إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

تقرير: دفن ملف تحذير كتبه ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي بشأن خطط حماس لشن هجوم في أغسطس 2023

القناة 12 تنقل عن "الرائد ن" قوله إنه في حين أن الجيش الإسرائيلي كان يستعد لأربع عمليات توغل متزامنة فقط من غزة، كانت حماس تخطط لشن هجوم أكبر بكثير

فلسطينيون يركبون مركبة عسكرية إسرائيلية تم الاستيلاء عليها من قاعدة عسكرية داخل إسرائيل التي اجتاحتها حماس، في مدينة غزة، 7 أكتوبر، 2023. (AP/Abed Abu Reash)
فلسطينيون يركبون مركبة عسكرية إسرائيلية تم الاستيلاء عليها من قاعدة عسكرية داخل إسرائيل التي اجتاحتها حماس، في مدينة غزة، 7 أكتوبر، 2023. (AP/Abed Abu Reash)

أفاد تقرير مساء السبت أن تقييما وضعه ضابط استخبارات إسرائيلي كبير في شهر أغسطس 2023 حذر فيه من أن حركة حماس تستعد لشن هجوم واسع أخفي ولم يتم تمريره إلى كبار القادة العسكريين في الأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر.

وفقا للقناة 12، كتب مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أشارت القناة إلى الحرف الأول من اسمه فقط الرائد “ن” تقييما بأنه كان هناك تغيير في جدوى الحرب مع حماس، بناء على تحذيرات شديدة من ضابطين في مكافحة التجسس من وحدة الاستخبارات العسكرية 8200، قبل أن يترك منصبه في أغسطس من العام الماضي.

وذكر التقرير إن القائد “ن” حذر في العرض التقديمي من أنه في حين أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أن حماس تستعد لعملية واسعة النطاق للغاية، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد فقط لسيناريو يصل إلى أربع عمليات توغل متزامنة من قطاع غزة.

وكتب الضابط أن المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أنه ينبغي تحدي “العديد من الافتراضات الأساسية”، وفقا للتقرير، واقترح استئناف مراقبة وحدة “النخبة” التابعة لحماس. كانت وحدة “النخبة” هي التي قادت الآلاف من المسلحين الفلسطينيين عبر الحدود إلى إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.

وتشير التقارير إلى أن الوحدة 8200، وهي إحدى وحدات الجيش الإسرائيلي التي يُشار إليها باعتبارها لعبت دورا في الفشل في منع هجوم السابع من أكتوبر، توقفت عن الاستماع إلى أجهزة اللاسلكي المحمولة التي يستخدمها عناصر حماس في غزة قبل نحو عام من الهجوم، لأنها كانت تعتبر ذلك “مضيعة للجهد”.

وبحسب ما ورد، كان “ن” هو الضابط المسؤول عن تقديم وثيقة حصلت عليها الوحدة 8200 في أبريل 2022، والتي توضح خطط حماس لما ثبت أنه اقتحام الحركة لجنوب البلاد من غزة في 7 أكتوبر والهجوم الذي نفذته.

لقطة شاشة من لقطات كاميرا مثبتة على أجسام عناصر حماس بينما يقترب مسلحون من مركبة إسرائيلية خلال هجوم المنظمة في 7 أكتوبر، 2023، في جنوب إسرائيل، في لقطات فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي ومكتب الاعلام الحكومي. (Screenshot)

وكانت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أول من كشف عن وجود الوثيقة، التي أطلقت عليها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اسم “أسوار أريحا”، في حين نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تفاصيلها في نوفمبر 2023.

كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية العام الماضي، لم يطلع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي على الوثيقة قبل هجوم السابع من أكتوبر. كما لم يرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو وزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت، أو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست.

وبحسب الجدول الزمني الذي عرضته القناة 12 يوم السبت، فقد تم إطلاع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على التدريبات العسكرية لحماس في سبتمبر 2023، لكن تحذيرات “ن” تم حذفها من العرض التقديمي.

أرشيف: مسلحو حماس يعبرون السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة في 7 أكتوبر 2023. (Kan TV screenshot; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

بدلا من ذلك، اعتبر الضابط المسؤول عن الضابط الكبير، والذي أشار إليه التقرير بالاسم “اللفتنانت جنرال  أ”، التحذيرات بأنها تحذير من “سيناريو متعجرف وغير واقعي”. وأمر خليفة “ن” بإعداد وثيقة جديدة حول استعدادات حماس للتدريب لتقديمها إلى هليفي، والتي لم تذكر خطة “أسوار أريحا”.

بحسب التقارير فإن خطة “أسوار أريحا” التي تتألف من 40 صفحة حددت بشكل دقيق تقريبا كيف انتهى الأمر بحماس إلى تنفيذ الهجوم في النهاية.

وكتبت نيويورك تايمز، “لقد نصت الوثيقة على إطلاق وابل من الصواريخ في بداية الهجوم، واستخدام مسيّرات لتعطيل كاميرات المراقبة والرشاشات الآلية على طول الحدود، وتدفق المسلحين إلى إسرائيل بأعداد كبيرة بالطيران الشراعي وعلى الدراجات النارية وعلى الأقدام – وكل هذا حدث في 7 أكتوبر”.

وقال التقرير إن ضباط مخابرات إسرائيليين الذين اطلعوا على الخطة خلصوا إلى أن الحركة الفلسطينية غير قادرة على تنفيذ هجوم بهذا الحجم – أو ربما غير معنية – ورفضوا المخاوف بشان ذلك.

إطلاق صواريخ من قبل الجماعات الفلسطينية من قطاع غزة تجاه إسرائيل، 7 أكتوبر، 2023. (AP/ Hatem Moussa)

كان تقرير ليلة السبت هو الأحدث في سلسلة طويلة من التقارير التي بدأت تظهر بعد فترة وجيزة من السابع من أكتوبر حول المواد الاستخباراتية في أيدي إسرائيل التي أشارت إلى غزو حماس الوشيك والتي تم تجاهلها أو رفضها أو تفسيرها بشكل خاطئ. وقالت القناة التلفزيونية إن تقريرها تم تجميعه تحت قيود الرقابة العسكرية.

في الشهر الماضي، أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تعليمات للجيش “بتسريع الجداول الزمنية” لاستكمال تحقيقاته في هجوم السابع من أكتوبر، وذلك للوفاء بالموعد النهائي الذي حدده وزير الدفاع يسرائيل كاتس في 31 يناير.

وترفض الحكومة تشكيل لجنة تحقيق رسمية وتعارض إجراء أي تحقيقات قد تشمل النظر في الإخفاقات السياسية المحيطة بالهجوم المفاجئ والمدمر، والفترة التي سبقته، وتداعياته.

وقد أشعل الهجوم شرارة الحرب المستمرة في غزة، والتي شهدت أيضا قتالا على عدة جبهات أخرى ضد إيران – التي تدعم حماس – والجماعات المسلحة التابعة لها في المنطقة.

اقرأ المزيد عن