تقرير: الولايات المتحدة تريد من إسرائيل أن تعلق الإصلاح القضائي مقابل التطبيع مع السعودية
كما يزعم التقرير أن كلاً من واشنطن والرياض يشترطان إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين

ورد أن البيت الأبيض يريد من إسرائيل وقف الإصلاح القضائي واستئناف محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية من أجل أن تمضي الولايات المتحدة قدما في التوسط في التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وانتشرت تقارير في الأيام الأخيرة بأن القدس والرياض في خضم مفاوضات حول تنظيم رحلات جوية مباشرة بين البلدان، مما قد يؤدي إلى اتفاق تطبيع أوسع – وهو ما تسعى إليه إسرائيل منذ فترة طويلة ولكن يرفضه السعوديون إلى حد كبير.
وأفاد تقرير إخباري لم يشر إلى مصدر للقناة 12 مساء الثلاثاء أن الولايات المتحدة والسعوديين أصدرا المطالب من أجل التقدم بمثل هذه الاتفاقية. وزعم التقرير أن كلا من واشنطن والرياض يسعيان للضغط على إسرائيل لاستئناف المحادثات الدبلوماسية مع الفلسطينيين التي ستؤدي إلى “انفصال”، وتطالب الولايات المتحدة أيضًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقف خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الجمعة لجامعة الدول العربية إن “القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للدول العربية، وهي على رأس أولويات المملكة”.
ويقال إن السعوديين يطالبون البيت الأبيض أيضًا بإلغاء تجميد بعض صفقات الأسلحة التي تعود إلى عهد ترامب، والتي تم تجميدها عندما تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه، ويسعون أيضًا إلى إبرام معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة على غرار الناتو، بالإضافة إلى موافقتها على برنامج نووي مدني.
ويزعم التقرير أن اتفاق تطبيع كامل من شأنه أن يقدم لإسرائيل في المقابل دعم الولايات المتحدة الكامل لعملها ضد برنامج الأسلحة النووية الإيراني.

في عام 2020، وافقت إسرائيل على تجميد خطة لضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية مقابل توقيع اتفاقات إبراهيم، التي عمدت إلى تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والمغرب لاحقا.
وذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان يشاركان في المفاوضات، إلى جانب رئيس الموساد ديفيد برنياع و”كبار المسؤولين” المقربين من بن سلمان.
ونقلت القناة التليفزيونية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن صفقة التطبيع سوف “تغير قوانين اللعبة للأمن الإسرائيلي”، وأن هناك “احتمالًا لصفقة”، لكنها ستتطلب شجاعة من نتنياهو وبايدن وبن سلمان.
يوم الإثنين، أفادت القناة أن السعوديين يضغطون على إسرائيل تسليم لصلاحيات معينة في الضفة الغربية من الجيش الإسرائيلي إلى قوات السلطة الفلسطينية، وإعطاء قوات السلطة الفلسطينية سلطات أمنية في الحرم القدسي وكنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس – وهي خطوات بعيدة المدى التي من المستبعد جدًا أن توافق عليها حكومة إسرائيل اليمينية المتشددة.

وفي حديثه في مؤتمر يوم الثلاثاء، نفى مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي وجود أي محادثات مباشرة بين نتنياهو وبن سلمان في الأشهر الأخيرة، لكنه قال إن صفقة التطبيع ممكنة.
وقال هنغبي: “يوجد في السعودية زعيم لم يشهده العالم من قبل، رجل أخذ بلاده 180 درجة في اتجاه مختلف، زعيم جريء وثوري. إذا كان يعتقد أنه من الممكن الوصول إلى التطبيع مع إسرائيل، فسيحدث ذلك. أعتقد أن هناك فرصة لهذا أن يحدث”.
في خطوة تاريخية العام الماضي، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها فتحت مجالها الجوي لجميع الرحلات الجوية المدنية، قبل ساعات من أن يصبح الرئيس الأمريكي جو بايدن أول زعيم أمريكي يطير مباشرة من إسرائيل إلى الدولة الخليجية.
وتحدث وزير الخارجية إيلي كوهين يوم السبت عن إمكانية التطبيع مع السعودية في غضون ستة أشهر، خلال مقابلة على القناة 12.
وقال كوهين: “هناك فرصة جيدة لأن نتمكن من دفع اتفاقية سلام مع السعودية. أفترض أن هناك بالتأكيد فرصة في نصف عام، أو في العام المقبل”.
وأشار إلى المصالح المشتركة بين القدس والرياض، ولا سيما منع إيران من صنع قنبلة نووية، كسبب للتفاؤل بالتوصل إلى اتفاق.

واعتبر البعض أن قرار المملكة العربية السعودية في مارس لتجديد العلاقات مع إيران بعد أكثر من نصف عقد كان انتكاسة للتطبيع بين المملكة وإسرائيل.
لكن هذا لم يمنع إدارة بايدن من العمل على إبرام صفقة بين القدس والرياض، حيث وصفها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأنها “مصلحة أمن قومي” في وقت سابق من هذا الشهر.
بعد فترة وجيزة من صدور تلك التعليقات، سافر سوليفان إلى الرياض، حيث التقى بن سلمان وأثار القضية. وكان برفقته كبير مساعدي البيت الأبيض بريت ماكغورك وعاموس هوكستين الذين سافروا لاحقًا إلى القدس لإطلاع نتنياهو على وضع المسعى.
كما تحدث المدير العام لوزارة الخارجية رونين ليفي مع مسؤولي الإدارة حول الصفقة المحتملة مع السعودية خلال رحلته إلى واشنطن الأسبوع الماضي.
سافر نتنياهو إلى المملكة العربية السعودية في نوفمبر 2020 للقاء بن سلمان، وهو أول لقاء يُعلن عنه علنًا بين الاثنين. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، لكن العلاقات السرية تعززت في السنوات الأخيرة، حيث يواجه البلدان تهديدًا مشتركًا في إيران.
ساهم جيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير.