إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

تقرير: الحملة الأمريكية المتعثرة ضد الحوثيين دفعت ترامب إلى التوصل إلى هدنة

نيويورك تايمز: الرئيس الأمريكي أراد نتائج خلال 30 يوماً، لكن رغم إنفاق مليار دولار، وفقدان عدة طائرات مسيّرة ومقاتلتين، واصل الحوثيون إطلاق النار

لقطة نشرتها القيادة المركزية الأمريكية في 15 مارس 2025 تظهر مقاتلة هجومية أمريكية من طراز "F/A-18 سوبر هورنيت" تقلع من حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس. ترومان" في البحر الأحمر، خلال العمليات ضد الحوثيين في اليمن. (DVIDS / AFP)
لقطة نشرتها القيادة المركزية الأمريكية في 15 مارس 2025 تظهر مقاتلة هجومية أمريكية من طراز "F/A-18 سوبر هورنيت" تقلع من حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس. ترومان" في البحر الأحمر، خلال العمليات ضد الحوثيين في اليمن. (DVIDS / AFP)

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الإثنين أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ عن هدنة مع المتمردين الحوثيين في اليمن، بعد شهرين من حملة قصف مكثفة، جاء نتيجة تعثر العمليات العسكرية، وعدم وجود مؤشرات على اقتراب نهايتها.

وذكر التقرير أنه رغم أن الضربات الأمريكية تسببت ببعض الأضرار، إلا أن الحوثيين نقلوا أصولا مهمة إلى مخابئ تحت الأرض، ما حد من فعالية الهجمات، واستمروا في إطلاق النار على السفن الأمريكية حتى لحظة إعلان الهدنة.

ونقل التقرير عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قولهم أن الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية، اقترح حملة تمتد من 8 إلى 10 أشهر تستهدف الدفاعات الجوية للحوثيين، على أن تتبعها عمليات اغتيال دقيقة، على غرار الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان.

وبينما دعمت السعودية الخطة وقدمت قائمة تضم 12 مسؤولا حوثيا بارزا للاغتيال، أبدت الإمارات حذرا أكبر، بحسب التقرير.

ووافق ترامب في نهاية المطاف على شن ضربات ضد الدفاعات الجوية وقيادات حوثية، لكنه منح الجيش مهلة لا تتجاوز 30 يوماً لتحقيق نتائج، نظرا لنفوره من التورط في حملات عسكرية طويلة في الشرق الأوسط.

وعندما طلب الرئيس تقرير عن التقدم، بعد 31 يوما وإنفاق مليار دولار، كشف التقييم أن الحملة تتجه نحو صراع مكلف نهايته غير محددة.

وأشار مسؤولون استخباراتيون إلى أنه رغم وجود “تدهور طفيف” في قدرات الحوثيين، فإن بإمكانهم استعادتها بسهولة.

صورة من فيديو نشرته البحرية الأمريكية تُظهر انطلاق طائرة من حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” في البحر الأحمر، قبل شن غارات على صنعاء، اليمن، 15 مارس 2025. (US Navy via AP)

وقد أسقط الحوثيون عدة طائرات أمريكية مسيرة عالية التكلفة، وواصلوا إطلاق النار على السفن البحرية، بما فيها حاملة طائرات. وأبدى بعض مخططي البنتاغون قلقهم من أن استنزاف الذخائر الموجهة قد يُضعف قدرات الجيش الأمريكي في مناطق أخرى.

وبحسب التقرير، أسقط الحوثيون 7 طائرات مسيّرة من طراز MQ-9، تبلغ تكلفة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار، واقتربوا من إصابة مقاتلات F-16 وF-35، ما أثار مخاوف من سقوط قتلى أمريكيين.

وفي 28 أبريل، اضطرت حاملة الطائرات “يس إي إي ترومان” للقيام بمناورة حادة لتفادي نيران حوثية، ما ساهم في سقوط طائرة مقاتلة في البحر، وفق عدة مسؤولين. وخلال الأسبوع التالي، أصاب صاروخ حوثي مطار بن غوريون في إسرائيل، وسقطت طائرة F-18 أخرى من الحاملة.

وقال مسؤول أمريكي إن مكالمة فيديو بين وزير الدفاع بيت هيغسيث ومسؤولين سعوديين وإماراتيين أواخر أبريل لم تسفر عن توافق بشأن الخطوات المقبلة.

وذكر التقرير أن مسؤولين أمريكيين وعرب قالوا إن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ناقش اقتراحاً عمانياً بوقف القصف الأمريكي مقابل توقف الحوثيين عن استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.

ولا يشمل الاتفاق وقف استهداف السفن التي يعتبرها الحوثيون مرتبطة بإسرائيل، أو الهجمات المباشرة على إسرائيل، والتي بدأها الحوثيون دعماً لغزة في ظل الحرب المستمرة.

وبحلول 5 مايو، كان ترامب مستعداً لإنهاء الحملة، بحسب أكثر من عشرة مسؤوليين حاليين وسابقين مطلعين على المحادثات في دائرة الرئيس بشأن الأمن القومي. وقد أعلن عن الهدنة مع الحوثيين بعد يومين.

وأطلق الحوثيون ومؤيدوهم وسم “اليمن يهزم أمريكا” على مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب الاتفاق.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث خلال لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني (خارج الصورة) في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، واشنطن، 6 مايو 2025. (Jim Watson / AFP)

وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض لصحيفة “نيويورك تايمز” إن “الرئيس ترامب أنجز وقف إطلاق نار ناجح، في صفقة جديدة جيدة لأمريكا وأمنها”.

وأضافت الصحيفة أن هذه التطورات أظهرت أن بعض أعضاء فريق الأمن القومي الأمريكي قللوا من شأن صمود الحوثيين، وأخطأوا في تقدير استعداد ترامب للانخراط في حرب طويلة بالشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أن ترامب عمل خلال ولايته الأولى على سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان والعراق.

كما أعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين وأسلافه عن قلقهم من أن الحرب ضد الحوثيين قد تستنزف الموارد المخصصة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

قرار ترامب المفاجئ بإنهاء الحملة صدم إسرائيل، التي كانت لا تزال تنفذ ضربات ضد الحوثيين.

وكان الحوثيون — الذين يتبنون شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود” — قد بدأوا استهداف إسرائيل والملاحة البحرية في نوفمبر 2023، بعد شهر من هجوم حماس في 7 أكتوبر .

وتوقف الحوثيون عن إطلاق النار بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس في يناير 2025. وبحلول ذلك الوقت، كانوا قد أطلقوا أكثر من 40 صاروخا باليستيا وعشرات المسيّرات وصواريخ كروز على إسرائيل، بينها هجوم أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين في تل أبيب في يوليو، ما دفع إسرائيل إلى شن أول ضربة في اليمن.

ومنذ استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته ضد حماس في غزة في 18 مارس، أطلق الحوثيون نحو 29 صاروخا باليستيا وما لا يقل عن 10 طائرات مسيّرة على إسرائيل.

وأدت صفارات الإنذار إلى هرع مئات آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ في مختلف الأوقات على مدار اليوم والليل.

اقرأ المزيد عن