تقرير: الاستخبارات الأمريكية تقدر أن إسرائيل تدرس توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية هذا العام
ملفات أعدت لإدارتي بايدن وترامب تكشف أن إسرائيل ترى فرصة لضرب إيران الضعيفة
قدمت أجهزة الاستخبارات الأميركية مؤخرا تقييمات تفيد بأن إسرائيل تفكر في توجيه ضربات إلى البرنامج النووي الإيراني، وأن الهجمات قد تقع هذا العام، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأربعاء نقلا عن مصدرين مطلعين على التطورات.
وقد تم تقديم أحد هذه التقييمات، بما في ذلك الإطار الزمني، خلال الأيام الأخيرة من إدارة بايدن.
وقال أحد المصادر إن تقريرا استخباراتيا ثانيا صدر في الأيام الأولى لإدارة ترامب ذكر أيضا أن إسرائيل تفكر في توجيه ضربات لإيران.
كما قال مصدران مطلعان على التقييم إن التحليل الأول قال إن إسرائيل من المرجح أن تضغط على إدارة ترامب لدعم الضربات، حيث ترى أن الجمهوري القادم أكثر استعدادا للعمل العسكري.
بحسب التقرير، خلال فترة انتقال السلطة من بايدن إلى ترامب، فكر بعض أعضاء طاقم الأخير في انضمام قوات أميركية إلى هجوم إسرائيلي.
ورفض مكتب رئيس الوزراء والجيش الإسرائيلي التعليق على التقرير، كما فعلت مديرية الاستخبارات الوطنية ومجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة.

وتصر إيران، التي تعهدت بتدمير إسرائيل، على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. ومع ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن إيران تعمل حاليا على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات لا يمكن استخدامها في الأغراض المدنية، كما عرقلت البلاد وصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الشهر أن الاستخبارات الأميركية تشير إلى أن فريقا سريا من العلماء الإيرانيين كان يستكشف سبل تطوير سلاح نووي بسرعة إذا قررت قيادة البلاد السعي إلى ذلك.
وأشار بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى رغبتهم في ضرب إيران، ورأوا أن هناك فرصة لذلك بالنظر إلى الضرر الذي ألحقته إسرائيل بإيران ووكلائها منذ بدء حرب غزة في عام 2023.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 عندما قادت حماس هجوما كبيرا في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص. وفي اليوم التالي، بدأ حزب الله المدعوم من إيران في لبنان في شن هجمات عبر الحدود الشمالية لإسرائيل. وبينما اندلعت الحرب في غزة وهجمات حزب الله الصاروخية، بدأ الحوثيون المدعومون من إيران أيضا في إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية على إسرائيل.
في سبتمبر العام الماضي، شنت إسرائيل حملة كبرى ضد حزب الله، مما أدى إلى تقليص قيادات الحركة واستنزاف قدراتها القتالية. وفي نهاية نوفمبر، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الحزب. ولطالما كان حزب الله يعتبر رادع لشن هجوم إسرائيلي على إيران، بسبب التهديد الذي تشكله ترسانته الصاروخية الضخمة، لكن الحرب نسفت قدراته إلى حد كبير.
وفي الوقت نفسه، قصفت إسرائيل المتمردين الحوثيين في اليمن – مما يدل على قدرتها على ضرب أبعد من إيران – وفي سوريا، أطاح المتمردون الذين بدأوا منذ ذلك الحين التقارب مع الغرب بنظام الأسد المتحالف مع إيران.
ونتيجة للقتال، أطلقت إيران مرتين صواريخ ضخمة وهجمات بطائرات مسيّرة على إسرائيل، والتي أحبطتها الدفاعات الجوية إلى حد كبير، بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.
وردت إسرائيل بجولتين من الضربات على إيران، حيث أدت الثانية منها في أكتوبر إلى تدمير جزء كبير من أنظمة الدفاع الجوي للجمهورية الإسلامية فضلاً عن بعض المنشآت العسكرية الرئيسية، مع إظهار قدرة إسرائيل على العمل دون قيود في المجال الجوي الإيراني.
وفي ذلك الوقت، ورد أن الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن حث إسرائيل على تجنب ضرب المواقع النووية.
في المقابل، ورد أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر غادر اجتماعا في نوفمبر مع الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترامب معتقدا أنه إما سيدعم ضربة عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية أو يوجه ضربة أمريكية على تلك المواقع بنفسه.
وفي نوفمبر الماضي، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: “إيران اليوم أكثر عرضة من أي وقت مضى لتضرر منشآتها النووية”.
وقال إن “هناك فرصة لتحقيق الهدف الأهم وهو إحباط وإزالة التهديد بالزوال الذي يخيم على دولة إسرائيل”.

وقال ترامب منذ ذلك الحين إنه يريد التفاوض على حل، لكنه أعاد أيضًا فرض استراتيجيته للضغط الأقصى من خلال فرض عقوبات صارمة على إيران، التي قالت في المقابل إنها تريد التوصل إلى حل دبلوماسي.
كما أعرب ترامب الاثنين عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران للحد من برنامجها النووي ومنعها من إنتاج قنبلة.
وقال لقناة فوكس نيوز: “أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران. أعتقد أنهم خائفون. أعتقد أن إيران ستود إبرام صفقة وأنا أود إبرام صفقة معهم دون قصفهم”.
“الجميع يعتقدون أن إسرائيل، بمساعدتنا أو موافقتنا، ستدخل وتقصفهم. أنا أفضل ألا يحدث هذا”.