إسرائيل في حالة حرب - اليوم 369

بحث

تقرير: السنوار يعتبر عدد القتلى المدنيين المرتفع في غزة “تضحية ضرورية”

تقرير وول ستريت جورنال ينشر تفاصيل رسائل إلى المحاورين يمجّد فيها قائد حماس في غزة مقتل الفلسطينيين باعتباره يساعد في زيادة الضغط على إسرائيل

زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار خلال مسيرة بمناسبة يوم القدس، في مدينة غزة، 14 أبريل، 2023. (Mohammed Abed / AFP)
زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار خلال مسيرة بمناسبة يوم القدس، في مدينة غزة، 14 أبريل، 2023. (Mohammed Abed / AFP)

أصر زعيم حركة حماس يحيى السنوار على أن دماء المدنيين في غزة هو تضحية ضرورية ستؤدي إلى تحرير فلسطين، وفقا لتقرير نشر في وقت متأخر من يوم الاثنين، مما يعزز الاتهامات بأن الحركة تعمدت تعريض سكان غزة للأذى خلال ثمانية أشهر الحرب المدمرة في غزة.

وفي عشرات الرسائل التي تم إرسالها على مدى عدة أشهر وحصلت عليها صحيفة “وول ستريت جورنال”، أبلغ السنوار رفاقه في حركة حماس والوسطاء على حد سواء أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل ليس في مصلحته، لأنه يعتقد أن عدد القتلى المتزايد بين المدنيين سيفيد حماس أكثر من وقف القتال.

وتقول السلطات الصحية التابعة لحركة حماس في غزة أن أكثر من 37 ألف شخص قتلوا على يد إسرائيل منذ اندلاع الحرب في اعقاب هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر. وقد أدت هذه الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل والتي تشمل المقاتلين والمدنيين، إلى تصعيد المشاعر المعادية لإسرائيل في العالم بالإضافة إلى دعم إقامة الدولة الفلسطينية.

وقارنت إحدى الرسائل التي يقال إن السنوار أرسلها إلى قيادة حماس في الدوحة الخسائر المدنية في غزة بالخسائر المدنية في حرب الاستقلال الجزائرية، حيث قال ببساطة إن “هذه تضحيات ضرورية”.

وشهدت حرب الاستقلال الجزائرية في الفترة من 1954 إلى 1962 فظائع وحشية، ويقدر المؤرخون الجزائريون عدد القتلى بنحو 1.5 مليون جزائري بينما يقول المؤرخون الفرنسيون إن الحصيلة كانت حوالي 400 ألف شخص من الجانبين.

وأشارت رسائل أخرى أُرسلت إلى قادة حماس المنفيين في قطر إلى أن عدم تعاطف السنوار امتد إلى ما هو أبعد من الخسائر في صفوف المدنيين ليشمل قيادة حماس نفسها.

وفي حديث مع زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية، بعد مقتل ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده في غارة جوية شمال غزة، أخبره السنوار أن مقتلهم، إلى جانب مقتل سكان غزة الآخرين، “سيبث الحياة في شرايين هذه الأمة، وسيدفعها إلى الارتقاء إلى مجدها وشرفها”.

فلسطينيون ينتظرون شاحنات المساعدات في وسط قطاع غزة، 19 مايو، 2024. (Abdel Kareem Hana/AP)

وواجهت إسرائيل انتقادات دولية شديدة بسبب الخسائر البشرية المرتفعة في صفوف المدنيين في غزة. وهنا كتساؤلات عما إذا كانت تفعل ما يكفي لحماية الضعفاء في القطاع الذي مزقته الحرب.

وتنفي اسرائيل بشدة هذه الاتهامات، قائلة إنها تتخذ إجراءات غير مسبوقة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وأن نسبة القتلى المقاتلين مقارنة بالمدنيين منخفضة نسبيا، حتى وفقا للأرقام التي لم يتم التحقق منها الصادرة عن السلطات التي تديرها حماس.

