إسرائيل في حالة حرب - اليوم 478

بحث

تقرير: الولايات المتحدة تسعى لتنصيب رئيس لبناني جديد وتهميش حزب الله في لحظة ضعفه

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" إجراء محادثات مع قطر ومصر والسعودية بشأن اقتراح لكسر الجمود المستمر منذ عامين وانتخاب رئيس مع تراجع نفوذ الحزب

لوحات إعلانية تحمل صورة زعيم حزب الله اللبناني الراحل حسن نصر الله معروضة على الطريق السريع المؤدي إلى مطار بيروت، 5 أكتوبر 2024. (Bilal Hussein/AP)
لوحات إعلانية تحمل صورة زعيم حزب الله اللبناني الراحل حسن نصر الله معروضة على الطريق السريع المؤدي إلى مطار بيروت، 5 أكتوبر 2024. (Bilal Hussein/AP)

تهدف الولايات المتحدة إلى استخدام هجوم إسرائيل على حزب الله كفرصة لتهميش الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران والتمهيد لتنصيب حكومة لبنانية جديدة، حسبما قال مسؤولون أميركيون وعرب مطلعون على المحادثات بشأن هذه المسألة لصحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير صدر يوم الأربعاء.

وقد يمثل هذا التطور تغييرا في موقف إدارة بايدن السابق للدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، والذي تفاقم مؤخرا بعد 11 شهرا من القتال عبر الحدود إلى صراع أوسع نطاقا.

وأضاف التقرير أن الرئيس اللبناني، بصفته قائدا للقوات المسلحة، سوف يلعب دورا حاسما في قيادة الحكومة للتعامل مع الأزمة الحالية.

وتحدث جميع المسؤولين للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.

وصعدت إسرائيل من هجماتها على حزب الله على مدى الأسابيع الماضية، وقتلت جميع كبار قادته تقريبا، ومن بينهم أمين عام الحزب حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة جوية في بيروت.

ومع إضعاف حزب الله في أعقاب الهجمات الإسرائيلية، ترى الولايات المتحدة فرصة لتغيير الوضع السياسي في لبنان، الذي يظل دون رئيس منتخب منذ عامين، بحسب التقرير.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مات ميلر للصحافيين: “ما نريد أن نراه من هذا الوضع في نهاية المطاف هو أن يتمكن لبنان من كسر القبضة التي فرضها حزب الله على البلاد – أكثر من مجرد قبضة، كسر القبضة الخانقة التي فرضها حزب الله على البلاد وإزالة حق النقض الذي يتمتع به حزب الله على الرئيس”.

وفي الأيام الأخيرة، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع زعماء قطر ومصر والمملكة السعودية سعيا للحصول على دعمهم لانتخاب رئيس لبناني جديد، حسب التقرير.

وقال مسؤولون سعوديون للصحيفة إن المملكة تدعم الفكرة، في حين قال مسؤولون مصريون وقطريون إن الخطة غير واقعية وتنطوي على مخاطر، بحسب التقرير. وقدر المسؤولون المصريون والقطريون أن إسرائيل لا تستطيع تدمير حزب الله بالكامل، وبالتالي هناك حاجة لإشراك الحزب في العملية السياسية لإنهاء الصراع.

أرشيف: المبعوث الأمريكي الكبير عاموس هوكستين (على اليسار) أثناء لقائه برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في بيروت، لبنان، 11 يناير، 2024. (AP Photo/Hussein Malla)

ويخشى البعض في لبنان من أن يؤدي الضغط لتنصيب رئيس جديد الآن إلى اشعال فتيل العنف الطائفي الذي شهدته البلاد في الماضي. وذكر التقرير أن مصر أعربت أيضا عن مخاوف مماثلة، في حين أشار المحللون السياسيون والدبلوماسيون إلى أن أي شخص يبدو أنه اكتسب السلطة نتيجة للهجوم العسكري الإسرائيلي قد يعتبر غير شرعي ويواجه غضب الجمهور اللبناني والمنافسين السياسيين.

ونقل التقرير عن النائب الإصلاحي في البرلمان اللبناني إبراهيم منيمنة قوله “إننا نفتقر إلى أي قيادة قادرة على البدء على الأقل في مسار يمكننا من رؤية ضوء في نهاية النفق”.

وقال المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى المنطقة آموس هوكستين لمسؤولين عرب أنه مع إضعاف حزب الله هناك فرصة لحل المأزق السياسي المستمر الذي ترك البلاد بدون رئيس منذ أنهى الزعيم السابق ميشال عون ولايته في عام 2022.

وأثرت أزمة القيادة التي تلت ذلك على الوضع الاقتصادي المزري الذي شهد خسارة العملة اللبنانية 97% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ عام 2019، مما دفع الملايين إلى براثن الفقر وترك الحكومة غير قادرة على التعامل مع الصراع الحالي. وقد أدى القتال إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وفقًا للحكومة.

ويتم انتخاب الرئيس من قبل البرلمان المكون من 128 مقعدا، ولكن لا يوجد أي كتلة لديها ما يكفي من المقاعد لانتخاب رئيس بمفردها، مما يجعل الدعم من حزب الله وحلفائه ضروريا.

وأضاف التقرير أن المخطط يعتمد على شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (على يمين الصورة) يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين في بيروت في 14 أغسطس 2024، وسط التوترات الإقليمية خلال الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. (AFP)

وسلط دبلوماسيون مطلعون على المناقشات الضوء على بري، الذي يتزعم فصيلا شيعيا ويشكل خط اتصال مع حزب الله في محادثات وقف إطلاق النار. وقالت المصادر إن بري ضروري لتوحيد الفصائل السياسية الأخرى لانتخاب رئيس جديد.

وقال كل من بري وميقاتي إنهما يؤيدان انتخاب رئيس جديد، لكنهما قدما أيضا دعمهما لحزب الله في حربه ضد إسرائيل.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، رفض نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، وهو أكبر مسؤول يبقى على قيد الحياة في الحزب، أي إعادة هيكلة سياسية في حين تستمر الحرب. وقال أيضا إن حزب الله يدعم جهود بري للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الشروط التي يطالب بها حزبه.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء اللبنانيين إلى التخلص من حزب الله، الذي قال إنه أصبح ضعيفا بعد الضربات الإسرائيلية على قادته وبنيته التحتية.

وفي رسالة فيديو باللغة الإنجليزية موجهة إلى الشعب اللبناني، قال نتنياهو إن شعب لبنان لديه “فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يسقط في هاوية حرب طويلة تؤدي إلى دمار ومعاناة مثلما نرى في غزة. ليس بالضرورة أن تؤول الأمور إلى ذلك… حرروا بلدكم من حزب الله حتى تتمكن بلادكم من الازدهار مرة أخرى، حتى لا تعرف الأجيال القادمة من الأطفال اللبنانيين والإسرائيليين الحرب ولا إراقة الدماء، بل يعيشون أخيرًا معًا في سلام”.

واندلعت الحرب في المنطقة في السابع من أكتوبر عندما شنت حركة حماس الفلسطينية هجوما واسع النطاق عبر الحدود على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص.

منذ 8 أكتوبر، هاجمت قوات بقيادة حماس بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود اللبنانية بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تدعم غزة وسط الحرب الدائرة.

اقرأ المزيد عن