تقرير تلفزيوني: سلطنة عُمان سعت إلى التوسط بين إسرائيل وإيران في عام 2013؛ ونتنياهو رفض العرض
مسقط شعرت بأن إسرائيل سوف تستفيد من الحوار، في الوقت الذي أجرت فيه المحادثات التي أدت إلى الاتفاق النووي في عام 2015، بحسب تقرير للقناة 13؛ رئيس الموساد باردو اعتقد أن الفكرة تستحق الدراسة

أفادت قناة تلفزيونية إسرائيلية أن عُمان عرضت التوسط في مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وإيران في مبادرة اعتبرها رئيس الموساد الإسرائيلي جديرة بالدراسة الجادة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الفكرة. وذكر التقرير إن إسرائيليين مطلعين على المبادرة يعتقدون أن إيران كانت على استعداد للتعاون مع الفكرة.
نقلا عن أربعة مسؤولين إسرائيليين كبار ضالعين في المسألة، قال مراسل الشؤون الدبلوماسية للقناة 13، باراك رافيد، إن عُمان عرضت التوسط في الاتصالات بين البلدين العدوين بعد أسابيع من فوز حسن روحاني بالانتخابات لخلافة محمود أحمدي نجاد كرئيس لإيران في أوائل صيف 2013.
مع قيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتفاوض سرا مع إيران، في مبادرة بدأت أيضا في عُمان ونتج عنها في نهاية المطاف الاتفاق النووي المثير للجدل مع إيران (خطة العمل الشاملة المشتركة) في عام 2015، قالت قيادة الدولة الخليجية لإسرائيل إنه سيكون من مصلحتها إجراء الحوار الخاص بها مع إيران، بحسب التقرير، وحذرت في الوقت نفسه من أن غياب الحوار “قد يؤدي إلى حرب”.

رئيس الموساد حينذاك، تمير باردو، اعتقد أن الفكرة “جادة وتستحق الدراسة” وعرضها على نتنياهو.
وتمت مناقشة المبادرة في اجتماع شارك فيه نتنياهو وباردو ومستشار الأمن القومي لنتنياهو، يعقوب عميدرور، وفقا للتقرير، وقرر نتنياهو رفض الفكرة.
وقال عميدرور بحذر: “إذا كان هذا هو الرد، فهو مبرر”.

من دون تأكيد جميع التفاصيل الواردة في التقرير صراحة، قال عميدرور للقناة 13 إن الولايات المتحدة “خدعت” إسرائيل من خلال فتح حوار سري مع إيران، وأنه عارض الفكرة لأنها قد تساعد في إضفاء الشرعية على المحادثات الأمريكية-الإيرانية.
بالإضافة إلى ذلك، قال عميدرور أمام الكاميرا: “طالما أن القيادة الإيرانية تريد تدمير إسرائيل، لا يوجد هناك ما يمكن الحديث عنه معها”.

حتى لو اعتقد الموساد أن المبادرة العمانية تستحق الدراسة، كما قال عميدرور، مكررا تأكيده على أن حديثه لا يعني فعليا تأكيده للمبادرة، فإن إسرائيل “كانت محقة بالرد بالنفي”، لأن ذلك كان من شأنه أن يساعد الأمريكيين “الذين خدعونا” وإيران، “وأنا لا أعتقد أن علينا مساعدة أي منهما”.
وأشار في الوقت نفسه إلى أنه من المشروع تماما بالنسبة لسلطنة عمان أن تسعى لإظهار قدرتها على الحفاظ على الاتصالات مع كلا الجانبين من الصراع الإسرائيلي الإيراني.
ولطالما حافطت عُمان على علاقات سرية مع إسرائيل، وبنت لها سمعة تتسم بسياسة خارجية مبتكرة. سفير عُمان كان واحدا من بين ثلاثة سفراء عرب لدى الولايات المتحدة (إلى جانب السفيرين الإماراتي والبحريني) الذين حضروا يوم الثلاثاء الماضي كشف النقاب عن خطة إدارة ترامب للسلام.
وكان السلطان قابوس بن سعيد، الذي حكم سلطنة عمان لمدة طويلة، أول زعيم خليجي يستضيف رئيس وزراء إسرائيلي في منصبه – يتسحاق رابين في عام 1994. وفي عام 2018 استضاف قابوس، الذي توفي الشهر الماضي عن عمر يناهز 79 عاما وقد حكم البلاد منذ عام 1970، نتنياهو في زيارة تاريخية. بعد وفاته أثنى رئيس الوزراء عليه بوصفه “قائدا رائعا عمل بلا كلل لتعزيز السلام والاستقرار في منطقتنا”.

في وقت المبادرة المذكورة، هدد نتنياهو بشكل علني باستهداف البنى التحتية النووية الإيرانية، ومن الجهة الأخرى دعا أحمدي نجاد بلا هوادة إلى تدمير إسرائيل، كما أشار التقرير، لكن عُمان رأت أن انتخاب روحاني “فتح بابا” وأنه سيتم تعزيز آفاق نجاح المفاوضات الأمريكية-الإيرانية في حال وافقت إسرائيل هي أيضا على دخول حوار مع طهران.
لكن حتى اتخاذ الخطوات الأولى نحو مثل هذا الحوار تطلبت موافقة نتنياهو، كما أوضح التقرير، لأنه أمر أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية بعدم إجراء أي اتصال، حتى غير مباشر، بطهران منذ توليه منصبه في عام 2009. هذا الحظر الشامل، كما ورد في التقرير التلفزيوني، لا ينطبق على التفاعلات مع أي بلد آخر.
وقال التقرير إن “إسرائيليين كبار” ما زالوا مقتنعين بأن المبادرة العمانية كانت جادة “وأن الإيرانيين كانوا على استعداد للتعاون معها”.
وأفاد التقرير أن مكتب رئيس الوزراء لم يعلق على التقرير، لكنه لم ينفيه أيضا.
