إسرائيل في حالة حرب - اليوم 495

بحث

تقرير: حاخامات يجمعون 100 مليون دولار في الولايات المتحدة للمعاهد الدينية التي تواجه تخفيضات بسبب قرار التجنيد

تقرير صحيفة هآرتس يدعي أن التبرعات ستمنح المعاهد "متنفسا" بعد أن أمرت المحكمة الحكومة بحجب الأموال عن الطلاب المؤهلين للتجنيد؛ الجيش الإسرائيلي يضع خططا لتجنيد 3000 من الحريديم

جنود إسرائيليون ورجل يهودي حريدي عند حائط المبكى، في البلدة القديمة بالقدس، 25 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)
جنود إسرائيليون ورجل يهودي حريدي عند حائط المبكى، في البلدة القديمة بالقدس، 25 يونيو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

جمع المجتمع الحريدي في إسرائيل ما يقارب من 100 مليون دولار من التبرعات في الولايات المتحدة ردا على أمر محكمة العدل العليا بوقف التمويل العام للمعاهد الدينية التي يتهرب طلابها بشكل غير قانوني من التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وفقا لتقرير صدر يوم الثلاثاء.

ووفقا للتقرير، فإن مهمة جمع التبرعات الجارية يقودها الحاخام دوف لاندو البالغ من العمر 94 عاما وموشيه هيليل هيرش البالغ من العمر 87 عاما، وهما الزعيمان المشتركان للمجتمع الحريدي الليتواني غير الحسيدي، وفقا لتقرير “هآرتس”.

وفي حين أن هذه الأموال لا تلبي الاحتياجات طويلة المدى للمعاهد الدينية التي لم تعد قادرة على الاعتماد على دعم الدولة، فإن الأموال ستمنح المعاهد “متنفسا” بينما تتعامل مع القيود المالية التي تؤثر بالفعل على عملها، بحسب التقرير.

وفي شهر مارس، قضت المحكمة العليا بأنه لا يمكن بعد للحكومة تحويل الأموال إلى المعاهد الدينية لحوالي 50 ألف طالب مؤهلين للتجنيد في الجيش، بعد انتهاء صلاحية اللوائح التي تعفي أعضاء المجتمع الحريدي المنخرطين في الدراسات اليهودية من التجنيد الإلزامي.

وفي يوم الثلاثاء، قضت المحكمة بأنه في غياب تشريع يضع لوائح جديدة للإعفاء من الخدمة العسكرية، يجب على الجيش أن يبدأ في تجنيد الحريديم، الذين يعارضون إلى حد كبير الخدمة العسكرية على أسس دينية.

ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فإن أمر المحكمة العليا بشأن التمويل، الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل، أوقف تسليم 270 مليون شيكل (72 مليون دولار) في العام الحالي، وسيخلق عجزا بقيمة 400 مليون شيكل (106 مليون دولار) في عام 2025.

وقد يتفاقم الوضع بسبب احتمال وقف التمويل أيضا للحضانات النهارية لأطفال طلاب المعاهد الدينية الحريدية الذين لم يتم تجنيدهم.

وتشمل المجتمعات غير الحسيدية داخل العالم الحريدي – التي تسمى الليتوانية بسبب تركزها في ذلك الجزء من أوروبا الشرقية قبل الهولوكوست – بعض الفصائل المتشددة التي تعد من بين أشد المعارضين للخدمة العسكرية. كما تعارض الفروع الحسيدية لليهودية الأوروبية والمجتمعات السفاردية أو الشرقية الآتية من أجزاء من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الخدمة العسكرية بدرجات متفاوتة.

وذكرت “هآرتس” أنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك المجتمعات الأخرى ستحصل أيضا على حصة من الأموال المتبرع بها.

ويحاول المشرعون من الأحزاب الحريدية تمرير تشريع من شأنه تمديد إعفاءات التجنيد، لكن جهودهم تواجه معارضة شديدة في الكنيست، بما في ذلك من داخل الائتلاف.

يهود حريديم يسدون طريقا ويشتبكون مع الشرطة خلال مظاهرة ضد تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي، على الطريق رقم 4، خارج مدينة بني براك، 1 أبريل، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وأثارت هذه القضية صدعًا عميقًا داخل ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما دفع بعض السياسيين الحريديم إلى التلميح إلى أنهم قد يسقطون الحكومة إذا لم يمر تشريع الإعفاء، على الرغم من أن آخرين يعتقدون أنهم لن ينفذوا التهديدات.

ونقلت “هآرتس” عن أحد السياسيين الحريديم قوله “سنترك الحكومة وماذا بعد؟ ليس لدينا خيار سوى البقاء”.

وفي غضون ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي الاستعدادات لتجنيد طلاب المعاهد الدينية الحريدية ردا على قرار المحكمة العليا، حسبما ذكرت أخبار القناة 13 يوم الثلاثاء.

