تقرير المحامي والمستشار روبرت مولر لا يضع كوشنر في مأزق – على الأقل حاليا
في حين أن المحامي والمستشار الخاص لن يوصي بأي مزيد من لوائح الاتهام، فقد يكون قد أحال بعض الحالات إلى مدعين فدراليين آخرين

واشنطن – بعد أن أنهى المحامي والمستشار الخاص روبرت مولر تقريره النهائي عن التواطؤ المحتمل بين حملة ترامب وروسيا، يبدو أن جاريد كوشنر لم يعد في مأزق – على الأقل حتى الآن.
بعد ظهر يوم الجمعة، قدم مولر تحقيقه الكامل والمواد الداعمة إلى النائب العام ويليام بار. لم يتضح بعد ما إذا كانت أي مضامين من هذا المستند ستصبح علنية. وقال بار للكونغرس إنه قد يقدم ملخصا “لاستنتاجاته الأساسية” ربما في نهاية هذا الأسبوع، ما أدى إلى نشوب عراك يطالب بإصدار التقرير بالكامل.
اعتبارا من الآن، لا أحد سوى كبار المسؤولين في وزارة العدل يعرف نتائج مولر. النتيجة النهائية المعروفة الوحيدة هي أنه لن يوصي بأي لوائح اتهام أخرى.
وهذا يخرج البعض في الدائرة الداخلية للرئيس ترامب من مأزق، وعلى الأخص كوشنر، صهر الرئيس وكبير مستشاريه، بالإضافة إلى ابن الرئيس الأكبر، دونالد جونيور.
حضر كلاهما الاجتماع في برج ترامب الشهير في يونيو 2016 للتحدث مع المحامية الروسية ناتاليا فيسلنتسكاي لسماع معلومات ضارة حول منافسة ترامب آنذاك، هيلاري كلينتون. تم الكشف عن الإجتماع من خلال رسائل البريد الإلكتروني التابع لدونالد جونيور. “إذا كان هذا ما تقوله، فأنا أحب ذلك”، كتب إلى مسؤول الدعاية البريطاني روب غولدستون، الذي قام بتنظيم اللقاء. تتمتع فيسلنتسكاي بروابط قوية في الكرملين.

خلال انتقال ترامب إلى منصبه، تواصل كوشنر مع سفير روسيا في الولايات المتحدة آنذاك سيرغي كيسلياك لإنشاء قناة اتصالات سرية عبر السفارة الروسية. في نفس الوقت تقريبا، التقى سيرجي غوركوف، وهو ضابط تجسس روسي يدير بنكا روسيا مملوكا للحكومة كانت إدارة أوباما قد فرضت عليه عقوبات. قال كوشنر إن موضوع العقوبات لم يطرح أبدا.
لكن على الرغم من أن كوشنر لن يواجه أي اتهام من قبل المحامي والمستشار الخاص، إلا أن ذلك لا يعني أنه تمت تبرئته تماما. من المحتمل أن مولر لا يوجه اتهامات ضد بعض الأفراد المتورطين في التحقيق، ولكنه بدلا من ذلك يوصى بأن يواصل المدعون العامون النظر في قضيتهم.
خلال تحقيقه في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 واحتمال عرقلة ترامب للعدالة، سعى مولر إلى توجيه تهم جنائية ضد 34 شخصًا.

تمت إحالة العديد من الحالات في هذا التحقيق الشامل الذي استغرق عامين لاستكماله إلى النيابة الفيدرالية في جميع أنحاء البلاد. يجري التحقيق في ثلاثة قضايا على الأقل من قِبل المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية في نيويورك.
هناك أيضا تحقيقات جارية في الكونغرس، بما في ذلك من خلال لجان الرقابة في مجلس النواب، القضاء، والشؤون الخارجية، الخدمات المالية، وكذلك لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
وفي الوقت نفسه، ينتظر الجمهور الأمريكي بشغف معرفة ما الذي سيكشفه تقرير مولر عن الرئيس. من المحتمل أن مولر لن يوصي بتوجيه تهم ضد ترامب لأن سياسة وزارة العدل الحالية هي أن الرئيس الحالي لا يمكن توجيه الاتهام إليه (على الرغم من أن هذا الخلاف هو مصدر جدل بين خبراء الدستور والقانون).
ستتحرك دراما مولر حتما إلى مؤتمر الشؤون العامة للسياسة الأمريكية الإسرائيلية لعام 2019 (إيباك)، الذي من المقرر أن يبدأ يوم الأحد.

سيتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يخضع أيضا لتحقيقات متعددة حول مخالفات قام بها ويخوض حملة إنتخابية صعبة في إسرائيل، أمام المؤتمر وسيلتقي مع ترامب مرتين على مدار يومين.
في أحد اجتماعاتهم، قد يوقع الرئيس إعلانا رسميا لتغريدته ترامب يوم الجمعة التي إعترف فيها بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وهي خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لدعم محاولة إعادة انتخاب نتنياهو.
في حين أن كلا رؤساء الدولتين واجها سحابة مظلمة من التحقيقات فوق قيادتهما خلال السنوات القليلة الماضية، هناك فرق واضح واحد بين نظامي العدالة الأمريكي والإسرائيلي: في حين لا يمكن توجيه الاتهام إلى ترامب، يمكن توجيهه ضد نتنياهو.
في الواقع، أعلن المدعي العام أفيحاي ماندلبليت، الذي كُلف بمهمة قيادة التحقيقات ضد نتنياهو، في فبراير أنه سيتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بانتظار جلسة الاستماع.