إسرائيل في حالة حرب - اليوم 536

بحث

تقرير: الجيش الإسرائيلي انتظر عدة أسابيع قبل قصف مجمع سلامة على أمل أن يزوره محمد الضيف

نشرت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش اعتقد أن قائد الجناح العسكري لحماس كان من المرجح أن ينضم إلى حليفه المقرب في مرحلة ما بسبب مشاكل صحية منعته من البقاء في الانفاق لفترة طويلة

فلسطينيون يتفقدون الحفرة الناجمة عن قصف إسرائيلي استهدف القائد العسكري لحماس محمد الضيف في خان يونس جنوب قطاع غزة، 13 يوليو 2024. (AP Photo/Jehad Alshrafi)
فلسطينيون يتفقدون الحفرة الناجمة عن قصف إسرائيلي استهدف القائد العسكري لحماس محمد الضيف في خان يونس جنوب قطاع غزة، 13 يوليو 2024. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” مساء الأحد نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل كانت تراقب رافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لحماس، لأسابيع قبل قصف موقعه يوم السبت، على أمل أن يظهر القائد العسكري للحركة محمد الضيف هناك.

وتعتقد إسرائيل أن الضيف فعل ذلك يوم السبت، مما أدى إلى الضربة التي تأكد أنها أدت إلى مقتل سلامة، على الرغم من أن مصير الضيف لا يزال مجهولا.

وزعمت حماس أن نحو 90 شخصا قتلوا في الغارة واتهمت إسرائيل بارتكاب “مذبحة مروعة” ضد المدنيين. وقال مسؤولون أمنيون إن العديد من القتلى كانوا من عناصر حماس، وأن الغارة نفذت في منطقة مسيجة تستخدمها المنظمة.

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار للصحيفة إن إسرائيل كانت تراقب المجمع في منطقة المواصي، حيث تمتلك عائلة سلامة فيلا، منذ عدة أشهر. وعلى الرغم من تلقي تأكيدات قبل أسابيع بأن قائد لواء خان يونس كان هناك، فقد تم تأجيل الضربة على أمل أن يخرج الضيف في النهاية من الأنفاق التي يُعتقد أنه يختبئ فيها وينضم إليه هناك، حسبما أفاد التقرير.

وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إن سلامة كان مقربا من الضيف، وبأنه أحد “أقرب المقربين” لزعيم كتائب عز الدين القسام.

هذه العلاقة، إلى جانب معلومات استخباراتية تشير إلى أن الضيف لا يستطيع قضاء وقت طويل تحت الأرض بسبب مشاكل صحية ناجمة عن محاولات الاغتيال الإسرائيلية المتكررة التي باءت بالفشل، دفع الجيش إلى الاعتقاد أنه سينضم في النهاية إلى سلامة في المنطقة الإنسانية في المواصي.

وورد إن سلامة كان موجودا في المجمع لفترات طويلة في الأشهر الأخيرة، برفقة عائلته ونشطاء آخرين من حماس، بينما كانت القوات الإسرائيلية تهاجم معظم معاقله الأخرى في خان يونس. وقال المسؤولون الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم لصحيفة “نيويورك تايمز” إن سلامة كثيرا ما كان يختبئ في الأنفاق، لكنه وجد الشبكة الواسعة خانقة، وهو ما يفسر استعداده لقضاء بعض الوقت فوق الأرض.

يقع المجمع في وسط بستان زيتون يضم مبانٍ منخفضة وحظائر وأغطية بلاستيكية يُزعم أنها كانت تهدف إلى منع الطائرات المسيّرة من جمع المعلومات عنه. ولكن أفاد موقع “والا” الإخباري يوم الاثنين أن إسرائيل تمكنت من جمع معلومات استخباراتية على الرغم من ذلك.

ونقل الموقع عن مسؤولين دفاعيين لم يذكر أسمائهم أن مسؤولي حماس استبعدوا على ما يبدو اشتباه القوات الإسرائيلية في الموقع بسبب انكشافه النسبي، كما استبعدوا أن تقوم إسرائيل بقصفه بسبب قربه من مخيمات النازحين الفلسطينيين.

قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف (يسار) مع قائد لواء خان يونس التابع للحركة رافع سلامة، في صورة غير مؤرخة. (Courtesy)

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ضباط الاستخبارات تلقوا أول إشارة لوصول الضيف إلى المجمع يوم الجمعة، ووافق بعدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطط شن الهجوم. وفي الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي، وبعد أن تلقى الجيش تأكيدات إضافية على وجود الضيف، انطلقت طائرات مقاتلة إلى غزة.

وبعد الغارة، قالت مصادر عسكرية إن عشرات من عناصر حماس كانوا في المنطقة عند استهدافها، بما في ذلك حراس الضيف وسلامة. ولكن أظهرت الصور الصادرة من غزة جثث أطفال ومسنين، يُزعم أنها من موقع الضربة.

وأوضح مسؤولون لصحيفة “نيويورك تايمز” أن إسرائيل كانت تعتقد أن الخطر الذي شكلته الضربة على المدنيين منخفض بسبب وجود الأهداف داخل مجمع لحماس.

ناحون فلسطينيون في منطقة المواصي، 7 ديسمبر 2023. (AP Photo/Fatima Shbair)

ونفت حماس إصابة الضيف، بينما قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن هناك احتمالا كبيرا أن يكون قد قتل، لكن لم يرد أي تأكيد حتى الآن.

ويعتقد الجيش أن المعلومات الاستخباراتية التي أشارت إلى وجود الضيف في الموقع كانت دقيقة للغاية، وأنه إذا قُتل الضيف فستحاول حماس إخفاء الحقيقة لبعض الوقت.

وفي مساء الأحد، اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي بأنه “من المبكر للغاية تلخيص نتائج الهجوم”، واتهم حماس بمحاولة إخفاءها.

وكان الضيف أحد كبار مهندسي هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، عندما تسلل آلاف المسلحين بقيادة حماس الحدود وقتلوا 1200 شخص بينما أخذوا 251 رهينة. وكان أكبر المطلوبين في إسرائيل منذ عام 1995 لتورطه في التخطيط والتنفيذ لعدد كبير من الهجمات، بما في ذلك تفجير حافلات في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وكانت غارة السبت هي المحاولة الثامنة التي تقوم بها إسرائيل لاغتيال القيائد العسكري الغامض، الذي نجا من محاولات متعددة لاغتياله بين عامي 2001-2021. وقد أصيب بجروح خطيرة في اثنتين منها.

وقد يكون الضيف أرفع مسؤول في حماس في قطاع غزة يتم اغتياله على يد إسرائيل وسط الحرب المستمرة، بعد مقتل نائبه مروان عيسى في غارة جوية إسرائيلية في شهر مارس. كما اغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت في يناير.

اقرأ المزيد عن