إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

تقرير: السعوديون يعلقون محادثات التطبيع مع إسرائيل بسبب القضية الفلسطينية

بحسب موقع إخباري سعودي فإن رفض حكومة نتنياهو المتشددة تقديم أي تنازلات للفلسطينيين هو السبب الرئيسي وراء قرار الرياض في الانسحاب؛ إسرائيل "في حيرة من أمرها" بحسب التقرير

من الأرشيف: بنيامين نتنياهو (في الصورة من اليمين) خلال اجتماع لحزب الليكود في الكنيست بالقدس في 13 ديسمبر، 2021؛ وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (في الصورة من اليسار) يتحدث خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، السعودية، 14 ديسمبر، 2022. (Yonatan Sindel/Flash90; Bandar Aljaloud/Saudi Royal Palace via AP)
من الأرشيف: بنيامين نتنياهو (في الصورة من اليمين) خلال اجتماع لحزب الليكود في الكنيست بالقدس في 13 ديسمبر، 2021؛ وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (في الصورة من اليسار) يتحدث خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، السعودية، 14 ديسمبر، 2022. (Yonatan Sindel/Flash90; Bandar Aljaloud/Saudi Royal Palace via AP)

أفاد تقرير أن المملكة العربية السعودية أبلغت إدارة بايدن بأنها ستجمد محادثات التطبيع غير المباشرة التي تتم بوساطة أمريكية مع إسرائيل لأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة غير مستعدة لتقديم أي تنازلات للفلسطينيين.

بحسب التقرير الذي نشرته موقع “إيلاف” السعودي يوم الأحد، نقلا عن مسؤولين في مكتب نتنياهو، أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل بالموقف السعودي.

وقال التقرير إن إسرائيل “في حيرة من أمرها” جراء الخطوة، حيث أنها ظنت أن السعوديين كانوا على استعداد للمضي قدما في علاقات التطبيع دون ربطها بتحقيق تقدم في القضية الفلسطينية.

وسلط التقرير الذي أعده مراسل الموقع اللندني في إسرائيل الضوء على إصرار الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير على ألا تقدم إسرائيل أي تنازلات للفلسطينيين، مضيفا أنه بدون إحراز تقدم مع رام الله، لن يكون هناك تقدم مع الرياض.

في الشهر الماضي، أشار نتنياهو إلى أنه منفتح على تقديم لفتات تجاه الفلسطينيين إذا كان اتفاق التطبيع مع السعودية يعتمد على ذلك، وألمح إلى أنه لن يسمح لأعضاء الائتلاف بعرقلة الاتفاق.

وقال نتنياهو في مقابلة أجراها معه موقع “بلومبرغ نيوز”: “هل أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى [اتفاق]، وهل أعتقد أن المسائل السياسية ستمنع ذلك؟ أشك في ذلك. إذا كانت هناك نية سياسية، ستكون هناك طريقة سياسية لتحقيق التطبيع وسلام رسمي بين إسرائيل والسعودية”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلقي خطابا في مكتب رئيس الوزراء، 13 سبتمبر، 2023. (Haim Zach/GPO)

وأضاف: “أعتقد أن هناك مساحة كافية لمناقشة الاحتمالات”.

وتماشت تصريحات نتنياهو مع ما قاله وزير خارجيته إيلي كوهين في اليوم السابق في مقابلة أجرها معه موقع “إيلاف”، والذي يُنظر إليه على أنه قناة للرسائل العامة بين اسرائيل والرياض.

وقال كوهين إن “القضية الفلسطينية لن تكون عائقا أمام تحقيق السلام”.

وأضاف: “أثبتنا ذلك أيضا في اتفاقيات أبراهام. ولدينا جميعا مصلحة في تحسين الحياة في مناطق السلطة الفلسطينية”.

لكن شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين في الائتلاف استبعدوا أي تسوية مع الفلسطينيين.

وقال سموتريتش، الذي يترأس حزب “الصهيونية المتدينة” اليميني المتطرف لإذاعة الجيش في الشهر الماضي: “لن نقدم أي تنازلات للفلسطينيين. هذا خيال”.

وأضاف سموتريتش إنه في حين أن إسرائيل معنية بالاتفاق الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة مع الرياض، إلا أنه “لا علاقة لذلك بيهودا والسامرة”، مشيرا إلى الضفة الغربية بأسمها التوراتي.

وزير المالية بتسلئيل سموتريش يلقي كلمة خلال مظاهرة لدعم خطة الحكومة لإصلاح القضاء من أمام المحكمة العليا في القدس، في 7 سبتمبر، 2023. (Arie Leib Abrams/Flash90)

إلا أن السعوديين في الأسابيع الأخيرة كثفوا من تواصلهم مع الفلسطينيين.

ستشارك السعودية في استضافة حدث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع يركز على تجديد عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، حسبما قال ثلاثة دبلوماسيين من الأمم المتحدة لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الخميس.

وقال أحد الدبلوماسيين إن الحدث الذي يحمل عنوان “جهود يوم السلام من أجل السلام في الشرق الأوسط” سيعقد يوم الاثنين وتنظمه السعودية إلى جانب الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مصر والأردن. وسيكون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المتحدث الرئيسي.

وأضاف الدبلوماسي الأممي أنه لم تتم دعوة البعثتين الإسرائيلية والفلسطينية إلى الحدث، موضحا أن الحدث يركز على جمع الجهات الدولية المعنية بالمسألة من أجل “إعادة تنشيط” عملية السلام.

وقد رفضت الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو تقبل فكرة إجراء محادثات سلام مع السلطة الفلسطينية، وبدلا من ذلك تحركت لتوسيع التواجد الإسرائيلي بشكل جذري في الضفة الغربية. وتدعم السلطة الفلسطينية حل الدولتين، لكن تشوب قيادتها اتهامات بالفساد، وقد تعرض الرئيس محمود عباس لانتقادات شديدة الأسبوع الماضي بسبب خطاب استخدم فيه مجموعة من المزاعم المعادية للسامية.

وسيتواجد كل من نتنياهو وعباس في الأمم المتحدة هذا الأسبوع.

قبل أسبوعين، استضافت الرياض وفدا من السلطة الفلسطينية لمناقشة كيفية الاستفادة من اتفاق التطبيع للدفع بالقضية الفلسطينية قدما.

وأكد القادة السعوديون للوفد الزائر أن الرياض “لن تتخلى” عن القضية الفلسطينية، حتى عندما تناقش تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسبما قال مسؤولان أمريكي وعربي لتايمز أوف إسرائيل في الأسبوع الماضي.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (من اليسار) يلتقي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة الساحلية السعودية، 19 أبريل، 2023. (Wafa)

وقال المسؤولان الأمريكي والعربي إن الرسالة تم تمريرها في اجتماعات متعددة بين وفد السلطة الفلسطينية وكبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الخارجية فيصل بن فرحان.

في الشهر الماضي، بدأ سفير السعودية لدى الأردن العمل كأول سفير غير مقيم للرياض لدى الفلسطينيين وكذلك أول قنصل عام غير مقيم في القدس.

وأوضح المسؤول العربي أن الرياض أوضحت لرام الله أنها مستعدة للتخلي عن موقفها العلني الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في غياب حل الدولتين الفعلي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وأن السلطة الفلسطينية تقبلت هذا التطور، وبالتالي تطالب باتخاذ تدابير لا ترقى إلى مستوى إقامة دولة بشكل فوري.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد.

اقرأ المزيد عن