تقرير: الهدنة انهارت بعد أن رفضت حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن من النساء الإسرائيليات
بحسب مسؤول إسرائيلي فإن حماس لا تريد الافراج عن النساء المتبقيات لأنها لا تريد منهن أن يتحدثن علنا عما تعرضن له في 7 أكتوبر، وخلال الوقت الذي قضينه في الأسر
انهارت الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس هذا الأسبوع بعد أن رفضت الحركة الفلسطينية التي تحكم غزة إطلاق سراح 10 رهائن أخريات، وسعت بدلا من ذلك إلى إطلاق سراح المختطفين الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر من فئات أخرى في انتهاك للاتفاق، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون الجمعة.
وذكر موقع “واللا” الإخباري الجمعة نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن شروط الاتفاق، الذي توسطت فيه قطر، تنص على أن تقوم حماس أولا بإطلاق سراح جميع النساء والأطفال المحتجزين في غزة، وأن توافق إسرائيل على وقف القتال لمدة تصل إلى تسعة أيام.
واستمرت الهدنة سبعة أيام، بدءا من يوم الجمعة الماضي، 24 نوفمبر، مع إطلاق سراح أول مجموعة من الرهائن بعد حوالي 50 يوما في أسر حماس، لكنها انهارت في وقت مبكر من صباح الجمعة مع استئناف القتال. خلال الهدنة، تم إطلاق سراح 105 مدنيين من غزة، من بينهم 81 إسرائيليا و23 مواطنا تايلانديا وفلبينيا واحدا، مقابل إطلاق سراح 210 أسرى فلسطينيين، جميعهم من النساء والقاصرين. وسمحت إسرائيل أيضا بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كانت هذه الهدنة هي الأولى منذ ما يقارب من ثمانية أسابيع من الحرب التي أشعلها الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، والذي قتل فيه آلاف المسلحين نحو 1200 اسرائيلي، واختطفوا حوالي 240 رهينة.
قبل اليوم الثامن من الهدنة، فشلت حماس في اقتراح قائمة بأسماء الرهائن المقرر إطلاق سراحهم تكون مقبولة على إسرائيل في الساعات الأخيرة، كما هو منصوص عليه في الصفقة، وبدلا من ذلك أرسلت رسالة عبر وسطاء قطريين ومصريين مفادها أنها على استعداد لإطلاق سراح رهائن ذكور. واقترحت حماس أيضا إطلاق سراح جثث رهائن قالت إنهم قُتلوا أثناء الأسر.
وردت إسرائيل بالقول إنها تعلم أن حماس لا تزال تحتجز ما يقارب من 17 امرأة وطفلين، بما في ذلك الرهينة الأصغر – كفير بيباس – الذي يبلغ من العمر 10 أشهر، وأنها لن تجري محادثات بشأن فئات أخرى من الرهائن حتى يتم إطلاق جميع المختطفين من النساء والأطفال.
كان من المفترض أن تطلق حركة حماس الفلسطينية سراح شيري بيباس (32 عاما)، وطفليها أريئل بيباس (4 أعوام) وكفير بيباس (10 أشهر)، الذين تم اختطافهم واحتجازهم كرهائن في 7 أكتوبر في قطاع غزة، لكنها انتهكت اتفاق التهدئة مع إسرائيل هذا الأسبوع عندما فشلت في القيام بذلك، بحسب الجيش الإسرائيلي. وتم اختطاف الأب يردن بيباس (34 عاما) بشكل منفصل. وتزعم حماس أن الأم وطفليها قُتلوا ونشرت مقطع فيديو دعائي لأب العائلة يطالب فيه بإعادة عائلته إلى إسرائيل لدفنها. وقال الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إنه أبلغ العائلة بأنه يحقق في مزاعم حماس “القاسية وغير الانسانية”، وانتقد “الإرهاب النفسي” الذي تمارسه الحركة.
ولقد حذر رئيس الموساد دافيد برنياع حماس عبر الوسطاء ليل الخميس-الجمعة من أن الجيش الإسرائيلي سيستأنف القتال إذا لم يتم إطلاق سراح مجموعة أخرى من النساء والأطفال يوم الجمعة.
وتواجد برنياع في قطر خلال الهدنة للتحدث مع المفاوضين والوسطاء.
وردت حماس على تحذير إسرائيل بإطلاق صاروخ قبل حوالي ساعة من الموعد المقرر لانتهاء الهدنة في الساعة السابعة صباحا.
ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل في توجيه أصبع الاتهام لحماس، التي قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنها “بدأت بإطلاق الصواريخ قبل انتهاء الهدنة، وتراجعت عن التزامات قامت بها فيما يتعلق بالإفراج عن بعض الرهائن”.
وقال أسامة حمدان، المسؤول الكبير في حماس، لقناة “العربية” إن إسرائيل مسؤولة عن انهيار الهدنة، مدعيا أن القدس سعت إلى إدراج جنديات في قائمة الرهائن التي تريد إطلاق سراحهم ورفضت جميع مقترحات حماس الأخرى.
وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع “واللا” الإخباري إن حماس تدرك أهمية النساء الرهائن المتبقيات، وبالتالي فهي تحاول الاحتفاظ بهن لفترة أطول، لانتزاع المزيد من المكاسب مقابل إطلاق سراحهن.
مسؤول إسرائيلي آخر قال لـ”واللا” إن حماس لا تريد الإفراج عمن تبقى من النساء من الرهائن لأنها لا تريد منهن التحدث علنا عما تعرضن له في 7 أكتوبر وأثناء فترة أسرهن.
وقال المسؤولون الإسرائيليون لموقع “واللا” إن المحادثات لاستئناف الهدنة ستستمر، وإن كانت تحت إطلاق النار.
وأضافوا أن إسرائيل تعتزم ممارسة ضغط عسكري كبير على حماس، وهو ما تظن أنه سيقنع الحركة بإطلاق سراح المزيد من الرهائن كما كان الحال قبل الهدنة، كما يقولون.
ويعتقد أن ما لا يقل عن 130 شخصا ما زالوا محتجزين كرهائن في غزة، أكثر من 100 منهم من الرجال من المدنيين والجنود، بالإضافة إلى النساء وطفلين. الغالبية العظمى من الرهائن إسرائيليون، وأحد عشر منهم مواطنون أجانب، من بينهم ثمانية من تايلاند.
بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق سراح أربع رهائن في وقت سابق من الحرب، وإنقاذ واحدة، والعثور على جثث ثلاث رهائن خلال عمليات للجيش الإسرائيلي في غزة.
يوم الجمعة، في اليوم الأول في أعقاب انهيار اتفاق التهدئة، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة رهائن تم اختطافهم من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر.
وأعلن الكيبوتس أن القتلى هم آرييه زلمانوفيتش (85 عاما)، وهو الأكبر سنا من بين الرهائن الـ 240 الذين اختطفتهم حماس، ومايا غورين (56 عاما)، التي عملت معلمة في حضانة في الكيبوتس، ورونين إنغل (54 عاما)، الذي عادت زوجته وابنتاه إلى إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع بعد أن اختُطفن معه.
وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق مقتل الثلاثة، بالإضافة إلى مقتل زميلهم في كيبوتس نير عوز، إلياهو مرغليت (75 عاما)، الذي تم الافراج عن ابنته من أسر حماس يوم الخميس.
كما أعلن كيبوتس بئيري مقتل إحدى سكانه التي تم اختطافها. وقال الكيبوتس إن عوفرا كيدار (70 عاما)، قُتلت وهي في الأسر في غزة. ولم يوضح البيان كيف ومتى توفيت.
وأضاف البيان أن “رفاتها في أيدي حماس، ونحن نطالب بعودتها مع الرهائن الآخرين”.
يوم الجمعة أيضا، عثرت القوات الإسرائيلية العاملة في غزة على جثة أوفير تسرفاتي، الذي اختطفته حماس في 7 أكتوبر، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك).
تم الإعلان عن أن تسرفاتي من بين المخطوفين بعد اختفائه في مهرجان “سوبر نوفا” بالقرب من كيبوتس رعيم وسط المذبحة التي ارتكبتها حماس في مهرجان الطبيعة الراقص، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 360 شخصا.
وتم إبلاغ عائلة تسرفاتي بوفاته، في أعقاب عملية تحديد هوية أجراها مسؤولون طبيون ومن الحاخامية العسكرية، ومعهد أبو كبير للطب الشرعي، والشرطة الإسرائيلية.
في عملية مشتركة للجيش والشاباك، تم إعادة رفات تسرفاتي إلى إسرائيل لدفنها صباح الجمعة.