مراكز تجنيد خاصة

بحسب التقرير، يستعد الجيش لتجنيد نحو 3000 رجل حريدي من بين 63 ألف ملزمون بأداء الخدمة العسكرية بحسب القانون. وللمساعدة في هذه العملية، يستعد الجيش لإقامة مراكز تجنيد مخصصة للذكور فقط تلتزم بمعايير الشريعة اليهودية.

ويتم تجنيد جميع الذكور اليهود تقريبا ومعظم الإناث في قوات الجيش الإسرائيلي عند سن الثامنة عشرة، ولكن الحريديم يحظون بإعفاءات منذ عقود من الزمن، مما أدى إلى استياء شرائح واسعة من المجتمع تقول أنه ينبغي أن يشاركوا في عبء الخدمة العسكرية. وقد سلطت الحرب في غزة، التي أدت إلى استنزاف قوات الجيش الإسرائيلي، الضوء على الإعفاءات، حيث يزعم منتقدوها أنه ينبغي تجنيد الحريديم بدلا من تمديد فترات التجنيد للجميع من أجل التعامل مع النقص.

ويقول أعضاء المجتمع الحريدي، الذين يتجنب بعضهم الاندماج في المجتمع العلماني الأوسع، إن إجبارهم على الالتحاق بالجيش سيتطلب منهم التنازل عن معتقداتهم الدينية، بما في ذلك الحظر الصارم فيما يتعلق بقواعد الطعام والمخالطة بين الجنسين.

رجل حريدي يقرأ ملصقات حول مشروع قانون التجنيد في حي ميا شعاريم، في القدس، 15 مارس، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وانتشرت اللافتات التي تقول أن السجن أو حتى الموت أفضل من الخدمة العسكرية في الاحتجاجات ضد محاولات تجنيد الحريديم.

وعلى مر السنين، حاول الجيش معالجة هذه المخاوف، وأنشأ وحدات خاصة تهدف إلى مراعاة هذه القضايا وتسهيل تجنيد الحريديم، ولكنه حقق نجاح متوسط.

وفيما يتعلق بالتطبيق العملي لتجنيد آلاف المواطنين الذين يعارضون الخدمة العسكرية أيديولوجياً، قال التقرير إن الجيش يفضل حملات التوعية لتشجيع الرجال الحريديم الذين قد يكونون راغبين بالتجنيد للقيام بذلك. وأضاف التقرير أن الجيش لا ينوي في هذه المرحلة إرسال الشرطة العسكرية إلى المعاهد الدينية، لأنه يعتبر التجنيد القسري أمر غير مقبول.

وبالنسبة للرجال الحريديم الذين يتم تجنيدهم، فيفكر الجيش في توظيفهم في “برنامج تجريبي على الحدود الأردنية”، حسبما جاء في التقرير.

وسيشهد البرنامج انتشار الجنود الحريديم في مجموعات على طول أطول حدود إسرائيل – وربما الأكثر أمانًا – مع حاخامات وقواعد ملتزمة بالشرائع اليهودية – وبدون نساء.

ويقضي قرار المحكمة العليا التاريخي يوم الثلاثاء لأول مرة بأن الرجال الحريديم ملزمون بأداء الخدمة العسكرية، نظرا لانتهاء سريان الترتيبات التشريعية والإدارية السابقة التي سمحت بإعفاءاتهم الشاملة.

لجنة من تسعة قضاة في محكمة العدل العليا تستمع إلى التماسات تطالب بالتجنيد الفوري للشباب اليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي، 2 يونيو، 2024. (Amit Shabi/ POOL)

وقضت المحكمة بأن قرار الحكومة الصادر في يونيو 2023 والذي أمر الجيش بعدم البدء في تجنيد الرجال الحريديم المؤهلين – والذي صدر بعد انتهاء سريان القانون الذي يسمح بالإعفاءات الشاملة – كان غير قانوني، وبالتالي يجب على الحكومة تجنيد الحريديم.

وأوضح القضاة أنهم لم يحددوا للحكومة عدد طلاب المعاهد الدينية الحريدية الذين سيتعين عليها تجنيدهم أو سرعة تجنيدهم، وأشاروا إلى أن العملية يمكن أن تكون تدريجية، لكنهم حذروا الحكومة من أنها يجب أن تبدأ الآن.

كما يحظر الحكم الحكومة من تمويل المعاهد الدينية التي يدرس فيها الطلاب بدلا من أداء الخدمة العسكرية، وأكد أن هذا التمويل كان يعتمد على شروط الإعفاءات من الخدمة في الجيش التي لم تعد موجودة الآن.

وردا على القرار، أصدر مكتب المستشارة القضائية تعليمات للجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء بتجنيد 3000 من طلاب المعاهد الدينية الحريدية على الفور ابتداء من الأول من يوليو.

ساهم جيريمي شارون في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن