إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

تقرير: سارة نتنياهو طلبت تنظيم مظاهرة ضد جيرانها الذين قتل ابنهم الطيار في حرب لبنان 2006

أشار التقرير التلفزيوني إلى رسائل تظهر أن زوجة رئيس الوزراء وابنه أمرا سكرتيرة نتنياهو الراحلة بكشف معلومات مسيئة عن منافسي نتنياهو، وترهيب الشخصيات الرئيسية في قضايا الفساد ضده، واستخدام الشرطة ضد المتظاهرين

سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحضر اليوم الافتتاحي لدورة الكنيست الشتوية، في القدس، 28 أكتوبر 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)
سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحضر اليوم الافتتاحي لدورة الكنيست الشتوية، في القدس، 28 أكتوبر 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

زعم تقرير تلفزيوني بث يوم الخميس أن رسائل نصية تظهر لعب سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دورا مركزيا في محاربة أشخاص يعتبرون أعداء للعائلة، وذهبت إلى حد توجيه سكرتيرة زوجها لإرسال نشطاء من حزبه الليكود لشتم جيرانهم، والدي طيار عسكري قُتل في الحرب، والذين كانوا نشطين في المظاهرات ضد رئيس الوزراء.

وتشير مراسلات مساعدة بنيامين نتنياهو الراحلة حني بليفايس، التي نشرها برنامج “عوفدا” الاستقصائي في القناة 12، إلى أن زوجة رئيس الوزراء وابنه كانا نشطين في جهود لكشف معلومات مسيئة عن منافسيه السياسيين؛ وترهيب الشخصيات الرئيسية في محاكمته بالفساد؛ واستخدام الشرطة ضد المتظاهرين ضده، بينما سعيا إلى ترقية ضباط الشرطة الذين امتثلوا للمطالبهما.

ويبدو أن عائلة نتنياهو كانت على علم بالأضرار المحتملة التي قد تلحق بمراسلات بليفايس مع زوجة رئيس الوزراء وآخرين إذا وقعت في الأيدي الخطأ: فقد نقل التقرير التلفزيوني عن أشخاص حضروا مراسم “شيفعا” بعد وفاة بليفايس عام 2023 – وهي فترة الحداد اليهودية التي تستمر سبعة أيام – قولهم أنه عندما جاء يئير نتنياهو نجل رئيس الوزراء لتقديم تعازيه، سأل بشكل خاص عن هاتف بليفايس. ولم يتضح ما إذا كان يئير نتنياهو قد استولى على الهاتف.

ويبدو أن المراسلات تتناقض مع نفي يئير نتنياهو في عام 2020 أن تكون لعائلة رئيس الوزراء أي علاقة بمظاهرة مثيرة للجدل خارج منزل جيرانهم، عنات ودورون فركاش، اللذان قُتل ابنهما طيار المروحيات توم فركاش في حرب لبنان الثانية عام 2006.

وهاجم المتظاهرون، بقيادة الناشطة في حزب الليكود أورلي ليف، عائلة الفقيد لاستضافتها نشطاء مناهضين للحكومة في منزلها في قيسارية. ونفت ليف في ذلك الوقت تلقيها تعليمات من مكتب رئيس الوزراء، وقالت لبرنامج “عوفدا” إنها لم تعرف بليفايس قط – وهي كذبة، وفقًا للرسائل النصية التي بثها البرنامج.

وبحسب “عوفدا”، شاركت ليف معلومات شخصية عن عائلة فركاش مع يئير نتنياهو، الذي ورد أنه أجاب بأن الأمر “قيد المعالجة”.

يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يصل إلى جلسة استماع في المحكمة في تل أبيب، في 29 نوفمبر 2022. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وبحسب التقرير، أرادت سارة نتنياهو إجبار الجيران على التوقف عن استضافة اجتماعات احتجاجية، وقالت في رسالة إلى بليفايس “[يجب علينا] إدانة عائلة فركاش المقززة والرد على الأمور الفظيعة التي يفعلونها”.

