إسرائيل في حالة حرب - اليوم 495

بحث

تقرير: الولايات المتحدة ستدعم عملية محدودة ودقيقة للجيش الإسرائيلي ضد أهداف ذات قيمة عالية في رفح

أربعة مسؤولين يقولون لصحيفة "بوليتيكو" إن شخصيات في الإدارة أبلغت نظرائها الإسرائيليين أن واشنطن ستدعم “عمليات لمكافحة الإرهاب” بدلا من هجوم حربي شامل

فلسطينيون يسيرون في سوق مؤقت بجوار أنقاض المباني خلال شهر رمضان في رفح بجنوب قطاع غزة في 12 مارس 2024، مجموعة حماس.  (AFP)
فلسطينيون يسيرون في سوق مؤقت بجوار أنقاض المباني خلال شهر رمضان في رفح بجنوب قطاع غزة في 12 مارس 2024، مجموعة حماس. (AFP)

نقل مسؤولون أمريكيون لنظرائهم الإسرائيليين أن إدارة بايدن ستدعم عملية محدودة في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة تعطي الأولوية لأهداف “ذات قيمة عالية” حماس داخل المدينة وتحتها بدلا من هجوم واسع النطاق، حسبما أفاد موقع “بوليتيكو” الإخباري نقلا عن أربعة مسؤولين أمريكيين يوم الأربعاء.

تعارض الولايات المتحدة الهجوم الإسرائيلي على رفح – التي يُعتقد أنها المعقل الأخير لحماس وموطن آخر أربع كتائب لها – دون أن تكون هناك خطة لحماية أكثر من مليون من سكان غزة النازحين الذين وجدوا ملجأ لهم في المدينة من القتال الدائر في الأجزاء الشمالية والوسطى من الجيب الفلسطيني. كما حذرت دول أخرى إسرائيل من غزو رفح.

وقال اثنان من المسؤولين الإسرائيليين لبوليتيكو إن الجيش الإسرائيلي لا يزال يطور خطة لحماية المدنيين.

لكن مسؤولين لم تذكر أسماؤهم قالوا لبوليتيكو أنه في محادثات مغلقة، أبلغ مسؤولون كبار في الإدارة الإسرائيليين أن الولايات المتحدة ستدعم استراتيجية “عمليات مكافحة إرهاب” في رفح بدلا من الحرب الشاملة التي تُشن في أماكن أخرى في غزة.

وتحدث جميع المسؤولين إلى بوليتيكو شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشتهم مسائل حساسة.

وقال مسؤول إسرائيلي للموقع الإخباري إن هجوما أو عملية من نوع ما في رفح هو أمر لا مفر منه.

وأضاف: “في نهاية المطاف، لا يمكننا الانتصار في هذه الحرب دون هزيمة كتائب حماس في رفح”.

وزير الدفاع يوآف غالانت (بالأسود) يزور الطرف الغربي لمدينة غزة في القطاع، 13 مارس، 2024. (Elad Malka/Defense Ministry)

يوم الأربعاء أيضا، ألمح وزير الدفاع يوآف غالانت إلى أن إسرائيل ستشن قريبا عملية برية في رفح بجنوب غزة.

وقال غالانت خلال زيارة للقوات في مدينة غزة: “لا يوجد مكان آمن في غزة للمخربين… أولئك الذين يعتقدون أننا نؤجل [عملية في رفح]، سيرون قريبا أننا سنصل إلى الجميع. سنقدم للعدالة كل من شارك في أحداث 7 أكتوبر، إما أن نقضي عليهم أو نقدمهم للمحاكمة في إسرائيل. لا يوجد مكان آمن، لا هنا، ولا خارج غزة، ولا في أي مكان في الشرق الأوسط – سنعيد الجميع إلى أماكنهم”.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لبوليتيكو إن الولايات المتحدة لا تظن أن الهجوم على رفح وشيك.

وقال المسؤول: “سيتعين عليهم القيام ببعض عمليات إعادة تمركز القوات، وهذا لم يحدث”، مضيفا أن الهجوم “ليس وشيكا”.

