تقرير: الولايات المتحدة وإسرائيل تعتبران سوريا موقعا محتملا لنقل سكان غزة
قالت مصادر لشبكة سي بي إس الأمريكية إنه تم التواصل مع الحكومة الجديدة في دمشق لتكون جزءًا من خطة ترامب لغزة، إلى جانب السودان والصومال؛ مكتب نتنياهو يرفض التعليق
ذكرت أخبار شبكة “سي بي إس” يوم الاثنين نقلا عن “ثلاثة مصادر مطلعة على الجهود” أن إسرائيل والولايات المتحدة ترغبان بنقل سكان غزة إلى سوريا.
وجاء التقرير في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل بهدوء على دفع خطة مثيرة للجدل اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي سيتم بموجبها نقل أكثر من مليوني سكان غزة إلى مكان آخر بشكل دائم.
وقد اقترح ترامب أن تتولى الولايات المتحدة الأمريكية ملكية الأراضي التي دمرتها الحرب، والإشراف على عملية تأهيل طويلة الأمد وتطويرها كمشروع عقاري. وقد قال محللون ومراقبون إن الخطة الطموحة غير محتملة، وأن حلفاء الولايات المتحدة العرب قد رفضوا أي تهجير للفلسطينيين من القطاع.
وقال أحد المصادر إن البيت الأبيض تواصل مع الحكومة السورية الجديدة من خلال طرف ثالث. وقال مصدر آخر “من المنطقة” لشبكة “سي بي إس” أنه تم التواصل مع دمشق بشأن الفكرة، لكن مسؤولا سوريا قال إن بلاده ليست على علم بأي تواصل من هذا القبيل.
ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على التقرير.
وقد أكد القادة الإسرائيليون باستمرار على أنهم لا يثقون بالرئيس السوري الانتقالي، الزعيم الجهادي السابق أحمد الشرع، الذي قادت جماعته المعارضة “هيئة تحرير الشام” جهود الإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي حكم البلاد لعقود في ديسمبر. وتحتل إسرائيل منطقة عازلة على طول الحدود داخل سوريا، وتنفذ غارات جوية في جميع أنحاء البلاد.

وقد قدم الشرع وحكومته صورة معتدلة، حيث أكد مرارا على التزامه بحماية الأقليات، بما في ذلك اليهود والدروز والأكراد، في البلاد. وقد اعترض الرئيس الانتقالي على استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب سوريا وعلى الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل، لكنه رفض تهديد إسرائيل نفسها.
في عام 2017، قدرت الأمم المتحدة أن 450 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون بالفعل في سوريا.
كما تحدث مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة ترامب مع الحكومتين السودانية والصومالية بشأن نقل سكان غزة إليهما، بحسب شبكة “سي بي إس”.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن معظم مبادرات التواصل تأتي من الولايات المتحدة، لكنه لم يحدد الدول التي تم التواصل معها.
ونفى السفير الأمريكي في الصومال لشبكة “سي بي إس” أن الولايات المتحدة أو إسرائيل تواصلت مع حكومة البلاد.
ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن وكالة “أسوشييتد برس” الإخبارية، تواصل مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أيضا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية.
اقترح ترامب خطته لغزة بعد أن أوقف اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية 15 شهرًا من الحرب في قطاع غزة، التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251 شخصا كرهائن.

وتسببت الحرب في تدمير القطاع، مما أثار الحاجة إلى خطة إعادة إعمار شاملة طالبت إسرائيل بأن تتضمن إدارة جديدة لتحل محل حكم حماس.
وقد سارعت مصر إلى طرح خطة بعد أن فزعت الدول العربية من اقتراح ترامب لتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وتتصور الخطة تشكيل لجنة مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين لإدارة غزة لمدة ستة أشهر قبل تسليم السيطرة على القطاع للسلطة الفلسطينية. وتنص الخطة على بقاء الفلسطينيين في القطاع أثناء إعادة إعماره، خلافا لاقتراح ترامب بنقل جميع السكان.

أرسلت إدارة ترامب إشارات متضاربة حول الخطة المصرية.
فيما يبدو تخفيفا لمقترحه للسيطرة على قطاع غزة، أكد ترامب الأسبوع الماضي أن الخطة لا تنص على طرد الفلسطينيين.
وفي غضون ذلك، تعثرت خطة وقف إطلاق النار المعقدة المكونة من ثلاثة مراحل، والتي تضمنت الإفراج عن الرهائن، بعد مرحلتها الأولى وسط تبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بالانتهاكات.