إسرائيل في حالة حرب - اليوم 365

بحث

تقرير: القوات الإسرائيلية تدخل أنفاق حزب الله بينما تستعد لتوغل بري في لبنان

يشير تقرير صحيفة وول ستريت جورنال إلى قيام جنود بتوغلات صغيرة عبر الحدود بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لشن هجوم أوسع نطاقا

جندي إسرائيلي داخل نفق لحزب الله يمتد من لبنان إلى إسرائيل، على الحدود بين إسرائيل ولبنان في شمال إسرائيل، 29 مايو 2019. (Basel Awidat/Flash90)
جندي إسرائيلي داخل نفق لحزب الله يمتد من لبنان إلى إسرائيل، على الحدود بين إسرائيل ولبنان في شمال إسرائيل، 29 مايو 2019. (Basel Awidat/Flash90)

دخلت قوات إسرائيلية أنفاقا حفرها حزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل كجزء من توغلات صغيرة النطاق في جنوب لبنان، بينما تستعد لهجوم بري محتمل، بحسب تقرير في صحيفة أميركية يوم الاثنين.

وأشارت تقارير صحفية أجنبية في الأيام الأخيرة إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي نفذوا مداهمات محدودة عبر الحدود لجمع المعلومات أو إلحاق الضرر بقدرات حزب الله على مهاجمة إسرائيل.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الاثنين، شملت المهام، التي وصفت بأنها “مستهدفة”، دخول قوات خاصة إلى شبكة من الجحور تحت الأرض التي يُعتقد على نطاق واسع أن حزب الله حفرها بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل إسرائيل عن لبنان.

وذكر التقرير، الذي نقل عن مصادر مطلعة على الأمر لم يسمها، أن المداهمات جرت خلال الأشهر الماضية، وكذلك في الآونة الأخيرة، حيث قامت القوات “بالتحقيق” وجمع المعلومات الاستخباراتية، مع تكثيف النشاط قبل هجوم بري محتمل.

وصعدت إسرائيل من قتالها ضد حزب الله في الأسابيع الأخيرة في سعيها لدفع المجموعة بعيدا عن الحدود ووقف ما يقارب من عام من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على شمال إسرائيل والتي خلفت عددا من البلدات الإسرائيلية مدمرة وخالية من السكان.

وتضمن هذا الضغط غارات جوية مكثفة على قيادة حزب الله، بما في ذلك ضربة يوم الجمعة قتلت زعيمه حسن نصر الله، وهجمات على مخازن أسلحة وقاذفات صواريخ وإجراءات أكثر سرية، مثل انفجار أجهزة اتصالات قتلت العشرات من أعضاء الحزب المدعوم من إيران، لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عنه.

وبحسب “وول ستريت جورنال”، فقد يبدأ التوغل العسكري الأوسع نطاقا هذا الأسبوع، مما سيؤدي إلى تصعيد القتال بشكل حاد، رغم أن البعض فسر تهديدات إسرائيل المتزايدة حول إمكانية اندلاع حرب برية على أنها جزء من حملة تهدف إلى الضغط على حزب الله الضعيف للانسحاب كجزء من اتفاق وقف إطلاق نار.

عمال الإنقاذ يحفرون بين الأنقاض بعد غارة إسرائيلية على قرية عين الدلب في جنوب لبنان في 30 سبتمبر 2024. (Mahmoud ZAYYAT / AFP)

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن توقيت الهجوم قد يتغير، في ظل الضغوط الشديدة التي تتعرض لها إسرائيل من جانب الولايات المتحدة للتراجع.

ومع تصعيد هذا الشهر، الذي شهد غارات جوية إسرائيلية مكثفة على الحركة أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص في لبنان، أعربت الولايات المتحدة مرارا عن معارضتها لأي هجوم بري للجيش الإسرائيلي لاستهداف حزب الله، داعية بدلا من ذلك إلى حل دبلوماسي.

وفي كلمة له أمام قوات من لواء المشاة والمدرعات في شمال إسرائيل يوم الاثنين، ألمح وزير الدفاع يوآف غالانت إلى أن الجيش يستعد لشن هجوم بري ضد حزب الله في لبنان.

وأضاف غالانت: “القضاء على نصر الله خطوة مهمة للغاية، لكنها ليست كل شيء. سنستخدم كل الإمكانات التي لدينا. أنتم جزء من هذا الجهد”.

وزير الدفاع يوآف غالانت يتحدث إلى الجنود في شمال إسرائيل، 30 سبتمبر، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أكثر وضوحا في تعليقاته الأسبوع الماضي، عندما قال للجنود إن الجيش يستعد لإرسال قوات إلى لبنان.

