تقرير: رئيس الوزراء منفتح على خطوات للحفاظ على فرص السلام مع الفلسطينيين مقابل التطبيع مع السعودية
قال بايدن لنتنياهو إنه يريد أن يتضمن الاتفاق إجراءات للحفاظ على آفاق حل الدولتين، في حين أبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي رده غامضا
ورد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائهما الأسبوع الماضي أنه مستعد لاتخاذ خطوات للحفاظ على إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي-فلسطيني ضمن اتفاق التطبيع الذي تحاول واشنطن التوسط فيه بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وكان نتنياهو قد قال علنا بعد اجتماع نيويورك إن الفلسطينيين يجب أن يكونوا جزءا من الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي السعودي، لكن لا ينبغي أن يكون لهم حق النقض عليه. لكنه لم يتاحدث علنًا عن الاستعداد لتوسيع هذا العنصر الفلسطيني ليشمل خطوات متعلقة باتفاق السلام المستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين – رغم غموض ذلك.
وبحسب تقرير يوم الخميس في موقع “واللا” الإخباري، التقى مساعدو نتنياهو مع المسؤولين الكبار في البيت الأبيض بريت ماكغورك وعاموس هوكستين في الليلة التي سبقت لقاء رئيس الوزراء مع بايدن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وخلال هذا الاجتماع التحضيري، سأل المسؤولون الأمريكيون نظراءهم الإسرائيليين عن التنازلات للفلسطينيين التي سيكون نتنياهو على استعداد لتقديمها لبايدن خلال اجتماعهما.
ورفض مساعدو نتنياهو الخوض في التفاصيل، وأخبروا ماكغورك وهوكستين أن رئيس الوزراء سيناقش الأمر خلال الاجتماع مع بايدن في اليوم التالي.
وقال موقع “والا”، نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدر مطلع على الأمر، إن العنصر الفلسطيني في الصفقة السعودية هيمن على جزء كبير من الاجتماع الذي عقده بايدن ونتنياهو مع موظفيهما في 20 سبتمبر.
ولم يقدم بايدن قائمة بالتنازلات المحددة التي يود أن يقدمها نتنياهو، لكنه قال إنه يريد من إسرائيل أن تتخذ خطوات للحفاظ على إمكانية حل الدولتين.
وقال موقع “والا” إن نتنياهو رد بعرض اتفاق عام على اتخاذ خطوات من شأنها أن تترك الباب مفتوحا أمام اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.
ويمتنع نتنياهو منذ عقد تقريبًا عن التعبير عن دعمه لحل الدولتين، ويقول بدلاً من ذلك إنه لن يقبل سوى “سيادة محدودة” للفلسطينيين مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية.
ومقيدًا من قبل شركائه اليمينيين المتطرفين في الإئتلاف، الذين يعارضون أي خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية، يهدف نتنياهو إلى قصر الحديث عن المبادرات لرام الله على المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية، حسبما قال مسؤول مطلع على الأمر لتايمز أوف إسرائيل في الأسبوع الماضي.
ومن المحتمل أن يكون هذا غير كاف بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التي تعتبر نفسها زعيمة للعالمين العربي والإسلامي، ولا يمكن أن تبدو وكأنها تهمل القضية الفلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتواصل إدارة بايدن التشديد على أهمية حل الدولتين، ويدرك المشاركون في المحادثات أن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه مع الرياض قد يكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ هذا الإطار. وهم يدركون أيضًا أنه ضروري من أجل إقناع عدد كافٍ من الديمقراطيين التقدميين بدعم هذه المبادرة، والتي من المرجح أن تشمل اتفاقية دفاع كبيرة مع السعودية – التي لديها سجل ملطخ في مجال حقوق الإنسان.
وقدمت السلطة الفلسطينية قائمة بالخطوات المحتملة التي ترغب في أن يتم اتخاذها في سياق محادثات التطبيع إلى واشنطن والرياض، لكن تلك الخطوات لا تزال قيد الدراسة من قبل الجانبين.
ويهدف البيت الأبيض إلى اختتام المفاوضات بحلول نهاية العام، بحسب مسؤولين إسرائيليين وأميركيين. ونظرا لأن الصفقة من المرجح أن تشمل مطالب سعودية وإسرائيلية بإبرام اتفاقيات دفاع مع الولايات المتحدة، فسيتوجب بعد ذلك تقديمها إلى مجلس الشيوخ والحصول على دعم ثلثي المجلس – وهي معركة شاقة من المرجح أن تمتد حتى الربيع المقبل.