وعندما قالت بليفايس أن الشرطة وجهاز الأمن الداخلي لا يستطيعان إخراج المتظاهرين من منزل خاص، ورد أن سارة نتنياهو ردت: “اذا [دعوهم] يشتمونهم ويصرخون في وجوههم”. وعندما قالت بليفايس إن هذا أيضا مستحيل، ورد إن نتنياهو طلبت منها إحضار “أشخاص من حزب الليكود، شخص ليس حارسا أمنيا”.

كما أشارت بليفايس إلى مظاهر هذه الخطوة، وقالت في مراسلتها مع سارة نتنياهو أن “ابن عائلة فركاش سقط في لبنان عام 2006”.

وورد إن زوجة رئيس الوزراء ردت قائلة “أعلم أن ابنهم الطيار قُتل، هل تعتقدين أنني غبية؟”

وبحسب “عوفدا” فإن المتظاهرين وصلوا إلى منزل فركاش بعدها.

وبحسب تقرير يوم الخميس، لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي بدت فيها سارة نتنياهو تعامل بليفايس، التي كانت تعاني من مرض السرطان، بقسوة. (توفت بليوفيس في مارس 2023). وخلال فترة ولاية بنيامين نتنياهو القصيرة كزعيم للمعارضة، في عامي 2021 و2022، ورد إن زوجته أمرت بليفايس بنقلها من قيسارية إلى زوجها في تل أبيب.

وقال “عوفدا” إن بليفايس قادت سيارتها لمدة ساعة ونصف من منزلها في يافا إلى مقر إقامة نتنياهو الخاص في قيسارية، حيث انتظرت لمدة ساعة أخرى حتى ظهرت سارة نتنياهو ــ فقط لتقول لها إن بنيامين نتنياهو سيعود قريبا وأن خدمات بليفايس لم تعد ضرورية. ورغم ذلك، ورد إن سارة نتنياهو قالت للسكرتيرة المريضة أنها ستكون في حاجة إليها “غدا”.

صعود مفوض شرطة إسرائيل

بينما كانت سارة نتنياهو على استعداد على ما يبدو لإرسال محرضين إلى منزل جيرانها الثكالى، إلا أنها لم تقبل بالاحتجاجات خارج منزلها في قيسارية والمقر الرسمي لرئيس الوزراء في شارع بلفور في القدس، بحسب التقرير التلفزيوني.

وفي إحدى الحالات، أثناء احتجاج خارج منزل نتنياهو في قيسارية، ورد ان سارة نتنياهو أمرت بليفايس بإستدعاء نشطاء من الليكود لتنظيم احتجاج مضاد. وبحسب ما ورد، ذهبت بليفايس إلى أبعد من ذلك، وقالت إنها طلبت من وزير الأمن الداخلي آنذاك أمير أوحانا فرض غرامات قدرها 1000 شيكل (275 دولار) على المتظاهرين المناهضين لنتنياهو لانتهاكهم قيود كورونا.

إسرائيليون يتظاهرون ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شارع بلفور، خارج المقر الرسمي لرئيس الوزراء، في القدس، 20 سبتمبر، 2020. (Olivier Fitoussi / Flash90)

وفي رسالة أخرى نقلها “عوفدا”، أسفت بليفايس على أن قائد شرطة تل أبيب آنذاك دانييل ليفي لا يمكنه التعامل مع المتظاهرين في شارع بلفور في القدس.

وبحسب ما ورد، كتبت “انظروا إلى تل أبيب”، مشيدة بـ”أخذ ليفي لليساريين واستخدامه للعنف” في تفريق الاحتجاجات.

كما أنه ورد، أرسلت بليفايس رسالة إلى أوحانا بناء على طلب سارة نتنياهو ورد فيها حسب “عوفدا” “هذا قائد شرطة تل أبيب داني ليفي، يفرق المتظاهرين ويعتقلهم بيديه دون تردد. هذا نوع الناس الذي نحتاج إليه. شجعه”.

وورد أن أوحانا رد “تم”.

وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، خليفة أوحانا، قد عين ليفي في منصب مفوض الشرطة في وقت سابق من هذا العام.

مفوض الشرطة دانييل ليفي بالقرب من موقع هجوم طعن في باب العامود في البلدة القديمة بالقدس، 15 سبتمبر 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)
اقرأ المزيد عن