وأضاف أن القوات “ستدخل أراضي العدو، وتدخل القرى التي أعدها حزب الله كنقاط عسكرية كبيرة، مع البنية التحتية تحت الأرض، ونقاط التجمع، ومنصات الإطلاق إلى أراضينا [التي ينوي حزب الله أن يطلق منها] هجمات على المدنيين الإسرائيليين”.

وقال نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم، في أول خطاب علني له منذ أن اغتالت إسرائيل الأمين العام حسن نصر الله في نهاية الأسبوع الماضي، إن الحزب مستعد لمواجهة أي هجوم بري إسرائيلي للبنان.

وقال قاسم: “سنواجه أي احتمال إذا قرر (الجيش) الإسرائيلي أن يدخل بريا فالقوات.. قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري”.

وقال مسؤولان أميركيان لشبكة “إيه بي سي” الإخبارية يوم السبت إن إسرائيل على ما يبدو لم تقرر بعد ما إذا كانت ستطلق عملية برية شاملة في لبنان، ولكن من المرجح أن تكون محدودة النطاق إذا فعلت ذلك.

وبحسب التقرير، يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه بالإضافة إلى الغارات الجوية والاغتيالات، سيتطلب السماح للسكان بالعودة إلى ديارهم أيضا الإضرار بقيادة وسيطرة حزب الله، وتدمير قدراته في منطقة الحدود، وإزالة تهديد غزو قوة الرضوان النخبة للبلاد.

ويعتقد أن حزب الله يمتلك شبكة أنفاق تمتد لمئات الكيلومترات، بحسب ما قال الخبير تال بيري لصحيفة تايمز أوف إسرائيل في يناير.

جنود امام مدخل نفق في الطرف الإسرائيلي من الحدود مع لبنان، 3 يونيو 2019 (Jack Guez/AFP)

وفي أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019، شنت إسرائيل عملية لتدمير سلسلة من الأنفاق قالت إنها اكتشفتها تمتد من قرى لبنانية إلى داخل إسرائيل. ومن بينها نفق به كهرباء ونظام سكك حديدية لنقل المعدات والقمامة وسلالم للخروج، حسبما قال الجيش في ذلك الوقت.

وقد وقعت عدة مواجهات برية عبر الحدود منذ بدأت القوات بقيادة حزب الله بمهاجمة البلدات والمواقع العسكرية في شمال إسرائيل في الثامن من أكتوبر، بزعم دعم حماس خلال الحرب في غزة.

وفي إبريل، أصيب أربعة جنود إسرائيليين في انفجار وقع أثناء عمليات داخل الأراضي اللبنانية. وقال الجيش في ذلك الوقت إن الحادث وقع أثناء “نشاط عملياتي” قامت به قوات من وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني ووحدة الهندسة القتالية النخبوية “ياهالوم”، على الجانب اللبناني من الحدود، على بعد مئات الأمتار من السياج الإسرائيلي.

وفي يوم الجمعة، قبل الغارة على بيروت التي قتلت نصر الله، قال الجيش إنه لديه “ثقة كبيرة” في قدرته على تنفيذ مناورة برية، بعد الخبرة التي اكتسبتها القوات خلال الأشهر الـ11 الماضية من القتال في قطاع غزة.

الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات حفر في الأرض جنوب الحدود اللبنانية في محاولة للكشف عن أنفاق هجومية لمنظمة حزب الله يقول إنها تمتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، 5 ديسمبر، 2018. (Israel Defense Forces)

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه تم التخطيط لهجوم بري في لبنان بشكل كامل، وأن قواته تتدرب على ذلك الهجوم حتى في الوقت الذي يستمر فيه القتال على عدة جبهات.

وتشمل الخطط عمليات في مناطق قريبة من الحدود وكذلك في عمق لبنان، بحسب الجيش. ولكن قال مسؤولون إن الجيش يهدف إلى أن تكون العملية البرية قصيرة قدر الإمكان.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه بمجرد انتهاء القتال، سيحتاج إلى فرض أي اتفاق لوقف إطلاق النار بقوة النيران ومنع حزب الله من إعادة تأسيس نفسه بالقرب من بلدات الحدود الإسرائيلية.

وفي يوم الجمعة أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استكمل تعبئة لواءين احتياطيين – لواء عتصيوني ولواء ألون – اللذين تم إرسالهما إلى شمال إسرائيل لتعزيز القوات هناك، في ظل احتمال شن هجوم بري.

ساهم إيمانويل فابيان ووكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن