تقرير: بلينكين يدرس خطة لغزة بعد الحرب مقرر تقديمها بعد الانتخابات الأميركية
ذكرت وكالة أكسيوس أن إسرائيل والإمارات طلبتا من وزير الخارجية الأميركي المساعدة في سد الفجوات من أجل تقديم اقتراح مشترك بشأن مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة

يحاول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تنسيق خطة لما بعد الحرب في غزة وتقديمها بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الشهر المقبل، بناء على أفكار قدمتها إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وفق ما أفاد موقع أكسيوس الأربعاء نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وفلسطينيين وإماراتيين لم يسمهم.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، يعتقد بلينكن وآخرون في وزارة الخارجية أنه في غياب اتفاق لإطلاق سراح رهائن حماس إلى جانب وقف إطلاق النار في غزة، فإن خطة منظمة لما بعد الحرب ستكون الدفعة اللازمة لبدء إنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
وقال موقع أكسيوس أنه في ظل الفشل في التوسط لإنهاء الحرب خلال فترة ولايته، فستكون خطة ناجحة لما بعد الحرب انجازا لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتشير التقارير إلى أن الخطة التي يدرسها بلينكين تسببت في خلافات داخل وزارة الخارجية الأميركية، حيث اختلف المسؤولون حول جوانب مختلفة، بما في ذلك تهميش الخطة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين آخرين في رام الله.
وتسعى كل من إسرائيل والإمارات إلى تهميش عباس في الخطة، حيث تتهمه المصادر الإماراتية بالفساد والفشل التنظيمي، لكن البلدين يختلفان بشأن مشاركة السلطة الفلسطينية عامة في غزة وليس فقط عباس.
وتقول التقارير إن الإمارات تريد استبدال عباس ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى بشخصية فلسطينية جديدة “متمكنة ومستقلة” تقود المرحلة الانتقالية بعد الحرب في غزة، لكن إسرائيل تعارض بشدة أي تدخل مباشر للسلطة الفلسطينية، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

ولكن إسرائيل لا تحظى بدعم الولايات المتحدة في هذا الشان، حيث صرح أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة أكسيوس “لن ندعم خطة لليوم التالي دون دور للسلطة الفلسطينية في غزة. وما زال النقاش جاريا حول شكل هذا الدور”.
ولكن هذه القضية قد تكون أقل خطورة مما تبدو، حيث قال ثلاثة مسؤولين لصحيفة تايمز أوف إسرائيل في يوليو إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان على استعداد أكبر لمناقشة مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد الحرب في الدوائر الخاصة، رغم أنه استمر في معارضتها علناً.
وقال مسؤولون إسرائيليون لوكالة أكسيوس في تقرير الأربعاء إن نقطة خلاف أخرى كانت أن رغبة الإمارات في أن تستند الخطة إلى رؤية لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن نتنياهو لم يكن حتى على استعداد للنظر في ذلك.
وفي غضون ذلك، قال مسؤول في السلطة الفلسطينية لوكالة أكسيوس إن رام الله “تشك بشدة” في الخطة الإسرائيلية الإماراتية ولا تعتقد أنها ستحظى بدعم في أنحاء المنطقة.
وأضاف أن “اللعب بحكومة غزة أمر خطير للغاية، وأي خطأ قد يقتل المشروع الوطني الفلسطيني”.
وقال مسؤولون لوكالة أكسيوس إن التخطيط لقطاع غزة بعد الحرب تلقى دفعة جديدة في الأشهر الأخيرة، حيث عقد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وبلينكن، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد اجتماعا سريا في أبو ظبي في يوليو.

وبحسب موقع أكسيوس، طلبت الإمارات وإسرائيل من بلينكين المساعدة في تسوية الخلافات بين الدولتين.
ورفضت السفارتان الإسرائيلية والإماراتية في واشنطن طلب أكسيوس للتعليق.
وتستمر الحرب في غزة منذ أكثر من عام منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، حيث قتل نحو 1200 شخص واختطف 251 آخرين.
وردا على الهجوم، شنت إسرائيل عملية برية في قطاع غزة بهدف معلن هو تفكيك حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 42 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 17 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وتقول إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.
وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 355 قتيلا.