تقرير: بايدن متشائم بشأن احتمال وقف إطلاق النار في غزة مع اقتراب ولايته من نهايتها
أفاد تقرير إن مساعدين للرئيس الأميركي قالوا إنه فقد الأمن من التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن وإنهاء القتال أمر قبل مغادرته منصبه، مع تعثر المحادثات وتنامي الغضب تجاه نتنياهو
ورد أن الرئيس الأميركي جو بايدن متشائما بشكل متزايد من فرص التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة ويعيد الرهائن، مع تعثر جهود الوساطة على ما يبدو في ظل تهديد تفاقم العنف في المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق.
في العلن، واصلت إدارة بايدن الإصرار على أن اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن الذي طال انتظاره بين إسرائيل وحركة حماس أمر ممكن. ولكن مع اقتراب موعد انتهاء ولايته، لم يعد بايدن متفائلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب، حسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الاثنين نقلا عن مساعدين للرئيس.
وبحسب التقرير، الذي أوضح الإحباط المتزايد في البيت الأبيض تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن الآمال في التوصل إلى اتفاق هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ كشف بايدن عن الخطوط العريضة للاقتراح في أواخر شهر مايو.
وذكرت الصحيفة أن الإطار المقترح الذي يهدف إلى سد الفجوات بين إسرائيل وحماس لا يزال غير ممكن بسبب التشاؤم من أن نتنياهو أو زعيم حماس يحيى السنوار سيقبلان الاقتراح.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: “في الوقت الحالي، لا نشعر بأننا في وضع يسمح لنا، إذا طرحنا شيئا اليوم، بجعل الجانبين يوافقان عليه”.
وأشار المسؤولون في الأيام الأخيرة إلى أن المفاوضين يسعون الآن إلى امكانية ثانية، تتجنب إطلاق سراح الرهائن على مراحل وانسحاب القوات كما هو منصوص عليه في الخطة التي وضعها بايدن. وبدلا من ذلك، يتصور الاقتراح وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن ورفات الرهائن دفعة واحدة، إلى جانب نزع سلاح غزة ورحيل السنوار وأعضاء حماس الآخرين إلى المنفى.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يوم الاثنين إن إدارة بايدن أرسلت مؤخرا مسودة نص الاقتراح إلى اسرائيل للموافقة عليها، مؤكدا تقرير إخباري للقناة 12.
وقال المسؤول إن إسرائيل لم ترد بعد على الاقتراح.
وذكرت القناة 12 الإخبارية، نقلا عن مسؤول إسرائيلي وأميركي، أن الاقتراح أرسل أيضا إلى حماس عبر وسطاء قطريين ومصريين، لكن الحركة رفضته رفضا قاطعا.
وفي الأيام الأخيرة، ركز بايدن ومسؤولون آخرون في الإدارة تصريحاتهم على الجهود المبذولة للحد من العنف المتصاعد على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث يبدو أن غزة تدفع جانبا.
وتجاهل بايدن يوم الاثنين سؤالا من أحد الصحفيين حول وقف إطلاق النار في غزة، وبالكاد ذكر القضية في تصريحاته إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زعيم دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال بايدن: “سنناقش أيضا جهودنا لإنهاء الحرب في غزة وعدد من القضايا الإقليمية”، وانتقل سريعا إلى المحاولات الأميركية لمنع تفاقم التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
وبينما ألقى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي باللوم على السنوار يوم الأحد في تعثر المحادثات، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مساعدين قولهم إن هناك تعبيرات علنية متزيادة عن الإحباط تجاه نتنياهو داخل الإدارة، مشيرين إلى ندرة المكالمات الهاتفية بين نتنياهو وبايدن مع تصاعد القتال في شمال إسرائيل.
وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أشهر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، رغم الفجوات الوساعة التي تبقى بين الأطراف بشأن قضايا رئيسية، بما في ذلك وجود القوات الإسرائيلية على الحدود بين غزة ومصر والخطوط العريضة الدقيقة لتبادل الرهائن مقابل الأسرى.
وطالبت عائلات الرهائن علناً الولايات المتحدة بالضغط على نتنياهو للموافقة على صفقة، وألقت باللوم على رئيس الوزراء في إدراج شروط جديدة وإفساد فرص التوصل لاتفاق، وهي شكوى رددها مسؤولون أميركيون في بعض الأحيان.
لكن بايدن، الذي من المتوقع أن يتحدث عن التوترات في الشرق الأوسط عندما يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، أصر مؤخرا أيضا على أنه لم يفقد الأمل في فرص وقف إطلاق النار في غزة.
وقال بايدن الأسبوع الماضي عندما سُئل عما إذا كانت فرص التوصل إلى اتفاق تتضاءل بسرعة تحت قيادته: “إذا قلت ذات يوم إن هذا غير واقعي، فربما يكون علي أن أغادر”. وأضاف “الكثير من الأمور لا تبدو واقعية حتى ننجزها”.
ومع تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله، من المتوقع أن تكون الجهود المبذولة لتهدئة التوترات بين حليف الولايات المتحدة والحركة المدعومة من إيران محور المحادثات بين مسؤولي الإدارة ونظرائهم على هامش الأمم المتحدة، وفقًا لمسؤولين كبيرين في الإدارة.
وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته “لدينا بعض الأفكار الملموسة التي سنناقشها مع الحلفاء والشركاء هذا الأسبوع لمحاولة معرفة الطريق إلى الأمام في هذا الشأن”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تريد إيجاد “مخرج يمنع في المقام الأول المزيد من التصعيد في القتال”، دون تقديم تفاصيل.
ويقول حزب الله، الذي يطلق الصواريخ على إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر دعماً لحماس، أنه لن يوقف إطلاق النار إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم ما زالوا مهتمين بالتوصل إلى حل دبلوماسي، ولكنهم أعربوا عن شكوكهم بشأن فرص التوصل إلى مثل هذا الحل.
وفي إشارة أخرى إلى تراجع الآمال، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الاثنين إنها سترسل عددا صغيرا من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط من باب الحيطة والحذر.
وسيكون خطاب بايدن أمام الأمم المتحدة هو الأخير له قبل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير 2025، وتسليم مفاتيح البيت الأبيض لنائبة الرئيس كامالا هاريس أو الرئيس السابق دونالد ترامب، ما لم تحدث أي مفاجآت كبيرة.
نهج هاريس في السياسة الخارجية يشبه إلى حد كبير نهج بايدن، على الرغم من أنها تبنت لهجة أكثر صرامة بشأن عشرات آلاف القتلى الفلسطينيين والأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وكان ترامب داعما قويا لنتنياهو خلال فترة ولايته الأولى، رغم أنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي في بعض الأحيان منذ ذلك الحين. كما أعرب عن ميول انعزالية أكثر من الديمقراطيين.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير