تقرير: الولايات المتحدة تلغي محادثات في واشنطن بسبب مزاعم نتنياهو بشأن تعليق ارسال شحنات أسلحة
بحسب التقرير فإن بعض المسؤولين الإسرائيليين كانوا بالفعل في طريقهم إلى الاجتماعات المقررة يوم الخميس عندما ألغيت؛ في مقطع فيديو نتنياهو يتهم الولايات المتحدة بتعليق تسليم أسلحة مثيرا حفيظة البيت الأبيض

ألغى البيت الأبيض محادثات رفيعة المستوى بين مسؤولين أمنيين أمريكيين وإسرائيليين في واشنطن العاصمة، بعد أن نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد فيه إدارة بايدن بسبب تأخير مفترض في ارسال شحنات أسلحة إلى إسرائيل، وفقا لتقرير نُشر يوم الأربعاء.
بإلغاء الاجتماع، كانت الولايات المتحدة تود إرسال رسالة إلى نتنياهو مفادها أن مثل هذا الانتقاد العلني غير مقبول، وفقا لموقع “أكسيوس”. ونُقل عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله: “يوضح هذا القرار أن هناك عواقب لمثل هذه الحيل”.
واتفق مسؤول إسرائيلي كبير في التقرير مع هذا الرأي ونُقل عنه قوله “الأمريكيون غاضبون. لقد تسبب مقطع فيديو [نتنياهو] في الكثير من الضرر”.
في مقطع الفيديو، الذي نُشر يوم الخميس، هاجم نتنياهو الولايات المتحدة بسبب ما قال إنه تعليق متعمد لشحنات الأسلحة المعدة لحرب إسرائيل ضد حركة حماس المدعومة من إيران في غزة. بدأت الحرب في 7 أكتوبر، عندما اقتحم نحو 3 آلاف مسلح جنوب إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين.
وقال نتنياهو في الفيديو: “من غير المعقول أن تقوم الإدارة [الأمريكية] في الأشهر القليلة الماضية بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل. إن إسرائيل، وهي أقرب حلفاء أمريكا، تقاتل من أجل حياتها، وتقاتل إيران وأعدائنا المشتركين الآخرين”.
“خلال الحرب العالمية الثانية، قال تشرشل للولايات المتحدة: أعطونا الأدوات، وسوف نقوم بالمهمة. وأنا أقول – أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير”.

رفض البيت الأبيض رواية نتنياهو بشأن تأخير شحنات الأسلحة، وقال للصحفيين إن شحنة واحدة من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل كانت قيد المراجعة بسبب مخاوف بشأن استخدامها في مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب غزة، لكن عمليات تسليم جميع شحنات الأسلحة الأخرى تسير كما هو مخطط
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير يوم الثلاثاء: “إننا بصدق لا نعرف ما الذي يتحدث عنه [نتنياهو]. نحن ببساطة لا نعرف”.
في مقطع الفيديو، قال نتنياهو إنه أثار قضية تعليق شحنات الأسلحة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي، وأن الدبلوماسي الأمريكي أكد له أن “الإدارة تعمل ليلا ونهارا لإزالة هذه العوائق”.
Give us the tools and we’ll finish the job. pic.twitter.com/eQHpyd9q0X
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) June 18, 2024
كما ذكرت تقارير غير موثقة في وسائل الإعلام العبرية والألمانية أن بلينكن وعد برفع جميع القيود المفروضة على نقل الأسلحة.
عندما طُلب منه تأكيد رواية نتنياهو، امتنع بلينكن، وقال للصحافيين: “لن أتحدث عما قلناه في محادثات دبلوماسية”.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن البيت الأبيض لم يمض قدما في صفقة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز “إف-15” على الرغم من دعم الكونغرس لمثل هذه الخطوة.
وكان من المتوقع أن تخطر وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس رسميا بالصفقة التي تبلغ قيمتها 18 مليار دولار بعد أن سحب اثنان من كبار الديمقراطيين اعتراضاتهما الشهر الماضي لكنها لم تفعل ذلك بعد.
وقالت وزارة الخارجية لصحيفة وول ستريت جورنال إنه لا توجد سياسة لإبطاء عمليات ارسال الأسلحة. وقال أحد المسؤولين: “نحن ننظر تكتيكيا إلى التوقيت. إنها ليست مسألة ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا، بل مسألة متى سيحدث ذلك”.
كان من المقرر عقد الاجتماعات الملغاة في واشنطن، والتي كانت ستكون أول محادثات رفيعة المستوى ومعمقة بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول البرنامج النووي الإيراني منذ مارس 2023، يوم الخميس.
وكان من المقرر أن يشمل الحوار الاستراتيجي ساعات من الاجتماعات بين مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون ووكالات الاستخبارات مع نظرائهم الإسرائيليين. وذكر موقع أكسيوس أن بعض المسؤولين الإسرائيليين كانوا في طريقهم بالفعل إلى واشنطن عندما تم إلغاء الاجتماعات.
وتقوم إيران في الأشهر الأخيرة بزيادة تخصيب اليورانيوم وتمنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زيارة مواقعها النووية، مما أثار انتقادات من دول مجموعة السبع في الأسبوع الماضي، وكذلك من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 دولة.
وتدعم إيران أيضا منظمة حزب الله اللبنانية، التي تطلق رشقات يومية من الصواريخ والقذائف والمسيّرات المفخخة على شمال إسرائيل منذ هجوم حماس في أكتوبر، قائلة إنها تفعل ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وقد تصاعدت وتيرة الاشتباكات اليومية، التي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين من شمال إسرائيل وجنوب لبنان، في الأشهر الأخيرة، لكنها لم تصل إلى حد اندلاع حرب شاملة، وهو السيناريو الذي أرسلت الولايات المتحدة المبعوث الخاص عاموس هوكستين إلى المنطقة هذا الأسبوع في محاولة لمنعه.
والتقى الدبلوماسي الكبير يوم الاثنين مع نتنياهو في القدس، وكذلك مع وزير الدفاع يوآف غالانت وزعماء المعارضة، وفي يوم الثلاثاء، أجرى اجتماعات مماثلة في بيروت.

وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إلغاء حوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب التوترات الدبلوماسية هذا العام، بعد أن ألغى نتنياهو اجتماعا في مارس بشأن الهجوم العسكري الإسرائيلي المخطط له في رفح، احتجاجا على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عارضته إسرائيل.
ودعا القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن؛ ولم يجعل القرار دعوته لوقف إطلاق النار مشروطة بالإفراج عن الرهائن، ولم يدن حماس.
وعُقد هذا الاجتماع لاحقا افتراضيا، بعد أن طلبت إسرائيل من البيت الأبيض إعادة جدولته، بعد يومين من إلغائه.
تُعد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أكبر مورد أسلحة لإسرائيل، تليها ألمانيا وإيطاليا.
وقد أوقفت بعض الدول، مثل إيطاليا وكندا وهولندا، شحنات الأسلحة إلى إسرائيل هذا العام مشيرة إلى الخسائر التي تكبدها المدنيون في غزة بسبب الهجوم الإسرائيلي والمخاوف من إمكانية استخدام الأسلحة في انتهاك للقانون الدولي.
وتقول إسرائيل إنها لا تستهدف المدنيين وأن العملية تركز على القضاء على حماس. وقد قدمت أدلة واسعة النطاق على أن حماس تتوغل بين السكان المدنيين وتستخدم البنية التحتية المدنية لتخزين أسلحتها، مما يؤدي إلى رفع عدد القتلى في صفوف المدنيين.
في الشهر الماضي، بعد أن هدد بايدن بتجميد بعض شحنات الأسلحة إذا بدأت إسرائيل عملية عسكرية كبيرة في رفح بجنوب غزة، تعهد نتنياهو بأنه إذا كان على إسرائيل “أن تقف بمفردها، فسوف نقف بمفردنا”.

في ذلك الوقت، أرجأ البيت الأبيض ارسال شحنة قنابل زنة 2000 و500 رطل بسبب مخاوف من أن يقوم الجيش الإسرائيلي باستخدامها في رفح المكتظة بالسكان، كما فعل في أجزاء أخرى من غزة.
لكن بعد أسابيع، في تقرير مترقب للكونغرس، قالت إدارة بايدن إنها وجدت تأكيدات إسرائيلية “موثوقة ويمكن الاعتماد عليها” بأنها ستستخدم الأسلحة الأمريكية وفقا للقانون الإنساني الدولي، مما يسمح باستمرار نقل الأسلحة الأمريكية وسط حرب إسرائيل مع حماس في غزة.
رفضت إدارة بايدن باستمرار دعوات من بعض المشرعين التقدميين لوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل تماما، ودافعت عن حرب إسرائيل ضد حماس، مشيرة إلى الفظائع التي ارتكبتها الحركة في 7 أكتوبر، وإلى تعهدات الحركة بتكرار الهجوم، واستمرارها في احتجاز حوالي 115 رهينة، بما في ذلك أطفال ورضع وكبار السن.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد