إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

تقرير: نتنياهو تلقى تحذير أثناء وجوده في المستشفى قبل أشهر من 7 أكتوبر من تعرض إسرائيل للهجوم

تقرير يفيد إن رؤساء الأجهزة الأمنية أبلغوا نتنياهو مباشرة بعد تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب أن أعداء البلاد يرون في التوترات المحيطة بالإصلاح القضائي فرصة لشن هجوم؛ مكتب رئيس الوزراء: "افتراء وأكاذيب"

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي في مستشفى شيبا تل هشومير في رمات غان، إسرائيل، 8 يونيو 2024.  (Jack Guez/Pool Photo via AP)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي في مستشفى شيبا تل هشومير في رمات غان، إسرائيل، 8 يونيو 2024. (Jack Guez/Pool Photo via AP)

بينما كان يتعافى في المستشفى بعد تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب في صيف عام 2023، حذر رؤساء الأمن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل تبدو معرضة بشكل متزايد للهجوم، حيث ينظر أعداء البلاد إلى التوترات الاجتماعية العميقة المحيطة بدفعة الحكومة لإصلاح القضاء كفرصة لشن هجوم، وفقًا لتقرير تلفزيوني استقصائي تم بثه يوم الخميس.

وكان الكشف عن أن رئيس جهاز الشاباك رونين بار ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي نقلا تحذيرات إلى نتنياهو أثناء وجوده في المستشفى في شهر يوليو عشية التصويت النهائي في الكنيست على أول جزء من التشريعات الائتلافية للحد من استقلال القضاء من بين عدد من التفاصيل الجديدة التي كشفها برنامج عوفدا” على القناة 12 فيما يتعلق بالهجوم المدمر الذي قادته حماس بعد عدة أشهر، والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة والصراعات المرتبطة بها في أنحاء المنطقة.

واستشهد البرنامج التلفزيوني أيضًا بسجل المحادثات الأولى التي أجراها نتنياهو مع سكرتيره العسكري آنذاك بعد وقت قصير من شن حماس هجومها في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث سعيا إلى فهم نطاق الهجوم الذي شهد أسوأ مذبحة لليهود في يوم واحد منذ الهولوكوست. وأضاف التقرير إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أخبر زملاءه في مجلس الوزراء خلال اجتماع في وقت لاحق من ذلك اليوم أن الجمهور سيكون محقًا في المطالبة باستقالاتهم، كما أفاد عن التلاعب المزعوم بالسجلات من قبل أحد كبار مساعدي نتنياهو.

وهاجم مكتب رئيس الوزراء “عوفدا” ومذيعته إيلانا ديان، ووصف التقرير بأنه “افتراء وأكاذيب ضد رئيس الوزراء نتنياهو تهدف إلى الإضرار بالحكومة اليمينية”.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن “مشروع هندسة الوعي ’عوفدا’ سيواصل الدعاية والأكاذيب، بينما سيواصل رئيس الوزراء نتنياهو قيادة إسرائيل إلى نصر تاريخي”، في حين رد على عدد من الادعاءات المحددة التي قدمها البرنامج الاستقصائي.

“تحذير استراتيجي من الحرب”

بحسب التقرير، اتصل بار وهاليفي بنتنياهو مساء يوم 23 يوليو 2023، أثناء تواجده في مركز شيبا الطبي في رامات غان، بعد خضوعه لعملية جراحية قبل أسبوع، وكشف الأطباء لاحقًا عن أنه كان يعاني من “انسداد قلبي عابر” يهدد حياته.

وكانت التوترات السياسية قد وصلت إلى نقطة الغليان في ذلك الوقت بسبب خطط الائتلاف للحد من استقلال النظام القضائي، مما دفع إلى تنظيم مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة ودفع بعض جنود الاحتياط إلى وقف الخدمة التطوعية احتجاجا، بينما هدد آخرون بالتوقف عن الحضور للخدمة الاحتياطية الإلزامية إذا تم تمرير قانون الإصلاح.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي (يسار) ومدير جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار في غرفة العمليات الخاصة التي تشرف على مهمة إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، 8 يونيو 2024. (Shin Bet security services)

وبعد أن اتصل برئيس الوزراء عبر خط آمن، قال بار “أنا أعطيك تحذيرًا استراتيجيًا من الحرب”.

ونقلت الصحيفة عن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي قوله “لا أستطيع أن أقول متى أو كيف”، لكن أعداء إسرائيل يراقبون ما يحدث داخل إسرائيل وسط الخلاف حول الإصلاح القضائي، “وهم يحددون نقاط الضعف”. وبحسب التقارير، حث بار نتنياهو على وقف تشريعات الإصلاح. ولم يذكر التقرير كيف رد رئيس الوزراء.

وتلقى نتنياهو أيضًا أثناء وجوده في المستشفى رسالة من هاليفي، الذي كان من المقرر أن يلتقي به.

وكتب هاليفي، بحسب التقرير، “جاهزية الجيش تتضرر بسرعة وتتعافى ببطء. وهذا أمر خطير. ما يحدث الآن في إسرائيل يزيد من احتمالات تعرضنا للهجوم”. وأضاف التقرير أن رئيس أركان الجيش أوضح تقييمه بأن العدو لن يسامح نفسه إذا تخلى عن هذه الفرصة.

ورد مكتب نتنياهو بالإصرار على أن “رئيس الوزراء لم يتلق أي تحذير ولم يكلف أحد نفسه عناء إبلاغه بالتطورات، لا قبل المذبحة ولا في ليلة وقوعها. ولو أبلغوه بالتطورات، لكان السابع من أكتوبر مختلفا تماما”.

“تزوير بكل المقاييس”

كما ذكر برنامج “عوفدا” الذي بث يوم الخميس أنه في فبراير من هذا العام، كتب اللواء آفي غيل، الذي كان السكرتير العسكري لنتنياهو في ذلك الوقت، مذكرة سريعة إلى المستشارة القضائية بعد أن أخبرته كاتبة اختزال أن مدير طاقم رئيس الوزراء تساحي برافرمان ضغط عليها لتغيير الطابع الزمني في سجل محادثة من صباح يوم 7 أكتوبر.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث مع سكرتير الحكومة تساحي برافرمان (يمين) خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي في مكتب رئيس الوزراء في القدس في 30 أبريل 2023. (ABIR SULTAN / POOL / AFP)

وقد استجوبت الشرطة برافرمان للاشتباه في قيامه بتزوير توقيت المكالمة الأولى بين نتنياهو وغيل أثناء هجوم حماس، حيث قام بتغييرها من الساعة 6:40 صباحًا إلى 6:29 صباحًا – عندما تحدثا في الواقع للمرة الثانية – بعد أن رفضت كاتبة الاختزال طلبه بتغيير السجل.

وقال التقرير التلفزيوني، مستشهدا بشهادة غيل للشرطة، إنه بعد أن أبلغته كاتبة الاختزال أن برافرمان طلب رؤية السجل وثم طلب منها تغييره، دخل السكرتير العسكري غرفة الاجتماعات في مكتب رئيس الوزراء لكتابة رسالة إلى المستشارة القضائية غالي بهاراف ميارا لإبلاغها بسلوك برافرمان.

ونُقل عن غيل قوله في الرسالة “هذا تزوير بكل المقاييس. إنه عمل إجرامي”.

المستشار العسكري آنذاك اللواء آفي غيل يصل إلى مكتب رئيس الوزراء في القدس، 3 يناير 2023. (Yonatan Sindel/Flash90)

ونفى بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن يكون برافرمان قد زور السجل، وقال إن الأمر “سيتم توضيحه بشكل كامل خلال التحقيق”.

وأضاف أنه “للأسف، فإنه ممنوع من الخوض في تفاصيل القضية حتى انتهاء التحقيق”.

“لماذا يطلقون الصواريخ؟”

وأشار البرنامج أيضًا إلى مكالمات نتنياهو مع غيل في صباح يوم 7 أكتوبر، حيث اتصل الأخير برئيس الوزراء أول مرة في الساعة 6:29 صباحًا باستخدام تطبيق “واتساب” للمراسلة.

وبحسب ما ورد، تساءل نتنياهو، الذي كان في منزله في قيسارية، “لماذا يطلقون [الصواريخ]؟”.

ورد غيل إنه يجمع التفاصيل لفهم ما يجري، وإن الاثنين سيتحدثان قريبا، وأجريا محادثة ثانية في الساعة 6:40 صباحا على خط آمن.

