إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

تقرير: إيران تجلي مسؤولين من سوريا بعد فقدان قوات الأسد الأراضي

الجيش السوري يقول إنه أعاد نشر قواته في درعا بعد سيطرة قوات المعارضة على المحافظة الجنوبية؛ المحللون يقولون إن اجتماع روسي إيراني تركي في قطر قد يؤدي إلى الإطاحة بالزعيم السوري

مقاتل من المعارضة يطلق النار في الهواء في مدينة حماة، سوريا، 6 ديسمبر 2024. (AP Photo/Omar Albam)
مقاتل من المعارضة يطلق النار في الهواء في مدينة حماة، سوريا، 6 ديسمبر 2024. (AP Photo/Omar Albam)

بدأت إيران إجلاء القادة العسكريين ومسؤولين آخرين من سوريا، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة، في إشارة إلى تراجع ثقة طهران في نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع سيطرة قوات العارضة على أراضي في شمال البلاد وشرقها وجنوبها.

دعت روسيا والولايات المتحدة مواطنيهما إلى مغادرة سوريا على الفور في ظل احياء الحرب الأهلية السورية، والتي شهدت يوم الجمعة سيطرة قوات المعارضة على محافظة درعا الجنوبية المحاذية للأردن.

ومن المقرر أن تناقش روسيا وإيران وتركيا التطورات في اجتماع يوم السبت في قطر والذي قد يؤدي إلى تشكيل حكومة بدون الأسد، بحسب بعض المحللين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إقليميين وإيرانيين قولهم إن إيران بدأت اعتبارا من صباح الجمعة في نقل المدنيين والعسكريين وبعض الدبلوماسيين وعائلاتهم إلى العراق ولبنان ومعقل الحكومة السورية في المنطقة الساحلية الغربية للبلاد.

وورد إن بعض المسؤولين غادروا على متن رحلات جوية إلى طهران، في حين غادر آخرون برا إلى لبنان والعراق ومدينة اللاذقية الساحلية السورية.

وذكر التقرير أن إيران أصدرت أوامر بإخلاء قواعد الحرس الثوري الإسلامي وسفارتها في دمشق.

وقال المسؤولون الإيرانيون الذين استشهدت بهم صحيفة نيويورك تايمز ــ اثنان منهم من أعضاء الحرس الثوري ــ إن اثنين من كبار الجنرالات في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذين كانا يقدمان المشورة للجيش السوري، فرا إلى العراق يوم الجمعة مع اقتراب فصائل المعارضة من حمص وسيطرتها على دير الزور، موطئ القدم الرئيسي للحكومة في الصحراء الشرقية الشاسعة.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الإيرانيين قولهم إن عسكريين آخرين يبقون في القواعد الإيرانية في سوريا، ويتم نقلهم إلى دمشق واللاذقية.

قوات المعارضة السورية عند مدخل مكاتب حكومة محافظة حماة، مع صورة الرئيس السوري بشار الأسد مع ثقوب رصاص على الواجهة، بعد سيطرة المعارضة على مدينة حماة السورية، 6 ديسمبر 2024. (AP Photo/Omar Albam)

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الإيراني البارز مهدي رحمتي قوله “أدركت إيران أنها لا تستطيع إدارة الوضع في سوريا الآن بأي عملية عسكرية، وهذا الخيار غير وارد”.

وأضاف “لا يمكننا أن نقاتل كقوة استشارية وداعمة إذا كان الجيش السوري نفسه لا يريد القتال”.

وكانت الجمهورية الإسلامية، إلى جانب روسيا وحزب الله، من الداعمين الرئيسيين للأسد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عامًا.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام 2022 إن الصراع في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 305 آلاف شخص بين عامي 2011 و2021.

وأفاد المرصد السوري بسقوط 826 قتيلا، بينهم 111 مدنيا منذ بدء هجوم الفصائل. وأشار إلى أن 222 مقاتلا بالإجمال قضوا منذ الثلاثاء بمحيط حماة.

كما نزح 280 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة التي حذّرت من أن هذا العدد قد يرتفع إلى 1,5 مليون.

وفي ظل الفوضى، أعلنت إسرائيل يوم الجمعة تعزيز انتشارها العسكري على الحدود مع سوريا.

نازحون سوريون من مدينة حماة السورية، 6 ديسمبر 2024. (AP Photo/Omar Albam)

ميليشيات معارضة تسيطر على منطقة الحدود مع الأردن

فقدت القوات الحكومية السورية الجمعة السيطرة على مدينة درعا لصالح فصائل معارضة في الجنوب.

ولقبت درعا بـ”مهد الثورة” في بداية الحرب الأهلية، بعد أن اتهم ناشطون الحكومة باحتجاز وتعذيب مجموعة من الشباب لقيامهم بكتابة عبارات مناهضة للأسد على جدران مدرستهم في عام 2011.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “سيطرت فصائل محلية على مزيد من المناطق في محافظة درعا بما في ذلك درعا البلد وإزرع (…) لتصبح بذلك الفصائل مسيطرة على أكثر من 90 بالمئة من المحافظة، وسط انسحابات متتالية لقوات النظام”.

وأعلن الجيش السوري صباح السبت أنه نفذ “إعادة انتشار” في محافظة درعا ومحافظة السويداء المجاورة ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، حيث أخلى مسؤولون بينهم المحافظ وقادة أمنيون الجمعة مؤسسات ومراكز عدة، تزامنا مع سيطرة مقاتلين محليين على مراكز ونقاط أمنية وفق المرصد.

وتقع محافظة درعا على الحدود الجنوبية مع الأردن. وقال ناشطون معارضون إن المقاتلون سيطروا على المعبر الوحيد بين سوريا والأردن، الذي أعلن إغلاق جانبه من المعبر. كما أغلق لبنان جميع معابره الحدودية مع سوريا باستثناء معبر واحد.

ورغم الهدنة التي توسطت فيها روسيا، شهدت محافظة درعا اضطرابات في السنوات الأخيرة شملت هجمات متكررة واشتباكات واغتيالات.

اقرأ المزيد عن