إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

تقرير: اغتيال اسماعيل هنية كاد أن يفشل بسبب خلل في مكيف الهواء في بيت الضيافة بطهران

أجلت إسرائيل العملية حتى بعد أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية، على ما يبدو لتجنيب إيران المزيد من الإحراج؛ الحرس الثوري الإيراني أبلغ خامنئي في البداية خطأً أن صاروخًا إسرائيليًا قتل زعيم حماس

زعيم حماس إسماعيل هنية وأعضاء آخرين من حماس يصلون أثناء بث لقطات من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على شاشة التلفزيون. (Screen capture/X)
زعيم حماس إسماعيل هنية وأعضاء آخرين من حماس يصلون أثناء بث لقطات من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على شاشة التلفزيون. (Screen capture/X)

كاد عطل في وحدة تكييف هواء أن يتسبب في إفشال عملية اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو، حيث بدا هنية على وشك تغيير غرفته قبل أن يتمكن موظفو بيت الضيافة التابع للحرس الثوري في طهران من إصلاح نظام التبريد، بحسب تقرير القناة 12 الذي تم بثه يوم السبت.

وعرضت القناة تفاصيل جديدة عن العملية بعد أيام من تأكيد وزير الدفاع يسرائيل كاتس لأول مرة أن القدس تقف وراءها.

وقد جاء القرار الإسرائيلي باغتيال هنية بعد وقت قصير من السابع من أكتوبر عندما تم وضع زعيم حماس في رأس القائمة التي أعدها كبار مسؤولي الاستخبارات. وقالت القناة 12 إن اغتياله لم يكن سوى مسألة وقت.

كان هنية يعيش في قطر، ولكن اغتياله هناك كان ليهدد بإفشال مفاوضات الرهائن التي توسطت فيها الدوحة منذ بداية الحرب. ولذا كانت الخيارات المطروحة لقتل هنية تركيا وموسكو وطهران ــ الدول الثلاث التي يرتادها زعيم حماس.

وأضافت القناة أن إسرائيل كانت تخشى رد فعل غاضب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبالمثل لا تريد إثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، مما يجعل إيران الخيار الأكثر ملاءمة.

إقامة هنية المتكررة في نفس بيت الضيافة التابع للحرس الثوري الإيراني في حي سعادة آباد الفاخر شمال طهران جعل العملية أسهل للتخطيط.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (يسار) وزعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، في تجمع جماهيري بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس الحركة في مدينة غزة، 14 ديسمبر 2017. (AP Photo/ Khalil Hamra)

ولكنه كان يتمتع بحراسة فريق الأمن الشخصي الأعلى في الحرس الثوري الإسلامي كضيف شرف، مما تطلب مستوى عميقًا من التسلل من أجل تنفيذ عملية الاغتيال.

وقد فشلت عمليات الاغتيال الإسرائيلية لكبار مسؤولي حماس على مدى العقود الماضية. وبناءً على ذلك، عملت الأجهزة الأمنية المختلفة على تحسين تعاونها في السنوات الأخيرة من أجل تعزيز فرص النجاح، وفقا للقناة 12.

وبحسب تقارير إعلامية أجنبية، كانت الخطة الإسرائيلية الأولية هي قتل هنية عند زيارته طهران لحضور جنازة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، الذي قُتل في حادث تحطم مروحية في 19 مايو. ولكن تم تأجيل العملية وسط مخاوف من أنها قد تؤدي إلى مقتل مدنيين.

وانتظرت إسرائيل تنفيذ العملية لمدة تزيد على شهرين آخرين حتى عاد هنية لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وكان هناك اقتراح بتنفيذ العملية في الليلة التي سبقت التنصيب، ولكن تم اتخاذ قرار بالانتظار حتى بعد الحفل – على ما يبدو لتجنب إحراج طهران بشكل أكبر وإرباك خطط الحدث.

وقبل وقت قصير من الحفل، قام عملاء إسرائيليون يزرع عبوة ناسفة بدائية الصنع في غرفة هنية بالقرب من سريره. وقالت القناة 12 إن العبوة الناسفة كانت أكبر قليلا مما خططت له إسرائيل، لكنها لم تكن كبيرة بما يكفي لإلحاق الأذى بالأشخاص في الغرف المجاورة. وكن كانت هناك مواد كافية في القنبلة لضمان مقتل هنية على الفور.

الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان (على اليمين) يلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في مكتب الرئيس في طهران، إيران، 30 يوليو، 2024. (Iranian Presidency Office via AP)

وقبل وقت قصير من التفجير المخطط له، تعطلت وحدة تكييف الهواء في غرفة هنية، فغادر زعيم حماس غرفته من أجل طلب المساعدة. وغائب لفترة طويلة لدرجة أن إسرائيل خشيت أن يتم نقل هنية إلى غرفة أخرى، وهو ما كان من شأنه أن يفسد العملية بأكملها، حسبما ذكرت القناة 12، نقلا عن مصدر مطلع على تخطيطها.

وبعد مرور بعض الوقت، تم إصلاح وحدة التكييف وعاد هنية إلى غرفته. وفي حوالي الساعة 1:30 صباحًا، انفجرت العبوة الناسفة، مما أدى إلى إحداث ثقب في الجدار الخارجي لغرفة هنية وهز مجمع الحرس الثوري الإيراني بأكمله.

وفي غضون ثوانٍ، وصل فريق الإسعافات الأولية التابع للحرس الثوري الإيراني إلى غرفة هنية، حيث اعلن وفاته بعد ذلك بوقت قصير.

ووصل بعد ذلك نائب هنية خليل الحية، وانهار على ركبتيه باكيا بعد رؤية جثة زعيم حماس الملطخة بالدماء، بحسب القناة 12.

وقال محللون تحدثوا للقناة إن العملية كانت معقدة للغاية بحيث لا يمكن تنفيذها من قبل عملاء إسرائيليين وحدهم، وأوضحوا أنه لا بد من تورط مواطنين إيرانيين أو أعضاء في الحرس الثوري الإيراني أو مسؤولين من حماس. وقالت القناة 12 إن حماس والسلطات الإيرانية فحصت بالتأكيد الخيارات الثلاثة.

وفي ظل الإحراج الكبير الذي تعرضت له إيران، ساد الذعر والخوف صفوف الجمهورية الإسلامية، واختفى قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني عن الأنظار لعدة أسابيع، بينما كانت طهران تسعى لتحديد مدى تعرضها لهجمات إسرائيلية إضافية.

صورة لم يتم التحقق منها للمبنى الذي قُتل فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو، 2024.(Social media, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وبعد ساعات من الاغتيال، اتصل قاآني بنفسه بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وأخبره أن هنية قُتل في هجوم صاروخي إسرائيلي. وأمر خامنئي إيران على الفور بالرد على إسرائيل.

وكانت الرسالة الموجهة إلى المرشد الأعلى الإيراني مصدر إحراج إضافي للحرس الثوري الإيراني، نظرا لأنه اتضح بسرعة لأولئك الذين تفقدوا بيت الضيافة أن هنية لم يقتل بصاروخ.

وتم تأجيل العملية الانتقامية في وقت لاحق، حيث بدا أن إيران تعطي الأولوية للتحقيق في مدى تعرض قيادتها للخطر من قبل إسرائيل.

وبعد شهرين فقط، ردت إيران على إسرائيل بهجوم صاروخي في الأول من أكتوبر، والذي تم إحباطه إلى حد كبير من قبل الجيش الإسرائيلي إلى جانب جيوش الولايات المتحدة والأردن.

وتم استبدال هنية كرئيس للمكتب السياسي لحماس بيحيى السنوار، الذي كان حتى ذلك الحين رئيس الحركة في غزة. ولكن لم يدم حكم السنوار طويلاً، حيث قُتل على يد قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب غزة في 16 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن