تقرير للبنك الدولي: 45% من المباني السكنية في غزة مدمرة ولا يمكن إصلاحها
تم تقدير الأضرار الأكبر في شمال غزة ومنطقة مدينة غزة، حيث تم تدمير حوالي 60٪ من المباني السكنية وتأثر آلاف المباني الأخرى، مما أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص
تم تدمير 45% من المباني السكنية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر، مما أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص، وفقا لدراسة أجراها البنك الدولي بالاستناد على صور أقمار اصطناعية وتقارير إعلامية.
ووفقا للبيانات التي جمعتها الهيئة الدولية فإن أكثر من 60% من المباني السكنية في قطاع غزة، أول 132,590 مبنى، تعرضت لأضرار خلال الحرب، التي شهدت قصف إسرائيل للقطاع من البر والجو والبحر لأكثر من ثلاثة أشهر في حملة لتدمير حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن المختطفين منذ 7 أكتوبر.
وتشمل الأرقام 99,601 مبنى ورد أنها دُمرت أو أصبحت غير قابلة للسكن، من أصل ما يقدر عددها بـ 218,656 مبنى سكني في القطاع قبل الحرب، بحسب تقديرات البنك الدولي.
وفقا لحسابات الهيئة فإن الدمار ترك 1,076,619 من سكان غزة بدون مأوى، من بين عدد السكان البالغ عددها حوالي 2.2 مليون نسمة.
هذه الأرقام، التي تم توزيعها على الدبلوماسيين في تقرير مؤقت نصف أسبوعي حصل عليه “تايمز أوف إسرائيل”، تم نشرها لأول مرة من قبل الموقع العبري “زمان يسرائيل” يوم الأحد.
شنت إسرائيل حملتها العسكرية بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، والتي اقتحم خلالها حوالي 3000 مسلح إسرائيل من غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين كرهائن، معظمهم من المدنيين.
وفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 25 ألف شخص في القتال، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل مدنيين وأعضاء حماس الذين قُتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة لصواريخ طائشة أطلقتها الفصائل الفلسطينية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 9 آلاف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وجد التقرير أن الضرر الأكبر وقع في مدينة غزة ومحيطها، حيث تركز معظم القتال في الشهرين الأولين من الحرب. من بين 55 ألف منزل، تم تدمير أكثر من 34 ألف منزل، في حين تعرض ما يقارب من 3 آلاف منزل آخر لأضرار أقل.
وشهدت أجزاء أخرى من شمال غزة مستويات مماثلة من الدمار، حيث تم تدمير ما يقارب من 24 ألف مبنى من أصل 40 ألف مبنى وتضرر 800 منزل آخر في المنطقة.
على النقيض من ذلك، في مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب وضواحيها، حيث كان القتال أقل حدة بكثير، تم تدمير أقل من 8 آلاف مبنى من أصل أكثر من 33 ألف مبنى، على الرغم من تضرر ما يقارب من 11 ألف مبنى آخر.
وجدت الدراسة – التي تعتمد على تحليل صور الأقمار الاصطناعية والتقارير الإخبارية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وروايات شهود العيان – مستويات أعلى من الحطام بين المباني الأخرى، بما في ذلك حوالي 46% من المباني التجارية والصناعية في القطاع والتي يبلغ عددها حوالي 45 ألف مبنى مدمر، بالإضافة إلى 34% من المباني الأخرى التي تعرضت لأضرار .
ومن بين مباني الخدمات البلدية الـ 45 في القطاع، تعرض 56% منها للتدمير الكامل وتعرض 22% منها لأضرار أخف. وتشمل المباني المتضررة إحدى محطتي الإطفاء في غزة، وثمانية من أصل 11 مركزا للشرطة، وأربع محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي من أصل ست، وجميع مباني البلدية الثماني.
ووفقا للبيانات، تم تدمير ما يقل قليلا عن 50% من المنشآت التعليمية في القطاع البالغ عددها 969 منشأة، في حين تضرر 33% منشأة أخرى.
كما تضررت البنية التحتية بشدة، حيث تضرر ما يقدر بنحو 92% من الطرق الرئيسية، وأكثر من 50% منها دُمرت بالكامل. ووجدت الدراسة أن نصف البنية التحتية للطاقة في القطاع دُمرت خلال الحرب.
كما أدى القتال إلى إتلاف أو تدمير عشرات المنازل في إسرائيل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الهجمات الصاروخية بما في ذلك على الحدود الشمالية، وكذلك بسبب القتال داخل البلدات الإسرائيلية التي تم غزوها في 7 أكتوبر.
ويصر الجيش الإسرائيلي على أن حماس، التي تحكم القطاع، قامت بوضع أصول عسكرية عمدا داخل المناطق السكنية، وبالتالي فهي مسؤولة عن ارتفاع مستوى الدمار في القطاع المكتظ.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون من سكان غزة نزحوا حاليا بسبب الحرب، ، حيث يضطر الكثير منهم إلى البحث عن مأوى في مدن الخيام أو المخيمات المؤقتة والأحياء الفقيرة التي تنتشر في أجزاء من القطاع.
ووصف مصدر من منظمة انسانية تعمل حاليا في غزة مستوى الدمار بأنه غير مسبوق.
وقال المصدر “في حرب غزة 2014، تم تدمير آلاف المباني، لكن الدمار لم يصل إلى حد عيش الناس في خيام. لقد اضطر بضعة آلاف من الأشخاص إلى البقاء مع أقاربهم. إن إصلاح الأضرار الناجمة عن الحرب الحالية سيكلف عشرات المليارات من الدولارات وسيستغرق سنوات، في ظل السيناريو المتفائل بأنه سيكون هناك من سيتولى هذه المهمة”.