تقرير: الولايات المتحدة قلقة من شن نتنياهو حربا على حزب الله من أجل تحقيق مكاسب سياسية
في الوقت الذي من المقرر أن يصل فيه بلينكن إلى إسرائيل هذا الأسبوع لمحاولة درء اتساع الصراع، تنقل "واشنطن بوست" عن مسؤولين مخاوفهم من أن نتنياهو قد يصعّد النزاع في شمال البلاد لإنقاذ مسيرته السياسية

يشعر مسؤولون في البيت الأبيض بالقلق من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يبادر إلى حرب شاملة ضد منظمة حزب الله في لبنان بهدف إنقاذ مسيرته السياسية، حسبما أفاد تقرير يوم الأحد.
وقال مسؤولون أمريكيون مجهولون لصحيفة “واشنطن بوست“: “إذا انتهت الحرب في غزة غدا فإن مسيرة نتنياهو السياسية ستنتهي معها، مما سيحفزه [نتنياهو] على توسيع الصراع”.
لقد تراجعت شعبية نتنياهو بشكل حاد منذ اندلاع الحرب مع حماس، ومن الواضح أن الجمهور ينسب إليه جزءا كبيرا من اللوم على الإخفاقات التي مكنت هجوم حماس 7 أكتوبر.
ورد مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية على التقرير في الصحيفة الأمريكية عندما سئل عما إذا كانت حسابات نتنياهو السياسية هي التي تحرك قراراته العسكرية بالقول: “سيواصل رئيس الوزراء اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين إسرائيل ومستقبلها”.
وقد قال العديد من كبار القادة الإسرائيليين مرارا أنه ينبغي إبعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في عام 2006، وتعهدوا بأنه إذا لم يتم تحقيق ذلك عبر الدبلوماسية، فسيتم تحقيقه عسكريا.
وتخوض الجماعات الشيعية القوية المدعومة من إيران صراعا محدودا مع الجيش الإسرائيلي على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية منذ 7 أكتوبر. ولقد أطلقت المنظمة عشرات الصواريخ على قاعدة لسلاح الجو الإسرائيلي في جبل ميرون بشمال إسرائيل يوم السبت فيما قالت إنه “رد أولي” على الاغتيال الإسرائيلي المزعوم لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في غارة جوية في لبنان الأسبوع الماضي.

واستشهدت الصحيفة في تقريرها بأكثر من اثني عشر مسؤولا ودبلوماسيا في إدارة بايدن لم تذكر أسماءهم.
وأفادت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات الدفاعية تقدّر أن الجيش الإسرائيلي سيجد صعوبة في محاربة حزب الله بينما لا يزال يخوض حربا ضد حماس في غزة، وأن الانتشار الواسع لقواته سيفوق قدراته.
ويُعتبر منع تصعيد خطير في الشمال أولوية قصوى لإدارة بادين، التي ترى أن من شأن الصراع أن ينتشر ليشمل إيران وأن تجد الولايات المتحدة في نهاية المطاف نفسها فيه.
وقامت الإدارة الأمريكية بإرسال المبعوث الخاص عاموس هوكستين إلى لبنان وإسرائيل في الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن يصل وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى إسرائيل هذا الأسبوع بهدف الدفع بتسوية سياسية لتجنب حرب بين حزب الله وإسرائيل.
قبل أن يتوجه إلى الأردن يوم الأحد، قال بلينكن إن هناك “قلق حقيقي” بشأن القتال بين إسرائيل وحزب الله.
وأضاف: “نريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من أننا لا نرى تصعيدا هناك”.

يوم الأحد، بدا أن الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس يدافع عن نتنياهو عقب نشر التقرير في واشنطن بوست.
وكتب غانتس في منشور له على منصة “إكس” أن “الاعتبار الوحيد [فيما يتعلق بالوضع في الشمال] هنا هو أمن إسرائيل، ولا شي آخر. هذا هو واجبنا تجاه بلدنا ومواطنينا”.
وشدد على أن “الواقع المتمثل في عدم قدرة مواطني شمال إسرائيل على العودة إلى منازلهم – تتطلب حلا عاجلا. على العالم أن يتذكر أن منظمة حزب الله الإرهابية هي التي بدأت التصعيد. إسرائيل معنية بحل دبلوماسي، ولكن إذا لم يتم ايجاد حل كهذا – فإن إسرائيل وجيش الدفاع سيزيلان التهديد. يشارك جميع أعضاء كابينت الحرب هذا الرأي”.
وتتصاعد التوترات بين نتنياهو وغانتس، الذي يُعتبر المرشح الأوفر حظا ليحل محل رئيس الوزراء في انتخابات محتملة.
ودخل الرجلان في صدام خلال جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر التي كان من المفترض أن تركز على الرؤية لما بعد الحرب في غزة، بسبب سلوك بعض الوزراء الذين هاجموا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي بسبب التحقيق الذي أعلن عنه الجيش في اخفاقات 7 أكتوبر.
يوم الأحد، غاب ثلاثة وزراء من حزب “الوحدة الوطنية” الذي يتزعمه غانتس عن الاجتماع الأسبوعي للحكومة الذي ترأسه نتنياهو.
ساهم في هذا التقرير ميخائيل باخنر