وقال غيل خلال المكالمة الثانية “نحاول فهم ما يجري”، وأوضح أن قوات النخبة تتجه إلى منطقة حدود غزة وأن الفرقة العسكرية الإقليمية كانت تتحول إلى حالة تأهب للطوارئ، وفقًا للسجل الذي استشهد به التقرير. “لا شك أننا في حادث مختلف”.

أرشيف: مسلحو حماس يعبرون السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة في 7 أكتوبر 2023. (Kan TV screenshot; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وورد أن نتنياهو سأل عما إذا كان من الممكن القضاء على قادة حماس، حيث رد غيل إنه سيتأكد من عدم دخول المسلحين إلى إسرائيل تحت غطاء إطلاق الصواريخ قبل أن يضيف “نحن في حالة حرب”.

وقال برنامج “عوفدا” إن نتنياهو زعم في هذه المرحلة لأول مرة على ما يبدو أن رؤساء الأجهزة الأمنية لم يبلغوه بإحتمال وقوع هجوم كبير من قطاع غزة.

“لم تكن لدينا أي مؤشرات، لا أرى أي شيء في المعلومات الاستخباراتية”.

ووافقه غيل الرأي قائلا إنه سيكون من الضروري “طرح الأسئلة لاحقا [حول] كيف فاجأونا”.

وقال التقرير إن نتنياهو أكد على أنهم ما زالوا بحاجة إلى تحديد حجم هجوم حماس وما إذا كان على الحكومة استدعاء قوات الاحتياط.

وأضاف نتنياهو أن “هيئة الأركان العامة بحاجة إلى الاجتماع في أسرع وقت ممكن”، قبل أن يسأل عن احتمال أن يكون الهجوم يهدف أيضا إلى احتجاز رهائن.

“هذا ما نعتقده” أجاب غيل.

وأنهى نتنياهو المكالمة بإصدار أمر لغيل بمحاولة قتل زعيم حماس، وقال له “إذا اتيح شخص، فاقتله”.

“بضعة أيام من الشرعية”

بعد ساعات، عقد كبار الوزراء في الحكومة اجتماعا، حيث أفاد “عوفدا” إن سموتريتش قال للحاضرين أن الإسرائيليين سيطالبون باستقالاتهم قريبا.

“لدينا بضعة أيام من الشرعية حتى يتضح حجم [الدمار الذي أحدثته حماس للجمهور]. بعد 48 ساعة سوف يطالبوننا بالاستقالة بسبب الفشل، وهم على حق”، نقل التقرير عن سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف.

وردًا على التقرير، قال مكتب سموتريتش إنه لم يكن على علم بهذا التصريح وألقى باللوم “بشكل مباشر” على رؤساء الأجهزة الأمنية لفشلهم في منع هجمات السابع من أكتوبر، مدعيًا أن الحكومة لديها “شرعية عامة” لإقالتهم.

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يقود اجتماعًا لكتلة الصهيونية الدينية في الكنيست في القدس، 9 ديسمبر 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

كما قال سموتريتش بشكل منفصل يوم الخميس إنه لم يكن يعلم بوجود شيء مثل قوة النخبة قبل السابع من أكتوبر، في إشارة إلى وحدة النخبة في حماس التي قادت المجازر.

وألقى الوزير اليميني المتطرف باللوم على ما قال إنه علاقة سيئة بين المستويين السياسي والعسكري، مما ترك الأول “معزولا” وغير مطلع على التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل.

لكن التقارير الصحفية عن وحدة النخبة التابعة لحماس تعود إلى سنوات مضت، حيث يخوض عناصر الوحدة معارك ضد القوات الإسرائيلية منذ حرب غزة عام 2014.

“لم أكن أعلم بوجود شيء مثل وحدة النخبة قبل السابع من أكتوبر، وأنا شخص أستثمر في منصبي في مجلس الوزراء الأمني وأقرأ المواد وأراجعها بانتظام. لم أكن أعلم بأمر ربع البنية التحتية الموجودة في لبنان لقوة الرضوان التابعة لحزب الله. لم يتم لفت انتباهنا إلى هذا الأمر. هناك فجوات معلوماتية ضخمة”، قال خلال ظهوره في مؤتمر مجلش “يشع” الاستيطاني، وزعم أن قادة المستشوى العسكري يعصون القيادة السياسية بانتظام.

اقرأ المزيد عن