تقرير: المرشد الإيراني خامنئي أمر بشن هجوم انتقامي على مواقع عسكرية إسرائيلية
نيويورك تايمز تقول إن القرار اتخذ بعد إحاطة حول مدى الضرر الناجم عن الضربة الانتقامية الإسرائيلية؛ تقرير منفصل يزعم أن الميليشيات العراقية ستطلق طائرات مسيّرة وصواريخ نيابة عن طهران
أمر المرشد الأعلى الإيراني مسؤوليه العسكريين بالتحضير لهجوم انتقامي ضد إسرائيل، حسبما ذكر تقرير يوم الخميس، في حين حذر مسؤولون إيرانيون من رد “قاس” و”لن يكون ممكنا تصوره” على الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية إيرانية في وقت سابق من هذا الشهر.
وذكر تقرير صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين إيرانيين أن رد طهران لن يأتي قبل الانتخالات الأمريكية في الخامس من نوفمبر، على الرغم من نقل وسائل إخبارية أخرى عن مصادر قولها إن رد إيران قد يأتي قبل ذلك.
وهدد القادة الإيرانيون بالانتقام بعد هجوم القوات الجوية الإسرائيلية على أنظمة دفاع جوي ومواقع رادار في أنحاء إيران في 26 أكتوبر ردًا على هجوم صاروخي باليستي إيراني ضخم على إسرائيل في الأول من أكتوبر. لكن يعتقد حتى الآن أن إيران تسعى إلى تجنب التصعيد أو الاشتباكات الإضافية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن ثلاثة مسؤولين مطلعين على خطط طهران إن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر المجلس الأعلى للأمن القومي بإعداد خطط يوم الاثنين بعد إطلاعه على حجم الأضرار الناجمة عن الضربات الإسرائيلية.
وزعمت إيران أن الغارات الجوية لم تتسبب إلا في أضرار طفيفة، في حين أقرت بمقتل أربعة جنود. وتؤكد إسرائيل أن غاراتها دمرت بنجاح الدفاعات الجوية الإيرانية وقدرات إنتاج الصواريخ.
وبحسب الصحيفة، شعر خامنئي أن عدد القتلى وحجم الهجوم الإسرائيلي يتطلب الرد لتجنب مظهر الاعتراف بالهزيمة.
وأشار التقرير إلى أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين يعدون قوائم محتملة للأهداف العسكرية الإسرائيلية.
وذكر تقرير منفصل في موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي أن المخابرات الإسرائيلية تستعد لهجوم في الأيام المقبلة يشمل عددًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي قد تطلقها جماعات مدعومة من إيران في العراق.
وأضاف التقرير أن تنفيذ الهجوم عبر الميليشيات الموالية لإيران في العراق قد يكون محاولة من طهران لتجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في إيران.
وذكر موقع أكسيوس وشبكة “سي إن إن” الأربعاء نقلا عن مصدر مطلع على خطط إيران أنها قد تشن الضربة الانتقامية قبل الانتخابات الأمريكية في الخامس من نوفمبر.
لكن مصادر تحدثت إلى صحيفة نيويورك تايمز قالت إن إيران ستؤجل الهجوم إلى ما بعد الانتخابات، خوفا من أن تؤدي التوترات المتزايدة إلى تعزيز فرص فوز الرئيس السابق دونالد ترامب على الديمقراطية كامالا هاريس.
وفي حديثه يوم الخميس في نهاية دورة تدريبية في قاعدة عسكرية بالقرب من متسبيه رامون، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت نقاط حساسة في إيران وتركتها بدون مظلة دفاع جوي.
وأضاف أن “كلمات قادة النظام في إيران المتهورة لا يمكن أن تخفي حقيقة أن إسرائيل تتمتع اليوم بحرية حركة أكبر في إيران مقارنة بأي وقت مضى. ونحن قادرون على الوصول إلى أي مكان في إيران حسب الحاجة”.
وزعمت إيران أنها أحبطت الهجوم الإسرائيلي إلى حد كبير وأن دفاعاتها الجوية صمدت في وجه التهديد.
وأشاد محمد محمدي كلبيكاني مدير مكتب المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي يوم الخميس بأداء الدفاع الجوي الايراني الذي “منع دخول مقاتلات النظام الصهيوني الأراضي” الايرانية، مؤكدا أن الخسائر التي خلفتها الضربات “محدودة”.
بحسب ما نقلت عنه وكالة تسنيم للانباء إن “ما قام به النظام الصهيوني أخيرا عبر مهاجمة أجزاء من بلادنا كان خطوة يائسة، سترد عليها الجمهورية الإسلامية في ايران ردا قاسيا”.
والخميس أيضا، حذر قائد الحرس الثوري الايراني حسين سلامي من أن الرد المقبل على إسرائيل “لن يكون ممكنا تصوره”.
وقال سلامي بحسب وكالة تسنيم إن “اسرائيل بلغت مرحلة الانهيار، وهي تتصرف راهنا في شكل أعمى من دون أن تحترم اي قاعدة وترتكب كل أنواع الجرائم”.
ردود متكررة
أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس عن إنشاء هيئات جديدة في مديرية الاستخبارات وسلاح الجو من شأنها تمكين “العمليات المتكررة” في إيران، مهددا بشن المزيد من الهجمات الانتقامية في حال ردت إيران.
وقال الجيش إنه تم إنشاء قسم جديد لشؤون إيران في قسم الأبحاث التابع لمديرية الاستخبارات، وتم إنشاء ما يسمى بقسم “العمق” في قسم الاستخبارات في القوات الجوية.
وأشار إلى أن القوات الجوية نفذت عدة تدريبات استعدادا للضربات في إيران في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 100 طائرة تابعة لسلاح الجو شاركت في الضربات على إيران في 19 أكتوبر، مضيفا أن الضربات دمرت أنظمة الدفاع الجوي “الاستراتيجية” بعيدة المدى الإيرانية ووجهت ضربة لقدرة إيران على تصنيع الصواريخ الباليستية.
وقال الجيش إن الضربات على الدفاعات الجوية “فتحت حرية العمل الجوي” في إيران، وإن الضربات على مواقع تصنيع الصواريخ “أزالت تهديدًا فوريًا ومستقبليًا لدولة إسرائيل”.
وقال نتنياهو في كلمة ألقاها في حفل تخريج ضباط إن أهم أهداف الجيش في إيران يبقى منع البلاد من الحصول على أسلحة نووية.
وقال: “لم أزل ولم نزل ولن نزيل أعيننا عن هذا الهدف ولأسباب واضحة لا أستطيع تفصيل خططنا لتحقيق هذا الهدف الأسمى”.