تقرير: تشريح الجثث يظهر أن بعض المسعفين الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في غزة أصيبوا في الرأس
لم يذكر تحليل وزارة الصحة التابعة لحماس ما إذا كان أي من عمال الإغاثة الـ 14 مقيدا كما أكد الهلال الأحمر؛ لا يزال التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي جاريا

أشارت تقارير تشريح الجثث التي حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن بعض المسعفين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية الشهر الماضي في غزة في حادثة يجري التحقيق فيها الآن من قبل الجيش الإسرائيلي أصيبوا بالرصاص في الرأس والصدر.
وقد أجرى التشريح في وقت سابق من هذا الشهر الدكتور أحمد ضهير، رئيس وحدة الطب الشرعي في وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، وتمت مراجعته من قبل طبيب شرعي في النرويج، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز” يوم الثلاثاء.
وأشارت عمليات التشريح إلى أن المسعفين الـ14 كانوا جميعهم يرتدون على الأقل جزءا من زي الهلال الأحمر الفلسطيني أو الدفاع المدني وقت مقتلهم، وفقا للصحيفة.
وذكر الصحيفة في تقريرها أن 11 من المسعفين القتلى أصيبوا بطلقات نارية، ستة منهم أصيبوا في الصدر أو الظهر وأربعة في الرأس. معظمهم أصيبوا بطلقات نارية متعددة.
وورد ان عمليات التشريح أظهرت أن أحد الرجال أصيب بعدة شظايا، وأصيب اثنان آخران بجروح يُحتمل أن تكون مرتبطة بانفجار، وكانت عدة جثث مفقودة الأطراف أو أجزاء من الجسم، حيث كان جسد أحد الرجال مقطوعا من الحوض إلى أسفل.
وقال التقرير إن الجثث كانت قد تحللت بعد أن دفنتها القوات الإسرائيلية، لذا لم يتمكن أخصائيو علم الأمراض من تحديد ما إذا كانوا قد تعرضوا لإطلاق النار من مسافة قريبة أو ما إذا كانت أيديهم قد قُيّدت قبل ذلك.
بعد العثور على المسعفين القتلى في أواخر مارس، نقلت وسائل الإعلام عن ضهير قوله إن الكدمات على معصمي أحد الضحايا تشير إلى أنه كان مقيدا، رغم أن الطبيب حذر في ذلك الوقت من ضرورة إجراء المزيد من التحقيقات.

وقالت متحدثة باسم الهلال الأحمر في ذلك الوقت إنه تم العثور على أحد المسعفين مقيد اليدين والقدمين. ولم ترد المتحدثة نبال فرسخ على الفور على طلب للتعليق يوم الثلاثاء.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة في 31 مارس إنهم عثروا على 15 من عمال الإغاثة في مقبرة جماعية في جنوب قطاع غزة، بعد ثمانية أيام من اختفائهم. وقال المسؤولون إنه تم العثور على القتلى إلى جانب سيارات إسعاف محطمة، ويبدو أنه تم دفنهم من قبل جرافات الجيش الإسرائيلي.
بعد الكشف عن الحادث في رفح، قال الجيش في البداية إن المركبات كانت بدون مصابيح أمامية أو أضواء طوارئ، ولم يتم تنسيق وصولها مع إسرائيل، ووصلت إلى المكان بعد وقت قصير من وصول مجموعة من المسلحين. على هذا النحو، قال الجيش الإسرائيلي إن الجنود اعتبروهم ”مشبوهين“ وأطلقوا النار.
ونشرت نيويورك تايمز لاحقا مقطع فيديو يظهر كما يبدو أن مركبات الطوارئ كانت تحمل علامات واضحة وكانت أضواء الطوارئ فيها مضاءة عندما أطلق الجنود النار، مما تناقض مع رواية الجيش الإسرائيلي وأجبره على التراجع عنها.
وقال الجيش إنه يجري تحقيقا شاملا في الحادث.
ولا يزال الجيش يؤكد أن ستة على الأقل من القتلى تم التعرف عليهم بعد مقتلهم على أنهم عناصر من حماس، ونفى أن يكون أي من القتلى قد أعدم، وقال إن القوات لم تحاول إخفاء الحادث بل أبلغت الأمم المتحدة بموقع القبر الذي دفن فيه المسعفين.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على تقرير نيويورك تايمز الأخير، باستثناء القول إنه لن يقدم أي تعليق إضافي إلى حين الانتهاء من التحقيق في الحادث.

وتتهم إسرائيل حركة حماس بالانغراس في البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف، طوال فترة الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحمت الحركة جنوب إسرائيل وقتلت نحو 1200 شخص واحتجزت 251 آخرين كرهائن.