تقرير: كبار الضباط رأوا “علامات منبهة” لهجوم قبل ساعتين من الهجوم الذي نفذته حماس
بحسب شبكة تلفزيونية فإن قادة الجيش الإسرائيلي والشاباك رأوا علامات لـ"يوم معركة" محتمل في وقت مسبق، لكنهم لم يدقوا ناقوس الخطر وقررا الانتظار حتى الصباح
أفادت تقرير للقناة 12 يوم الجمعة أن قادة الأمن الإسرائيليين رأوا “علامات منبهة” قبل أكثر من ساعتين للهجوم الصادم الذي نفذته حركة حماس يوم السبت في 7 أكتوبر على أن هناك هجوم وشيك، لكنهم ظنوا أن الخطر سيكون على نطاق أصغر بكثير من الهجوم المدمر الذي حدث بالفعل.
دون الإشارة إلى مصادر، ذكر التقرير أنه كانت هناك مؤشرات “ملموسة” أشارت إلى “يوم معركة” قادم محتمل ستحاول فيه قوة محدودة من المسلحين التسلل إلى الحدود والسيطرة على بلدة أو بلدتين وتنفيذ عمليات اختطاف.
وأفادت القناة بأنه تم مناقشة المؤشرات في مشاورة تحدثت عنها تقارير سابقة شارك فيها كبار المسؤولين في الجيش والشاباك، بمهم فيهم رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار.
لكن المسؤولين قرروا أن الأمر يمكن أن ينتظر حتى الصباح، ولم يتم إصدار أي إنذار. ولم ينقل رؤساء الأجهزة الأمنية أي تقارير عن وجود مؤشرات على هجوم وشيك، ولم ينبهوا قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود، الذين قُتل الكثير منهم في قواعدهم ومواقعهم، ولم يحركوا الدبابات المنتشرة في المنطقة، ولم ينبهوا فرق الدفاع المدني المحلية في التجمعات السكنية المجاورة التي حاربت مسلحي حماس بعد ساعات.
وقالت القناة 12 إن الإجراء الوحيد الذي تم اتخاذه هو قيام الشاباك بإرسال فريق عمليات صغير إلى المنطقة الحدودية. عندما حدثت عملية التسلل الضخمة، مع اختراق حماس الحدود في مواقع متعددة وقيامها بقتل الإسرائيليين في 22 بلدة وفي مهرجان موسيقي، شارك فريق الشاباك في القتال في أحد الكيبوتسات التي تعرضت للهجوم.
وذكر التقرير التلفزيوني أن المشاورة جرت في حوالي الساعة الرابعة فجرا، في حين بدأ هجوم حماس حوالي الساعة 6:30 صباحا.
وشهدت عملية التسلل المدمرة لمسلحي حماس مقتل حوالي 1400 شخص، الغالبية العظمى منهم من المدنيين، حيث اجتاح المسلحون التجمعات السكنية المحلية في جنوب إسرائيل. وتم احتجاز نحو 200 آخرين على الأقل كرهائن ونقلهم إلى غزة.
تعتبر الإخفاقات الاستخباراتية والعملياتية التي مكنت من الهجوم من بين الأسوأ في تاريخ إسرائيل، مقارنة بالإخفاقات الاستخباراتية قبل حرب “يوم الغفران” عام 1973، ومن المتوقع أن يتم التحقيق فيها بشكل شامل بمجرد انتهاء الحرب.
وقد أقر كبار المسؤولين عن أمن إسرائيل بالمسؤولية الشخصية والفشل، ومن بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس هيئة المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي اللواء أهارون حاليفا.
كما ظهرت تقارير عن قيام حماس بإجراء تدريبات على الهجوم على مرأى من الجميع، لكن إسرائيل قللت كما يبدو من أهمية هذه التدريبات باعتبارها استعراضية أكثر منها جوهرية.
ولم يتحمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي مسؤولية حتى الآن، مما أثار استياء شعبيا كبيرا. ولقد أصر على أنه لم يكن لديه علم مسبق بأي تقييمات أمنية تتنبأ بهجوم. مع ذلك، حذر قادة الأجهزة الأمنية على مدى شهور من أن أعداء إسرائيل ينظرون إلى الاضطرابات التي تشهدها البلاد بشأن خطة الإصلاح القضائي للحكومة الائتلافية على أنها تترك إسرائيل في وضع ضعيف تاريخيا، وحثوه على البحث عن حل وسط. وبدا أن نتنياهو يتجاهل مثل هذه المخاوف.
كما قال مسؤولو مخابرات مصريون لـ”تايمز أوف إسرائيل” ووسائل إعلام أخرى أن اسرائيل تجاهلت تحذيرات متكررة من أن الحركة التي تتخذ من غزة مقرا لها تخطط “لشيء كبير”. ولقد أعطى النائب الجمهوري مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مصداقية لهذه التقارير، حيث قال لصحافيين في واشنطن “نحن نعلم أن مصر… حذرت الإسرائيليين ثلاثة أيام قبل [الهجوم] من احتمال وقوع حدث مثل هذا”.
ونفى المسؤولون الإسرائيليون ذلك.