واتهمت إسرائيل حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية وزرع المقاتلين في مواقع مدنية محمية مثل المستشفيات والملاجئ على أمل أن يؤدي ذلك إلى حمايتهم أو إلى ضربات مميتة من شأنها الإضرار بمكانة إسرائيل الدولية.

وتقول إسرائيل إنها قتلت ما لا يقل عن 15 ألف مقاتل من حركة حماس داخل غزة، بالإضافة إلى 1000 آخرين داخل إسرائيل في هجوم 7 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، واختطاف 251 كرهائن.

وأفاد التقرير أن السنوار عارض في الرسائل وقف القتال ضمن اتفاق وقف إطلاق نار، وقال أن الاستمرار في السماح بقصف غزة سيحقق إنجازات أكبر.

وبعد شهرين من الحرب في أوائل ديسمبر، عندما كان عدد القتلى في غزة لا يزال أقل من 20 ألف شخص، ورد أن السنوار سمع عن اجتماعات تعقدها القيادة السياسية للحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى لمناقشة الخطط لغزة ما بعد الحرب.

زعيم حماس إسماعيل هنية (الثالث من اليمين)، والمسؤول البارز خالد مشعل (الثاني من اليمين)، يجتمعان مع ناصر القدوة (الثاني من اليسار) وسمير المشهراوي (الثالث من اليسار) من حركة فتح في قطر، 22 نوفمبر، 2023. (Courtesy)

وأصر السنوار في رسالة على أن الحركة لديها القدرة على “مواصلة القتال لأشهر”، وانتقد الاجتماعات ووصفها بأنها “مخزية وشائنة”.

وقال: “طالما أن المقاتلين ما زالوا صامدين ولم نخسر الحرب، فيجب إنهاء هذه الاتصالات على الفور”.

ثم في فبراير، عندما بدأت إسرائيل الاستعدادات لدخول رفح من أجل القضاء على كتائب حماس الأربع المتبقية، قام الوسطاء بمحاولة أخيرة للتوصل إلى هدنة مؤقتة خلال شهر رمضان المبارك.

فلسطينيون ينتظرون أداء صلاة صباحية خاص بمناسبة عيد الفطر، خارج مسجد مدمر في رفح، جنوب قطاع غزة، في 10 أبريل، 2024. (AFP)

لكن الجهود باءت بالفشل، وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن هذا يرجع في جزء كبير منه إلى السنوار، الذي ضغط على قادة حماس في قطر لعدم الموافقة على أي توقف مؤقت للقتال.

وأضاف أنه كلما ارتفع عدد القتلى المدنيين، كلما زاد الضغط على إسرائيل.

وعلنا، زعمت القيادة السياسية لحماس أنها تسعى لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بأسرى فلسطينيين، لكنها رفضت الموافقة على أي اقتراح لا يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإنهاء القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات لغزة.

ورحبت حماس يوم الاثنين بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي يؤيد الاقتراح الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن، لكنها لم تقبل العرض بعد.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أثناء زيارته لإسرائيل إن بيان حماس هو “علامة أمل”، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى موافقة قيادة حماس داخل غزة المحاصرة. “هذا هو المهم، وهذا ما لم يحدث بعد”.

وينص الاتفاق، الذي طرحته إسرائيل الشهر الماضي وقدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، على ثلاث مراحل من المفاوضات، تبدأ بهدنة مدتها ستة أسابيع يتم خلالها إطلاق سراح الرهائن المتبقين من النساء والمسنين والمرضى.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن السنوار قوله للوسطاء العرب في الأسبوع الماضي إن حماس لن تتنازل عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار، ولن توافق على نزع سلاحها كجزء من أي اتفاق.

ونُقل عنه قوله: “حماس لن تسلم أسلحتها أو توقع على اقتراح يطلب ذلك”.

اقرأ المزيد عن