إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث
حصري

تقرير: الولايات المتحدة تسعى لمحاسبة نتنياهو على تصرفات الوزراء من اليمين المتطرف

ورد أن مسؤولون أمريكيون قالوا إن السياسة تهدف إلى الحد من نفوذ أعضاء التحالف المقبل الأكثر تشددا؛ احتمال استخدام سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران والسعودية للضغط على رئيس الوزراء القادم

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 9 مارس 2016 (Amit Shabi / Pool)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 9 مارس 2016 (Amit Shabi / Pool)

تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمحاسبة رئيس الوزراء القادم المتوقع بنيامين نتنياهو شخصيا على تصرفات المشرعين اليمينيين المتطرفين الذين من المتوقع أن يعيّنهم كوزراء في حكومته المقبلة.

أفاد تقرير موقع “بوليتيكو” يوم الثلاثاء إن هذا الموقف هو جزء أساسي من السياسة التي يصوغها البيت الأبيض في الوقت الذي يستعد فيه للعمل مرة أخرى مع حكومة بقيادة نتنياهو بعد عام تحسنت فيه العلاقات، بفضل الائتلاف الأكثر اعتدالا بقيادة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ورئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد.

علاقة نتنياهو كانت فاترة مع الإدارة الديمقراطية السابقة، عندما كان بايدن نائبا للرئيس باراك أوباما، بسبب الخلافات السياسية الكبرى بشأن إيران والفلسطينيين.

وظلت هذه الاختلافات قائمة عندما عاد بايدن للحكم كرئيس، وتزامنت ولايته مع حكم نتنياهو كرئيس للوزراء لما يقرب من ستة أشهر في عام 2021، على الرغم من أنها لم تكن بارزة بنفس الدرجة. وغالبًا ما يتباهى الزعيمان بصداقتهما الوثيقة التي نشأت على مدى 40 عاما.

وقال المسؤولان المجهولان اللذان اقتبسهما تقرير “بوليتيكو” إن إدارة بايدن ستتوجه علنًا إلى نتنياهو بشأن أي قضايا تتعلق بالفلسطينيين أو علاقات إسرائيل مع الدول العربية.

وتسمح هذه السياسة لإدارة بايدن بتجنب التعامل مع العناصر الأكثر تشددًا في الحكومة المقبلة، مثل وزير المالية القادم المتوقع بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي القادم المتوقع إيتامار بن غفير، وآفي ماعوز، النائب المناهض لمجتمع الميم الذي تم تعيينه كنائب وزير في مكتب رئيس الوزراء.

وقد تجنب مسؤولو إدارة بايدن من الرد على الأسئلة المتكررة حول ما إذا كانوا سيتعاملون مع بعض هؤلاء المشرعين، وعقد البيت الأبيض اجتماعا حول هذه المسألة في وقت سابق من هذا الشهر.

لكن لم يتم اتخاذ أي قرار، مما أدى إلى قول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بعد أيام في مؤتمر “جاي ستريت” إن الإدارة سوف تكيّل “الحكومة حسب السياسات والإجراءات، وليس الشخصيات الفردية”، قال مسؤول مطلع على الأمر لتايمز أوف إسرائيل.

إيتامار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش في الكنيست، 21 نوفمبر 2022 (Yonatan Sindel / Flash90)

ونقلت “بوليتيكو” عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله إن “بيبي (نتنياهو) يقول إنه يستطيع السيطرة على حكومته، لذا دعونا نراه يفعل ذلك”.

وأوضح المسؤولون أنه من خلال التركيز على نتنياهو، فإنهم يأملون في الحد من نفوذ الشخصيات اليمينية المتطرفة في الحكومة المقبلة.

وقال المسؤول الأمريكي الثاني إن “المهم هو نتنياهو. إنه رئيس الوزراء”، معربا عن أسفه للاهتمام الذي أولي للمشرعين اليمينيين المتطرفين. “يرتكب الناس خطأ استراتيجيًا من خلال تعزيز هؤلاء الأشخاص”.

لكن أقر المسؤول الأول أن بعض الوزراء الجدد يشكلون تحديًا أكبر لإدارة بايدن. وقال المسؤول: “لقد أدرك الجميع، دون استثناء، أن هؤلاء الرجال يختلفون اختلافًا جوهريًا” عن الحكومات الإسرائيلية السابقة، في إشارة إلى موقف الحاضرين في اجتماع البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، حيث تم تباحث الأمر.

وتجنب المسؤولان الأمريكيان القول إنه سيتم استخدام المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل من أجل الضغط على نتنياهو – وهو أمر عارضه بايدن مرارًا وتكرارًا.

وقالا إن هناك خيارات غير التوبيخ، وأشارا إلى رغبة نتنياهو في تبني الولايات المتحدة سياسة أكثر صرامة تجاه إيران، وتوسط واشنطن في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.

عضو الكنيست آفي ماعوز (يسار) ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو بعد توقيع اتفاق ائتلافي في 27 نوفمبر 2022 (Courtesy، Likud)

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لـ”بوليتيكو”: “نتنياهو يريد عدة أشياء منا. إنه طريق ذو اتجاهين… سنعمل معه على الأشياء التي يهتم بها، وسيعمل على الأشياء التي نهتم بها”.

من ناحية أخرى، أكد المسؤول على أهمية التوبيخ العلني، قائلا أن إسرائيل تأخذ هذه الأمور على محمل الجد لأن القدس تيعى منذ فترة طويلة للحفاظ على صورة العلاقات الوثيقة مع واشنطن.

وقال المسؤول الأمريكي: “في الوقت الحالي، كنا معتدلين للغاية. يمكننا تعزيز الانتقادات بسرعة”.

وردد المسؤولان الأمريكيان اللذان اقتبسهما التقرير المشاعر التي عبر عنها السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدس، الذي قال في وقت سابق من هذا الشهر: “سأعمل مع رئيس الوزراء نتنياهو. على حد قوله، يديه على عجلة القيادة… سأحرص على بقاء يديه ثابتة على تلك العجلة، وسأشجعه على القيام بالأشياء التي قال إنه يريد القيام بها”.

سفير الولايات المتحدة في إسرائيل توم نايدس يتحدث في حدث نظمته كلية كولر لإدارة الأعمال بجامعة تل أبيب، 7 ديسمبر 2022 (Courtesy)

“قال إنه يريد أن يكون رئيس وزراء لكل إسرائيل. أنا آخذ كلمته على محمل الجد. وبالطبع، الولايات المتحدة ستعمل معه لضمان تحقيق ذلك”، أضاف نايدس، مشيرًا كذلك إلى أن واشنطن تنظر إلى نتنياهو باعتباره العضو الأكثر اعتدالًا في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، والتي تعتبر الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.

وأضاف أنه لن يملي لإسرائيل بما يجب أن تفعله، لأنها ديمقراطية. وأوضح نايدس: “سوف نعترض عندما نعتقد أن قيمنا المشتركة أصبحت مشوشة، وهذا ما يفعله الأصدقاء”.

اقرأ المزيد عن