وأضاف: “إسرائيل ستفعل ما تقرر إسرائيل أن تفعله. إن الأمر أشبه بمحاولة التنبؤ بحالة الطقس. ولكن هل تم سماع الرسالة المرسلة؟ نعم”.

وخلال نهاية الأسبوع، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن عملية كبيرة في رفح ستكون بمثابة “خط أحمر” لإدارته، لكنه لم يوضح بالتفصيل العواقب إذا مضت مثل هذه الحملة قدما.

مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يتحدث خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، 12 مارس، 2024، في واشنطن. (Evan Vucci/AP)

يوم الثلاثاء، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض إن “الرئيس لم يصدر أي تصريحات أو  بيانات أو إعلانات”.

وقال: “موقفنا هو أن العملية العسكرية في رفح التي لا تحمي المدنيين وتقطع الطرق الرئيسية للمساعدات الإنسانية وتفرض ضغوطا هائلة على الحدود الإسرائيلية المصرية ليست شيئا يمكن أن يدعمه [بايدن]”.

لكنه شدد على أن هزيمة حماس لا تزال هدفا تدعمه واشنطن، التي تشعر بقلق مزدوج بشأن “حماية المدنيين وبشأن قدرة إسرائيل على مواصلة الحملة بطريقة تؤدي في نهاية المطاف إلى نتيجة يشعر فيها شعب إسرائيل بالأمان ويتم فيها سحق حماس وأن يكون هناك حل طويل الأمد للاستقرار والسلام في المنطقة”.

في اليوم نفسه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب بالفيديو أمام مندوبي لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك) المجتمعين في واشنطن إنه حتى تنتصر إسرائيل في الحرب “يجب على إسرائيل أن تدمر ما تبقى من كتائب حماس في رفح”.

وأضاف أن إسرائيل “ستنهي المهمة في رفح، وسنسمح للسكان المدنيين بالابتعاد عن مناطق الخطر”.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلت بوليتيكو عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن بايدن سيفكر في وضع شروط على المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل إذا تعرضت رفح لهجوم.

الرئيس الأمريكي جو بايدن ينظر قبل أن يتحدث عن تكاليف المعيشة خلال خطاب ألقاه في مركز YMCA Allard في 11 مارس 2024، في غوفستاون، نيو هامبشاير.(Brendan Smialowski/AFP)

اندلعت الحرب بسبب الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وسط فظائع مروعة ارتكبها آلاف المسلحين الذين اقتحموا حدود جنوب إسرائيل مع قطاع غزة. كما اختطف المسلحون 253 شخصا تم احتجازهم كرهائن في غزة.

وردّت إسرائيل بحملة عسكرية للإطاحة بنظام حماس في غزة، وتدمير الحركة وتحرير الرهائن، الذين لا يزال 130 منهم في الأسر.

وتواجه إدارة بايدن دعوات متزايدة من زملائها الديمقراطيين للضغط على إسرائيل لتخفيف الأزمة الإنسانية المدمرة في غزة الناجمة عن القتال، حيث يقول البعض إنهم قد يحاولون وقف المساعدة العسكرية التي وافق عليها الكونغرس إذا لم تتحسن ظروف المدنيين.

في وقت مبكر من الحرب، وصل مستشارون أمريكيون إلى إسرائيل لتقديم خبرتهم في التخطيط للعملية البرية في غزة. وذكرت التقارير أن الخبراء الأمريكيين دفعوا إسرائيل نحو عمليات كوماندوز دقيقة بالإضافة إلى استخدام قنابل أصغر كاستراتيجية لتقليل الخسائر بين غير المقاتلين.

في الأسبوع الماضي، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن الولايات المتحدة صادقت بهدوء على أكثر من 100 صفقة بيع أسلحة لإسرائيل تضمنت قنابل ذات قطر صغير.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة إن 31,184 فلسطينيا على الأقل قُتلوا منذ 7 أكتوبر، وأصيب حوالي 72,899 آخرين. إلا أنه لم يتم التحقق من أرقام الحركة، وهي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، الذين تقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 13 ألفا منهم داخل غزة وألف آخرين داخل إسرائيل في أعقاب مذبحة 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن