تم اعتقال فيلدشتاين ومشتبه به آخر لم يتم الكشف عن هويته – وهو ضابط صف احتياطي في الجيش الإسرائيلي – في الشهر الماضي للاشتباه في تسريب معلومات استخباراتية سرية مسروقة. الجندي متهم بتسريب معلومات استخباراتية عسكرية إلى فيلدشتاين. ويُتهم فيلدشتاين بنقل معلومات سرية بقصد المساس بأمن الدولة، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة، فضلا عن حيازة معلومات سرية بشكل غير مشروع وإعاقة العدالة.

ويزعم أنه تم إخراج الوثيقة بشكل غير قانوني من قاعدة بيانات الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي من قبل جندي الاحتياط الذي سلمها إلى فيلدشتاين، الذي تولى بعد ذلك نقلها إلى صحيفة بيلد، رغم أنه كان على علم بأنه تم الحصول عليها بشكل غير مشروع وأن الرقابة العسكرية منعت نشر المعلومات.

اقرأ المزيد عن