تقرير: رئيسا الموساد والشاباك سيعقدان محادثات في القاهرة بشأن الرهائن إذا خففت حماس من شروطها
بحسب التقرير، لا بد للحركة الحاكمة لغزة التخلي عن إصرارها على وقف دائم لإطلاق النار وسحب القوات قبل أن يوافق الوفد على التوجه إلى مصر
من المقرر أن ترسل إسرائيل مفاوضين لمناقشة صفقة إطلاق سراح الرهائن مع مسؤولين أمريكيين ومصريين وقطريين كبار في القاهرة هذا الأسبوع بشرط تراجع حماس عن مطالبها المتطرفة للتوصل إلى اتفاق، حسبما أفاد تقرير يوم السبت.
في إطار ردها على الإطار التفاوضي، طالبت حماس يوم الخميس بأن تقوم إسرائيل، من بين أمور أخرى، بالافراج عن 1500 أسير أمني فلسطيني على الأقل، وسحب قواتها بالكامل من غزة، والموافقة في نهاية المطاف على وقف دائم لإطلاق النار، واتخاذ خطوات للتقليل من سيادتها على الحرم القدسي – وهي مطالب رفضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتبارها “متوهمة”.
وسيترأس رئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ونيتسان ألون، الذي يقود الجهود الاستخباراتية للعثور على المختطفين، الوفد الذي سيجتمع مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير المخابرات المصري عباس كامل يوم الثلاثاء، حسبما قال مسؤولا إسرائيليان لموقع “واللا” الإخباري.
وقال أحد المسؤوليّن: “إذا كان هناك تغيير في المسار، سنذهب”، وأضاف أن إسرائيل على اتصال مع الوسطاء المصريين والقطريين لضمان امكانية التوصل إلى تفاهمات مع حماس قبل بدء المحادثات يوم الثلاثاء.
بحسب تقارير يوم الجمعة فإن إسرائيل على استعداد لقبول محادثات تستند على إطار باريس الأصلي – وهو الخطوط العريضة لهدنة انسانية في القتال التي صاغها في الشهر الماضي مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر.
وقرر وزراء كابينت الحرب صياغة رد رسمي على اقتراح حماس المضاد، الذي يتعارض مع هدف إسرائيل المتمثل بالإطاحة بنظام الحركة في القطاع، حسبما أفادت أخبار القناة 12 يوم السبت.
وأفاد تقارير أن إطار باريس ينص على هدنة انسانية على ثلاث مراحل، مع إطلاق سراح 35 إلى 40 رهينة إسرائيلية – النساء والرجال الأكبر من 60 عاما وأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة – خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع. وسيتم إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن القتلى في المرحلتين الثانية والثالثة.
وكان من المقرر مناقشة التفاصيل المتعلقة بالمراحل الأخيرة، فضلا عن عدد وهويات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم، في مفاوضات لاحقة إذا وافق الجانبان على اقتراح باريس. وعرضت تقارير أخرى نسخ مختلفة من الإطار، الذي لم يتم نشره رسميا.
وناقش كابينت الحرب رد حماس بشكل أكبر ليلة الخميس. واتفق الوزراء على أن إسرائيل لن توافق على مطلبين آخرين من مطالب حماس – أن يسحب الجيش الإسرائيلي قواته من الممر الذي يفصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، ويسمح بعودة المدنيين إلى شمال غزة خلال المرحلة الأولى من الهدنة. حسبما أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري. ومع ذلك، فإنها ستكون على استعداد لمناقشة سحب القوات من المراكز السكانية الرئيسية في غزة خلال فترة الهدنة.
هذا الموقف تم تمريره إلى الوسطاء، إلى جانب رفض إسرائيل طلب حماس بإضافة صيغة إلى الاتفاق تتعلق بوقف دائم لإطلاق النار، بحسب أكسيوس، نقلا عن مسؤول الذي قال إن إسرائيل لا تريد الالتزام بالامتناع عن استئناف ضرباتها ضد حماس بعد تنفيذ الاتفاق.
ونُقل عن المسؤول قوله إن إسرائيل أبلغت الوسطاء أيضا بأنها لن تناقش مطلب حماس بأن تقوم إسرائيل بـ”رفع الحصار عن غزة”. وقال التقرير إن إسرائيل قالت للوسطاء أيضا أن عدد الأسرى الأمنيين الذين تطالب بهم حماس ليس معقولا، وكذلك جميع المطالب التي لا تتعلق بحرب غزة.
وأفاد تقرير القناة 12 بأن كابينت الحرب وافق على الإصرار على الدفع بمطلب إطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين “الثقيلين” – وهذا يعني على ما يبدو المدانين بالقتل وجرائم خطيرة أخرى – إلى مرحلة لاحقة من الصفقة.
وطالب الوزيران من حزب “الوحدة الوطنية”، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بأن تتم صياغة رد إسرائيل بصورة رسمية وارساله فورا إلى الوسطاء المصريين والقطريين، حسبما أفاد التقرير التلفزيوني.
وقالت الشبكة التلفزيونية إن نتنياهو رفض الطلب، قائلا إنه يريد بدلا من ذلك تقديم الرد إلى مجلس الوزراء بكامل هيئته، وهي خطوة من المرجح أن تؤخر العملية لعدة أيام، في حين أشارت القناة التلفزيونية إلى أنه من غير المرجح أن تتم الموافقة عليه نظرا لوجود العديد من الوزراء المتشددين الذين يعارضون تقديم تنازلات كبيرة لحماس مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ولم يكن من الواضح كيف يتوافق ذلك مع تقرير أكسيوس الذي يقول إن إسرائيل قامت في الواقع بتمرير سلسلة من الردود إلى الوسطاء. وقالت القناة 12 في وقت لاحق إن الرد الإسرائيلي تم تمريره شفهيا إلى الوسطاء، وليس خطيا بشكل رسمي.
مع استمرار الحكومة رفضها لمطالب حماس، نظم ذوو الرهائن ومناصريهم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد مساء السبت طالبوا فيها بالتوصل الى اتفاق فوري، في حين دعا البعض إلى إجراء انتخابات مبكرة وسط إحباط متزايد من الحكومة.
ويُعتقد أن 132 من الرهائن الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر لا يزالون في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات واحدة منهم. كما تم انتشال جثث ثماني رهائن وقتل الجيش ثلاث رهائن عن طريق الخطأ. وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
كما تحتجز حماس رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شارون وهدار غولدين منذ عام 2014، وكذلك تحتجز مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما قطاع غزة بمحض إرادتهما في 2014 و 2015.