تقرير: السعودية تنهي حظرها وترسل 60 مليون دولار للسلطة الفلسطينية
فيما يبدو أنه تحسن للعلاقات، ستقدم المملكة الأموال إلى رام الله التي تعاني من ضائقة مالية على أربع دفعات شهرية، في اتفاق تم التوصل إليه خلال زيارة عباس إلى الرياض
وعدت المملكة السعودية بتقديم عشرات الملايين من الدولارات للسلطة الفلسطينية التي تعاني من صعوبات مالية، وإعادة فتح قناة تمويل تم إغلاقها منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وفقًا لتقرير صدر يوم الاثنين نقلا عن مسؤولين ودبلوماسيين مطلعين على التطورات.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إنها ستحول شهريا مبلغا ماليا لـ”الإخوة في فلسطين” للمساعدة في تحسين “الوضع الإنساني في قطاع غزة والمناطق المحيطة به”، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
ولم توضح الوزارة حجم المبلغ الذي سيتم إرساله أو من سيتسلم الأموال.
وقال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية لصحيفة نيويورك تايمز إن المبلغ الإجمالي الذي سيتم دفعه سيبلغ 60 مليون دولار في أربع دفعات، ومن المتوقع أن يتم تسليم الدفعة الأولى خلال أيام. وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن الأموال سوف تستخدم لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية.
وأكد أربعة مسؤولين فلسطينيين آخرين وأربعة دبلوماسيين أن الدعم السعودي سيصل إلى عشرات الملايين من الدولارات. وتحدث الجميع بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
وقال محمود الهباش مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السعوديين تعهدوا بتقديم الأموال خلال زيارة عباس للمملكة في أواخر أغسطس.
وانخفضت المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية بسبب مخاوف من الفساد وعدم فعاليتها، وهي وجهة نظر العديد من الفلسطينيين أنفسهم.
كما تعرضت السلطة الفلسطينية لضغوط إضافية بسبب حجب إسرائيل بعض عائدات الضرائب التي تجمعها نيابة عنها، بحجة مخاوف من أن تذهب هذه الأموال إلى مسلحين فلسطينيين وأسرهم. وفي ظل الحرب في غزة، فرضت إسرائيل قيودا على حركة العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل، مما فاقم مشاكل اقتصاد السلطة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة إن الأموال السعودية لن تكون كافية لدعم السلطة الفلسطينية ماليا، لكنها تشير إلى تحسن العلاقات مع القادة الفلسطينيين وزيادة الدعم لإقامة دولة فلسطينية.
وكان مسؤولون سعوديون قد أشاروا قبل الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل والحرب اللاحقة، إلى أنها سوف تستأنف الدعم المالي المباشر لرام الله، الذي توقف في عام 2016 في ظل مزاعم بالفساد، إذا وافقت السلطة الفلسطينية على تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل وزادت من جهودها لمكافحة الفساد.
وبعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، علقت السعودية إلى حد كبير الخطط المدعومة من الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفقًا لمصادر مطلعة على موقف الرياض في وقت سابق من هذا العام. وفي الشهر الماضي، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مرة أخرى أن التطبيع مع إسرائيل لن يأتي دون إقامة دولة فلسطينية.
ويعتبر هذا الشرط نقطة خلاف رئيسية مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية، والتي رفضت مرارا إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وخاصة بعد هجوم السابع من أكتوبر، قائلة إن القيام بذلك سيكون بمثابة مكافأة للإرهاب.
كما أطلق الأوروبيون والدول العربية والإسلامية مؤخرا مبادرة جديدة من أجل إقامة دولة فلسطينية، والإعداد للمستقبل بعد انتهاء الحرب في غزة.