تقرير: إسرائيل خرقت الأجواء الإيرانية أثناء المحدثات النووية
صحيفة وول ستريت جورنال تنشر تفاصيل إنهيار الثقة بين أوباما ونتنياهو بسبب إيران، وتقول أن الولايات المتحدة رفضت بيع مواد لعملية القصف، وأخفت عن إسرائيل محادثاتها مع طهران، لكن الأخيرة لم تنخدع

انتهكت إسرائيل المجال الجوي الإيراني عام 2012 فيما اعتُبر من قبل الولايات المتحدة كخطوة تجريبية إستعدادا لضرب المنشآت النووية الإيرانية، حتى عندما أخفى المسؤولون الأمريكيون المحادثات السرية مع طهران، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الجمعة.
وقالت الصحيفة أن الولايات المتحدة راقبت عن كثب القواعد العسكرية الإسرائيلية وقامت بالتنصت على الإتصالات السرية خلال عام 2012، خوفا من أن تكون الدولة العبرية تخطط لشن هجوم على موقع فوردو للأسلحة النووية.
ويرسم التقرير صورة من إزدياد الشكوك بين الحليفتين القديمتين، اللتان حافظتا على أسرارهما الخاصة ودخلتا في أنشطة سرية.
ووفقا للتقرير، “كانت الأعصاب متوترة في البيت الأبيض” عندما اكتشفت الولايات المتحدة نشاط جوي إسرائيلي فوق إيران، وأرسلت واشنطن حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط وأعدت أيضا طائرات هجوم، في حالة، كما قال مسؤول أميركي رفيع للمجلة “فُتحت أبواب جهنم”.
وقالت الصحيفة أن إدارة أوباما عقدت محادثات سرية مع إيران في عُمان، وكانت المخابرات الأمريكية تراقب الإتصالات الإسرائيلية لضمان عدم معرفة إسرائيل بالإجتماعات. ولكن في سبتمبر 2013 خلال لقاء في البيت الأبيض، كشف يعكوف عميدرور، الذي كان مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حينها، لنظيرته الأمريكية سوزان رايس أن إسرائيل ميزت طائرات تحمل إشارة حكومة الولايات المتحدة في مسقط حيث تتم المحادثات السرية.
ودعت رايس عميدرور إلى البيت الأبيض لتبلغه بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقد في ذلك الوقت مكالمة هاتفية تاريخية مع نظيره الإيراني حسن روحاني.
في الوقت نفسه، بدأت العلاقات بين قادة البلدين بالتدهور. أوباما ونتنياهو، قبل فوزهما بالإنتخابات، كان لديهما رأي واحد بشأن كيفية التعامل مع إيران، وجدا نفسيهما أمام تباعد متزايد بالآراء بحلول عام 2009، عندما فاز كلاهما بقيادة البلدين. قال مشرعون جمهوريون لنتنياهو أن أوباما “موال للعرب”، بحسب وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤولين اسرائيليين. وقد وصلت تلك المحادثات في وقت لاحق الى مسامع البيت الأبيض.
نتيجة لذلك، بحسب الصحيفة، اتخذ الرئيس خطوات لطمأنة إسرائيل، بما في ذلك توسيع العمليات السرية المشتركة القائمة ضد إيران وزيادة التعاون بين وكالة المخابرات المركزية والموساد. لكن الأميركيون كانوا مترددين في الموافقة على بعض خطط إسرائيل الأكثر جذرية، مثل إسقاط النظام المالي الإيراني أو تغيير نظام شامل.
وبدأت العلاقات بالتدهور بشكل ملحوظ عقب اجتماع مايو 2009 بين الزعيمين في البيت الأبيض، والذي بعده، بدأ نتنياهو بنشر تصريحات للصحفيين على الفور، دون التنسيق أولا مع الإدارة الأميركية.
إصرار نتنياهو على تنفيذ ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية أثار القلق أيضا في البيت الأبيض، كما قال التقرير. واعتبرت الولايات المتحدة، التي رفضت أن تبيع الدولة اليهودية العتاد التي شعرت أنها بحاجة اليه لتنفيذ الهجوم، خطة إسرائيلية لمهاجمة فوردو المحصنة من الداخل بأنها ستكون “مهمة انتحارية”.
حاولت الولايات المتحدة طمأنة إسرائيل بشأن هذه المسألة، مقنعة الدولة العبرية بالإنخراط في زيادة النشاط السري ضد إيران، وحتى أن أوباما التزم علنا بضربة عسكرية في حال فشل المفاوضات. مع ذلك، لم يبدو ذلك مطمئنا لنتنياهو، وفي عام 2012 أفادت أجهزة الإستخبارات الأمريكية عن “سلسلة من الإجتماعات” بين رئيس الوزراء وكبار مسؤولي وزارة الدفاع.
أدى ذلك بالولايات المتحدة إلى الإعتقاد بأن إسرائيل جادة في قصف إيران، وصعدت إدارة أوباما من مراقبة النشاط الجوي الإسرائيلي، قالت الصحيفة. وأظهرت هذه المراقبة للولايات المتحدة أن إسرائيل تمارس “بعثات للقصف” وتسعى للعمل على كيفية دخول المجال الجوي الإيراني من دون إكتشافها.
كما أدت الطبيعة غير المترابطة للمعلومات الإستخبارتية بالولايات المتحدة إلى الاعتقاد – عن طريق الخطأ، كما قالت الصحيفة – بأن إسرائيل قد قامت بتنفيذ “عملية تجريبية” للهجوم على إيران، وتحركت من دافع قرار ابقاء القدس في الظلام حول المفاوضات السرية. كما أنها اقنعت الولايات المتحدة أن هناك حاجة ماسة الى حل دبلوماسي.
وخلصت الصحيفة إلى أن مسؤولين أمريكيين يتعهدون الآن “بالعمل بشكل وثيق مع نظرائهم الإسرائيليين لمراقبة إلتزام إيران بالإتفاق الدولي”. وأضافت، “ولكن من غير الواضح كيف سيكون رد البيت الأبيض على أية أنشطة سرية إسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، التي يقول مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون بأنها ضرورية لحماية الدولة. أحد بنود الاتفاق ينص على أن القوى العظمى ستساعد الإيرانيين على تأمين منشآتهم ضد التخريب. مسؤولون في الخارجية [الأمريكية] قالوا أن البند لا يحمي المواقع النووي الإيرانية من إسرائيل”.