إسرائيل في حالة حرب - اليوم 431

بحث

تقرير: بايدن أبلغ نتنياهو أنه لا يستطيع دعم حرب تستمر لمدة عام في غزة مع اقتراب الانتخابات

في أول اتصال هاتفي الأسبوع الماضي منذ ما يقرب من شهر، ضغط الرئيس الأمريكي على رئيس الوزراء بشأن خطط ما بعد الحرب، حسبما ذكر موقع "أكسيوس"

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن في تل أبيب، 18 أكتوبر، 2023. (Miriam Alster/ Flash90)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن في تل أبيب، 18 أكتوبر، 2023. (Miriam Alster/ Flash90)

أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال محادثة هاتفية الأسبوع الماضي أنه لن يدعم حربا تستمر لمدة عام في غزة، وفقًا لتقرير نشره موقع “أكسيوس” يوم الجمعة.

ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين لم يذكر اسمهم أن بايدن طلب من نتنياهو تسريع الانتقال إلى قتال منخفض الشدة ضد حماس من أجل تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وضغط عليه بشأن “الوضع النهائي”.

تخوض إسرائيل حربا منذ أربعة أشهر مع حركة حماس الحاكمة في غزة، في أعقاب الهجوم الذي شنته به الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما قتل الآلاف من المسلحين 1200 شخص، واحتجزوا 253 شخصا كرهائن. وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس في أعقاب الهجوم وشنت هجوما يهدف إلى إزاحتها من السلطة وإعادة الرهائن.

وفي مكالمتهما الأسبوع الماضي، وهي أول محادثة بينهما منذ 27 يوما، أبلغ بايدن نتنياهو أنه لا يفهم بالضبط ما هي استراتيجية إسرائيل لإنهاء الحرب، وطلب توضيحات بشأن الخطة لليوم التالي للحرب.

ويتصاعد الخلاف بين واشنطن والقدس بشأن خطط ما بعد الحرب، حيث تضغط الولايات المتحدة من أجل إعادة توحيد غزة سياسيا مع الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية ضمن مبادرة دبلوماسية أوسع تهدف إلى تحقيق حل الدولتين في نهاية المطاف وتوسيع واتفاقات أبراهام.

وقد رفضت إسرائيل هذه الرؤية.

فلسطينيون في مبنى مدمر جراء غارة جوية إسرائيلية في رفح، في جنوب قطاع غزة، 25 يناير، 2024. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وذكرت وسائل إعلام عبرية في ذلك الوقت أن المحادثة استمرت قرابة 40 دقيقة وأجريت في أجواء جيدة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن بايدن ونتنياهو ناقشا خلال المكالمة الهاتفية يوم الجمعة الجهود المبذولة لتأمين الرهائن المتبقين لدى حماس.

وقال كيربي: “ناقش الزعيمان أيضًا الوضع في غزة والتحول إلى العمليات المستهدفة التي ستمكن من تدفق كميات متزايدة من المساعدات الإنسانية، مع إبقاء الضغط العسكري على حماس وقادتها”. وأضاف إن بايدن شدد على “مسؤولية إسرائيل – حتى مع استمرار الضغط العسكري على حماس وقادتها – في تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين وحماية المدنيين الأبرياء”.

ووفقا لتقرير “أكسيوس” يوم الجمعة، قال مستشار لبايدن إن البيت الأبيض يشعر بالقلق من سيطرة حرب غزة على الدورات الإخبارية وفقدان الدعم بين الناخبين الشباب، الذين يعارضون إلى حد كبير سياسة البيت الأبيض في عهد بايدن، قبل الانتخابات الرئاسية.

الشرطة تعتقل متظاهرين أغلقوا جسر بروكلين خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل تطالب بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس في 8 يناير 2024، في نيويورك. (AP/Andres Kudacki)

وجاء في التقرير، “قال مصدر مقرب من البيت الأبيض إن بايدن لا يمكنه أن يقبل استمرار سيطرة الحرب وعدد القتلى المتزايد على دورة الأخبار مع اقتراب موعد الانتخابات”.

وردا على التقرير، الذي نقله موقع “واللا” أيضا في وقت سابق الجمعة، قال مكتب نتنياهو “يقدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعم الرئيس بايدن وأوضح في محادثته معه أن إسرائيل مصممة على مواصلة الحرب حتى تتحقق جميع أهدافها”.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤولان أمريكيان مطلعان لرويترز إن الولايات المتحدة فتحت قناة مع إسرائيل لبحث المخاوف المتعلقة بالحوادث التي تقع في غزة ويسقط فيها قتلى ومصابون في صفوف المدنيين خلال عمليات للجيش الإسرائيلي وكذلك استهداف مرافق مدنية.

وفُتحت القناة بعد اجتماع لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع حكومة الحرب الإسرائيلية في وقت سابق هذا الشهر عبر فيه الوزير عن قلقه بشأن التقارير “المستمرة” عن ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لمنظمات إنسانية أو أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحرب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 26 ألف فلسطيني. ولم يتم التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل ويعتقد أنها تشمل ما يقرب من 10 آلاف من مسلحي حماس الذين قالت إسرائيل إنها قتلتهم خلال القتال في القطاع، بالإضافة إلى مدنيين قتلوا بصواريخ فلسطينية طائشة. وقتل أكثر من 220 جندي إسرائيلي في القتال في غزة.

كما تعكس القناة القناة إحباط واشنطن من تعامل إسرائيل مع الوضع الإنساني في غزة، حيث تدعو الولايات المتحدة إلى زيادة كمية المساعدات التي تدخل القطاع للتخفيف من محنة السكان المدنيين.

أرشيف: وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (على اليسار)، يسيران أثناء لقائهما خلال رحلة بلينكن التي تستغرق أسبوعا والتي تهدف إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، تل أبيب، إسرائيل، 9 يناير، 2024. (Evelyn Hockstein/Pool Photo via AP)

وقال مسؤول أمريكي آخر إن واشنطن تثير مع الإسرائيليين من خلال القناة، التي يجري العمل عبرها منذ أسابيع، “كل حادثة تبعث قلقا” تتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. ويقوم الإسرائيليون بالتحقيق ومن ثم تقديم تقييم للأمريكيين.

وأوضح المسؤولون أنه في بعض الحالات قدم الإسرائيليون معلومات إضافية توضح ما حدث، فيما أقروا في حوادث أخرى بأنهم “ارتكبوا خطأ”، دون تحديدها.

وفي غضون ذلك، أرسلت الولايات المتحدة مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز إلى أوروبا في نهاية هذا الأسبوع إلى جانب مدير الموساد دافيد بارنياع للقاء رئيس الوزراء القطري ومناقشة وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وقال مصدر أمريكي إن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل سيشارك أيضا في الاجتماع.

وكان بيرنز وبارنياع قد التقيا سابقا مع مسؤولين قطريين ومصريين للمساعدة في التوسط في هدنة قصيرة الأمد استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، والتي شهدت إطلاق سراح 105 رهائن. وقد تعثرت منذ ذلك الحين الجهود للتوصل إلى اتفاق آخر لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

وورد إن إسرائيل اقترحت مؤخرا وقف إطلاق النار لمدة شهرين مقابل إطلاق سراح الرهائن على مراحل، لكن رفضت حماس العرض وفقا لمسؤولين مصريين، ورغم ذلك، يبدو أن المحادثات استمرت وتم طرح هدنة لمدة شهر هذا الأسبوع.

لكن بينما تستمر المحادثات، قال البيت الأبيض يوم الجمعة إنه من غير المرجح حدوث “تطورات وشيكة”.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن