تقرير: إسرائيل ضربت موقع أبحاث للأسلحة النووية في إيران الشهر الماضي، وعرقلت برنامجها
الضربة دمرت معدات تستخدم في تصميم المتفجرات للقنابل، والتي سوف يتعين على النظام استبدالها إن أراد الإستمرار. رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور مواقع نووية. إيران "لن تحاول قتل ترامب"
دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران الشهر الماضي منشأة أبحاث للأسلحة النووية في بارشين، حسبما أفاد موقع أكسيوس الإخباري يوم الجمعة، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين ومسؤول إسرائيلي حالي ومسؤول إسرائيلي سابق.
ويأتي التقرير في الوقت الذي تستعد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتصويت على توبيخ إيران لرفضها التعاون مع مفتشيها، ووسط تقرير يفيد بأن الجمهورية الإسلامية أبلغت إدارة بايدن الشهر الماضي أنها لن تسعى لاغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وبحسب موقع أكسيوس، الغارة الإسرائيلية على بارشين – وهي جزء من عملية استمرت لساعات في 26 أكتوبر، وجاءت ردا على هجوم إيراني سابق على إسرائيل – دمرت معدات متطورة تستخدم لتصميم المتفجرات التي يمكن أن تحيط باليورانيوم في جهاز نووي، وألحقت أضرارا كبيرة بجهود إيران لاستئناف أبحاث الأسلحة النووية.
ونقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الضربة الإسرائيلية “ستجعل من الصعب للغاية على إيران تطوير جهاز تفجير نووي إذا اختارت القيام بذلك”.
ونقل التقرير عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن إيران ستحتاج إلى “استبدال المعدات التي تم تدميرها” إذا كانت تريد إنتاج أسلحة نووية، “وإذا حاولت إيران الحصول عليها، فإنهم يعتقدون أنهم سيكونون قادرين على تعقبها”، بحسب أكسيوس.
وكان من المعروف بالفعل أن الضربات استهدفت مجمع “الطالقان 2” – كما أشارت صور الأقمار الصناعية – وكان من المعروف أنه كان موقعًا للبرنامج النووي الإيراني السابق الذي أغلق رسميًا في عام 2003.
وتشير التقارير إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بدأت في رصد نشاط جديد في الموقع في وقت سابق من هذا العام، بما في ذلك النمذجة الحاسوبية، وعلم المعادن، والأبحاث المتعلقة بالمتفجرات، والتي قد تكون ذات صلة ببناء جهاز نووي.
وقال مسؤول أميركي لوكالة أكسيوس “لقد أجروا نشاطًا علميًا يمكن أن يمهد الطريق لإنتاج سلاح. كان الأمر سريًا للغاية. كان جزء صغير من الحكومة الإيرانية على علم بهذا الأمر، لكن معظم الحكومة الإيرانية لم تكن تعلم”.
وتشير التقارير إلى أن المعرفة بأمر الأبحاث في موقع الطالقان 2 دفعت مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية إلى تغيير تقييمه الرسمي للبرنامج النووي الإيراني في أغسطس، حيث كان قد أشار في السابق إلى أن إيران “لا تقوم حاليا” بالأنشطة اللازمة لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار.
ولم يُعرف ما إذا كانت إسرائيل ضربت مواقع نووية أخرى في الغارات الجوية التي شنتها في 26 أكتوبر، عندما قامت العشرات من الطائرات الإسرائيلية بتدمير مواقع تصنيع وإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى بطاريات الدفاع الجوي.
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على الامتناع عن ضرب المواقع النووية في الهجوم، لتجنب إثارة تصعيد كبير مع إيران، رغم أنها أيدت رد إسرائيل على هجوم إيران في الأول من أكتوبر على إسرائيل، عندما أطلقت الجمهورية الإسلامية 181 صاروخا باليستيا على إسرائيل، وهو ثاني هجوم مباشر لها منذ أبريل.
وأفاد موقع أكسيوس إن إسرائيل استثنت موقع “الطالقان 2″، لأن الموقع لم يكن جزءا من البرنامج النووي الإيراني المعلن – والذي تنفي الجمهورية الإسلامية أن له مكونا عسكريا، لكنها تعترف بوجود برنامج نووي مدني.
ولو اعترفت إيران بأهمية الهجوم، فلكانت ستعترف في الوقت نفسه بانتهاكها لمعاهدة منع الانتشار النووي.
وقال مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس إن “الضربة كانت بمثابة رسالة ليست مبطنة مفادها أن الإسرائيليين لديهم معرفة كبيرة في النظام الإيراني حتى بما يتعلق بأمور سرية للغاية ومعروفة لمجموعة صغيرة جدًا من الأشخاص في الحكومة الإيرانية”.
ونقل الموقع الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الضربة ستجعل من الصعب للغاية على طهران تطوير سلاح نووي إذا اختارت ذلك.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “هذه المعدات تشكل عقبة كبيرة. الإيرانيون عالقون بدونها”.
وأضاف: “إن الإيرانيون سيحتجاون هذه المعدات في المستقبل إذا كانوا يريدون إحراز تقدم نحو تطوير قنبلة نووية. والآن لم يعد لديهم هذه المعدات، والأمر ليس بالهين. سوف يحتاجون إلى إيجاد حل آخر وسوف نرى ذلك”.
التفتيشات النووية
يأتي التقرير في نفس اليوم الذي زار فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي موقعين نوويين في إيران.
وخلال الزيارة، قال وزير الخارجية الإيراني لجروسي إن طهران مستعدة لحل النزاعات العالقة بشأن برنامجها النووي، لكنها لن تستسلم للضغوط.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن جروسي زار محطة نطنز النووية وموقع التخصيب في فوردو المحفور في جبل على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة طهران، لكنها لم تتطرق إلى مزيد من التفاصيل.
والعلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية متوترة بسبب عدد من المسائل العالقة منذ فترة طويلة، منها منع إيران خبراء في تخصيب اليورانيوم تابعين للوكالة من دخول البلاد وعدم توضيحها لأسباب وجود آثار يورانيوم في مواقع لم تعلن عنها.
وكتب وزير الخارجية عباس عراقجي على إكس عقب محادثات في طهران مع جروسي أمس الخميس “الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي/الترويكا الأوروبية”، في إشارة إلى الثلاثي الأوروبي فرنسا وألمانيا وبريطانيا الذي يمثل الغرب جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة في المحادثات النووية.
وقال عراقجي: “نحن على استعداد للتفاوض على أساس مصلحتنا الوطنية وحقوقنا التي لا يمكن التنازل عنها، لكننا غير مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين إن القوى الأوروبية الثلاث ستنتظر لمعرفة نتائج زيارة جروسي قبل أن تقرر طريقة الرد.
وأضاف: “نحشد طاقاتنا بالكامل مع شركائنا في الثلاثي الأوروبي والولايات المتحدة لحمل إيران على التنفيذ الكامل لالتزاماتها وتعهداتها الدولية وكذلك التعاون بنية حسنة مع الوكالة”.
ومضى قائلا: “إن هذا التحرك يأتي بطرق مختلفة، بما في ذلك من خلال (اتخاذ) القرارات… لذلك نتوقع نقل هذه الرسائل خلال زيارة رافائيل جروسي وسنجهز ردنا وفقا لذلك”.
وتعقد عودة ترامب إلى منصب رئيس الولايات المتحدة في يناير المفاوضات الدبلوماسية في الملف النووي مع إيران، والتي توقفت في عهد إدارة جو بايدن المنتهية ولايته بعد أشهر من المحادثات غير المباشرة.
وخلال الولاية السابقة لترامب انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية والذي كان يقيد أنشطة إيران النووية مقابل إلغاء عقوبات دولية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيواصل سياسة ممارسة “أقصى درجات الضغط” على إيران عندما يتولى منصبه.
لن نحاول قتل ترامب
كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة أن رسالة إيرانية سُلمت في 14 أكتوبر أكدت لإدارة بايدن أنها لن تسعى لقتل ترامب.
وجاءت هذه الرسالة ردا على تحذير مكتوب أرسلته الولايات المتحدة إلى طهران في سبتمبر الماضي بشأن مؤامرات مزعومة لقتل الرئيس السابق، الذي فاز منذ ذلك الحين في الانتخابات لولاية ثانية.
وأفاد مسؤولون أميركيون عن جهود مستمرة من جانب إيران لاغتيال أعضاء إدارة ترامب – بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، ترامب نفسه – الذين كانوا وراء الغارة الجوية الأميركية عام 2020 التي قتلت قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، التي تعتبر منظمة إرهابية.
وعززت هيئة الخدمة السرية الأميركية خلال الصيف أمن المرشح آنذاك ترامب، في ظل معلومات استخباراتية عن مؤامرة إيرانية لاغتياله.
وتمت عدة محاولات لاغتيال المرشح بعد ذلك، رغم أن أيا منها لم تكن مرتبطة بإيران.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن ممثلو ادعاء أميركيون عن توجيه اتهامات في مؤامرة مزعومة بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني لقتل ترامب، والتي كان من المقرر أن ينفذها مواطن أفغاني طليق ويعتقد أنه موجود في إيران.
كما وجهت اتهامات منفصلة للمشتبه به الأفغاني ورجلين آخرين بالتخطيط لقتل معارض أميركي من أصل إيراني في نيويورك.