تقرير: إسرائيل دمرت الدفاعات الجوية الإيرانية الأساسية وجعلتها “عارية إلى حد كبير”
مصادر تقول لشبكة فوكس نيوز إن الغارات الجوية دمرت ثلاث بطاريات إس-300 المتبقية؛ مسؤول إسرائيلي يقول "تم تدمير غالبية الدفاعات الجوية الإيرانية"

كانت أنظمة الدفاع الجوي الأربعة من طراز إس-300 روسية الصنع، والتي ورد أن إسرائيل دمرتها في ضربات على إيران هذا العام – واحدة في شهر أبريل، وثلاثة في نهاية الأسبوع الماضي – هي الأنظمة الوحيدة من هذا النوع التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية حتى بداية هذا العام، وفقا لتقرير صدر يوم الثلاثاء.
ونقلت قناة “فوكس نيوز” عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمه قوله “تم تدمير غالبية الدفاعات الجوية الإيرانية”.
وأكد مسؤول أميركي كبير أن الغارات الجوية التي شنت يوم السبت استهدفت، من بين أهداف عسكرية رئيسية أخرى، ثلاثة أنظمة دفاع جوي من طراز إس-300. وجاءت الضربات بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل في بداية الشهر.
وأضاف التقرير أن إيران لم يكن لديها سوى أربعة أنظمة إس-300 في بداية العام، وأن إسرائيل دمرت بالفعل أحدها في أبريل في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني السابق على البلاد.
وتتوافق هذه الحصيلة مع تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأحد الذي قال إن كل صواريخ إس-300 الإيرانية أصبحت الآن خارج الخدمة.
ونُقل عن آموس هوكستين مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط قوله في مكالمة داخلية إن “إيران عارية إلى حد كبير” وعرضة لهجمات جوية مستقبلية محتملة.

وأفادت تقارير سابقة بأن إسرائيل دمرت أيضا دفاعات جوية أخرى تحيط بمنشآت طاقة رئيسية، فضلا عن ضرب مواقع إنتاج طائرات مسيّرة ومنشآت رئيسية لإنتاج الصواريخ بعيدة المدى تضم منشآت لخلط الوقود الصلب سيستغرق استبدالها عامًا على الأقل، مما يعوق قدرة إيران على تكرار هجماتها الصاروخية على إسرائيل هذا العام.
ولكن حاولت إيران التقليل من حجم الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية، ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية اليوم الأربعاء عن وزير الدفاع عزيز نصير زادة قوله إن إنتاج الصواريخ لم يشهد أي اضطراب.
وقال: “حاول العدو تدمير منظوماتنا الدفاعية والهجومية لكنه فشل لأننا اتخذنا الإجراءات اللازمة وكنا على علم”.
وأضاف، بحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، “إذا تضرر شيء ما في المنظومة الدفاعية فقد تم استبداله على الفور في اليوم التالي لأن قطعاته (أجزاء المنظومة) محلية الصنع ولم يسبب أي مشاكل في عملية إنتاج الأنظمة الهجومية مثل الصواريخ”.
وتأتي تصريحاته بعد يوم من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الغارات الإسرائيلية دمرت “مصانع الموت”.
وقال نتنياهو في كلمة ألقاها أمام الكنيست “لقد ألحقنا أضرارا بالغة بأنظمة الدفاع الإيرانية وقدرتها على تصدير الصواريخ. هذه لم تكن [أدوات أساسية] التي هاجمناها”.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية الثلاثاء أيضا عن ناصر زادة قوله إن البلاد لا تزال قادرة على “إطلاق عشرات الصواريخ الأخرى” على إسرائيل كما حدث في الأول من أكتوبر و13 أبريل.
وقال باحثان أميركيان لرويترز الأسبوع الماضي إن الغارات الجوية الإسرائيلية أصابت مبان تستخدمها إيران لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية وأن هذا قد يعيق بشكل كبير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة.

تسببت الهجمات على الدفاعات الجوية في “قلق عميق” في إيران، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين لم تذكر أسمائهم – أحدهم من وزارة النفط في البلاد – حيث أصفت مصفاة عبدان لتكرير النفط في مقاطعة خوزستان، ومجمع بندر إمام الخميني للبتروكيماويات وميناء رئيسي، وكذلك حقل غاز تانج بيجار في مقاطعة إيلام بلا دفاع.
ويصل مدى منظومة إس-300 إلى 200 كيلومتر وهي قادرة على تعقب وضرب أهداف متعددة في وقت واحد. وتعتبر واحدة من أقوى أسلحة الدفاع الجوي في العالم ويمكن استخدامها لإسقاط الصواريخ وكذلك الطائرات.
وجاءت الضربات الانتقامية الإسرائيلية على المنشآت العسكرية الإيرانية بعد أسابيع من هجوم الأول من أكتوبر، والذي أطلقت فيه إيران 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مما دفع معظم السكان إلى الملاجئ والغرف الآمنة، وتسبب في أضرار طفيفة نسبيا للقواعد العسكرية وبعض المناطق السكنية، ومقتل رجل فلسطيني في الضفة الغربية.
وجاء الهجوم الإيراني بعد أيام من غارة جوية إسرائيلية في بيروت أسفرت عن مقتل حسن نصر الله أمين عام حزب الله. وقالت إيران إن الصواريخ كانت أيضًا ردًا على مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في انفجار في طهران في يوليو والذي نسب على نطاق واسع إلى إسرائيل.
وقال المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي يوم الأحد أنه “لا ينبغي التضخيم ولا التقليل من” الضربات. وأدلى مسؤولون إيرانيون آخرون بتصريحات أكثر عدوانية في الأيام الأخيرة، وتعهدوا بالانتقام.
وحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الثلاثاء إيران من شن المزيد من الهجمات ضد إسرائيل.
وحذر هاليفي من أنه في حال شنت إيران هجوما جديدا، فإن إسرائيل “ستصل إلى إيران بقدرات لم نستخدمها حتى هذه المرة، وستضرب بقوة شديدة كل من القدرات والأماكن التي تجنبناها هذه المرة”.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير