إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

تقرير: جنود يقولون إن سياسات إطلاق النار في غزة واسعة للغاية، وتؤدي إلى قتل المدنيين

نقلت صحيفة هآرتس عن ضباط وجنود خدموا في محور نتساريم الرئيسي قولهم إن القوات أُمرت بإطلاق النار على كل من يقترب، مع تمكين القادة استخدام المزيد من القوة

جنود احتياط من الفرقة 252 يعملون في منطقة ممر نتساريم في وسط قطاع غزة، في صورة منشورة في 6 نوفمبر 2024. (IDF)
جنود احتياط من الفرقة 252 يعملون في منطقة ممر نتساريم في وسط قطاع غزة، في صورة منشورة في 6 نوفمبر 2024. (IDF)

نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الأربعاء عن جنود إسرائيليين خدموا في قطاع غزة قولهم إن سياسات إطلاق النار الحالية تجعل القتل في بعض المناطق عشوائيا وعرضيا.

وقالت الصحيفة اليسارية إنها تحدثت إلى عدد من الضباط والجنود الذين خدموا في الفرقة 252 والذين رووا كيف يتم فرض المنطقة المحظورة على طول محور نتساريم الاستراتيجي الذي يقسم قطاع غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وحيث يطلق الجنود النار على أي شخص يدخل المنطقة.

وذكر بعض الجنود أنهم شهدوا حوادث قُتل فيها مدنيون، لكن الجيش الإسرائيلي ادعى مع ذلك أن القتلى من مقاتلي الفصائل المسلحة.

وأصر الجيش ردا على التقرير على أنه يتم الموافقة على الإجراءات العملياتية فقط في أعلى مستوى، وأنه يتم مهاجمة الأهداف العسكرية فقط.

وتدافع إسرائيل عن نفسها بقوة ضد الاتهامات الدولية بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة، بما في ذلك أمام محكمة العدل الدولية.

ويمتد محور نتساريم بطول سبعة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية في الشرق إلى البحر الأبيض في الغرب. ويستخدمه اجيش الإسرائيلي للتحكم في الحركة بين شمال وجنوب غزة.

ونقلت صحيفة هآرتس عن جنود قولهم إن القوات على طول المحور تلقت تعليمات بإطلاق النار على أي شخص يعبر خطوطًا معينة على جانبي المنطقة. ولكن موقع تلك الخطوط المحدد غير واضح أحيانًا، حتى بالنسبة للجنود أنفسهم، ولم يُطلب من سكان غزة سوى تجنب الحركة بين شمال القطاع وجنوبه، وفقًا للتقرير.

وبالإضافة إلى خطر الهجمات، يخشى الجيش أيضًا من قيام عناصر حماس وأنصارها بعمليات استطلاع في المحور لمراقبة المواقع العسكرية.

زقال أحد الجنود إن الجيش الإسرائيلي موجود منذ عام في مكان “لا توجد فيه قوانين، حيث لا قيمة للحياة البشرية”، والجنود الإسرائيليون “يشاركون في الفظائع التي تحدث في غزة”.

قوات الجيش الإسرائيلي مع الفرقة 252 تعمل في محور نتساريم في وسط قطاع غزة، في صورة نُشرت في 3 أكتوبر، 2024. (IDF)

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 في أعقاب هجوم حركة حماس المدمر على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وتم خلاله اختطاف 251 شخصًا.

وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في حملتها اللاحقة لتدمير حماس، وأكدت أن الحركة تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

وبحسب صحيفة “هآرتس”، وصف جندي من الفرقة 252 حادثة دخل فيها شخص إلى المنطقة المحظورة في محور نتساريم وأطلقت الوحدة “عشرات الرصاصات” عليه، بينما كان بعض الجنود “يطلقون النار بدون سبب ويضحكون”.

وعندما اقترب الجنود من الجثة لاحقًا لفحصها والاستيلاء على الهاتف المحمول للشخص، وجدوا أنه “شاب، ربما يبلغ من العمر 16 عامًا”، حسبما ذكر الجندي. ووصل ضابط مخابرات لجمع المعلومات، وبعد ساعات قيل للجنود أن المراهق ليس ناشطًا في حماس.

وبحسب الجندي، وصل قائد الكتيبة في ذلك المساء وأشاد بهم لقتلهم إرهابي. وعندما حاول أحد الحاضرين الإشارة إلى أن الشخص كان مدنيًا أعزلًا، صاح الجنود به. وأكد قائد الكتيبة للجنود أن “أي شخص يتجاوز الخط هو إرهابي. لا يوجد مدنيون. كلهم ​​إرهابيون”.

ونقلت صحيفة هآرتس عن أحد الضباط قوله “نحن نقتل المدنيين ويتم اعتبارهم إرهابيين”.

جنود احتياطيون من الفرقة 252 يعملون في محور نتساريم في وسط قطاع غزة، في صورة منشورة في 28 أغسطس 2024. (IDF)

وأفاد التقرير إن جندياً آخر وصف رؤيته دبابة تطلق النار على أربعة أشخاص عُزّل كانوا يسيرون في المنطقة، مستخدمة نيران رشاشاتها ضدهم. وقتل ثلاثة منهم على الفور بينما نجا أحدهم ورفع يديه. وتم بعدها أسره، وتجريده من ملابسه، واحتجازه في منطقة مجاورة لنقطة عسكرية. وقال الجندي إن الجنود المارة بصقوا عليه. ثم وصل محقق عسكري لاستجواب الرجل بينما كان يوجه مسدساً إلى رأسه، ثم أمر بعد بضع دقائق بإطلاق سراحه. ووفقاً للجندي، اتضح فيما بعد أن الرجل الفلسطيني كان يحاول فقط زيارة ابن عمه في شمال غزة.

ونقل عن الجندي قوله “ما لا يفهمه الناس هو أن هذا لا يعني قتل العرب فحسب؛ بل قتلنا نحن أيضًا”.

وبحسب التقرير، فقد مُنِح القادة الميدانيون أيضاً صلاحيات أكبر لاستخدام المزيد من القوة. فبينما كان هناك حاجة لموافقة رئيس أركان الجيش لشن غارة جوية أو قصف مبنى متعدد الطوابق قبل الحرب، فأصبح بوسع المرؤوسين الآن اتخاذ القرار بنفسهم.

وقال ضابط مخضرم في الفرقة 252 لصحيفة هآرتس “لا يواجه قائد الفرقة اليوم أي قيود تقريبا في إطلاق النار في منطقة القتال”.

وفي حادثة أخرى، وصف جندي من فرقة أخرى رؤيته لرجل بالغ وطفلين يدخلون المنطقة المحظورة. ورغم أن الجنود امتنعوا عن إطلاق النار عليهم، تعرض الأشخاص الثلاثة لقصف من مروحية.

وقال معظم القادة إن القوات الجوية كانت حذرة في تنفيذ الضربات، وتعمل حسب القواعد لتحديد التهديد بوضوح وقيود العمل في الأماكن التي يتجمع فيها الناس أو الملاجئ الإنسانية. ولكن على الرغم من الالتزام بالقواعد في المراحل الأولى من الحرب، إلا أن القوات الجوية أصبحت مع مرور الوقت أقل حذراً، و”لم تعد تطرح الكثير من الأسئلة”، على حد تعبير أحد القادة.

وعلاوة على ذلك، يستطيع القادة التغلب على أي تردد من جانب القوات الجوية، كما أوضح أحد الضباط، ببساطة من خلال استدعاء ضربة بحجة تغطية قوات تتعرض لإطلاق النار أو لإجلاء جنود مصابين. ويمكن لأي ضابط من قائد كتيبة وما فوق تنفيذ ما يسمى “إجراء البرق”.

وورد إن قائد الفرقة 252 الحالي، العميد يهودا فاخ، يميل بشكل خاص إلى استخدام هذا الحل للالتفاف على القواعد، بحسب أحد الضباط.

ملف – الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة، 10 يوليو 2024. (AP Photo/Abdel Kareem Hana, File)

ونقلت صحيفة هآرتس عن عدة ضباط حديثهم عن مخاوفهم إزاء توجه فاخ العدواني للحرب وتصريحاته المختلفة بشأن احتلال غزة. وذكر أحد القادة أن فاخ قال للجنود “لا يوجد أبرياء في غزة”، ونقل آخر عن فاخ قوله “في الشرق الأوسط، ما ينتصر هو احتلال الأراضي. نحن بحاجة إلى احتلال الأراضي حتى النصر”.

ونفى الجيش الإسرائيلي إصدار فاخ التصريحات المنسوبة إليه.

وفي رده على تقرير هآرتس، قال الجيش الإسرائيلي أيضا إن جميع الأنشطة والعمليات في قطاع غزة، بما في ذلك على طول محور نتساريم، “تمت الموافقة عليها من أعلى مستويات القيادة، ويتم تنفيذ جميع الهجمات في المنطقة وفقًا للإجراءات الإلزامية، بما في ذلك الأهداف التي يتم مهاجمتها في غضون مهلة قصيرة بسبب الظروف العملياتية”.

وأضاف الجيش أيضا أن “الهجمات تستهدف أهدافا عسكرية فقط، وقبل تنفيذ الهجمات يتم اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل الأذى الذي قد يلحق بالأشخاص غير المتورطين”.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه يجري التحقيق في الأحداث التي تثير مخاوف بشأن مخالفة الأوامر العسكرية والسلوك السليم.

اقرأ المزيد عن