تقرير: إسرائيل تعمل على تحديث قدراتها النووية وتعزيز منشآت الإنتاج
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يحذر من أن الأسلحة الذرية تلعب دورا أكبر في العلاقات الدولية من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة
يعتقد معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام أن إسرائيل تعمل على تحديث أنظمة أسلحتها النووية في الأشهر الأخيرة وقامت بتحديث منشآت الإنتاج في جنوب إسرائيل، وسط إضعاف الجهود الدبلوماسية للسيطرة على الأسلحة النووية في أنحاء العالم.
لم تعترف إسرائيل علنا بامتلاكها أسلحة نووية، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك حوالي 90 سلاحا نوويا في ترسانتها، حسب تقييم معهد ستوكهولم يوم الثلاثاء في تقريره السنوي عن حالة التسلح والأمن العالميين، والذي فحص التطورات خلال عام 2023 وحتى يناير 2024.
بالإضافة إلى إسرائيل، فحص معهد ستوكهولم ترسانات الدول الثماني الأخرى التي تملك أسلحة نووية وهي الولايات المتحدة، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، الهند، باكستان، وكوريا الشمالية.
وأظهر تقرير المعهد أن العدد الإجمالي المقدر للرؤوس الحربية النووية في العالم بلغ 12,121 مطلع هذا العام، منها 9585 موجودة في المخزونات لاستخدام محتمل. ويُعتقد أن إسرائيل تمتلك عددا منخفضا نسبيا من الرؤوس الحربية مقارنة بالولايات المتحدة وروسيا، اللتين تمتلكان وحدهما 90% من الأسلحة النووية في العالم.
بالإضافة إلى تحديث ترسانتها النووية، ادعى معهد ستوكهولم أن هناك أدلة على أن إسرائيل بصدد تحديث مفاعلها النووي في مدينة ديمونة الجنوبية.
وقد ضعفت الجهود الدبلوماسية للسيطرة على الأسلحة النووية بالفعل في السنوات الأخيرة، لكنها تعرضت لضربة كبيرة أخرى في أكتوبر العام الماضي مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المدعومة من إيران، والتي تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وذكر التقرير أن جميع الانجازات التي تم تحقيقها لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تراجعت في أعقاب الحرب في غزة والهجمات اللاحقة على أهداف أمريكية من قبل القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وقد تعرضت الجهود الدبلوماسية للسيطرة على الأسلحة النووية لنكسة إضافية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، والدعم العسكري الإيراني للقوات الروسية.
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران – التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تعمل على تطوير قدرات نووية – أدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى تقويض الجهود الرامية إلى إشراك إسرائيل في المؤتمر المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، حسبما قال معهد ستوكهولم.
وقال ويلفريد وان، مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، في بيان “لم نر الأسلحة النووية تلعب مثل هذا الدور البارز في العلاقات الدولية منذ الحرب الباردة. من الصعب أن نصدق أنه بالكاد مر عامين منذ أكد زعماء الدول الخمس الكبرى المسلحة نووياً على أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا يجب خوضها أبداً”.
واعتبارا من يناير 2024، يُعتقد أن روسيا تمتلك أكبر عدد من الرؤوس الحربية في مخزونها العسكري، مع 4380 رأسا حربيا، مقارنة بـ 3708 رؤوسا حربية مخزنة لدى الولايات المتحدة.
وتأتي الصين في المركز الثالث مع عدد أقل بكثير من الأسلحة النووية، حيث تحتفظ بـ 500 رأس حربي في مخزونها العسكري، مقارنة بـ 410 رأسا حربيا في العام السابق. وعلى الطرف الآخر من الطيف، يُعتقد أن كوريا الشمالية زادت مخزونها من 30 رأسا حربيا نوويا في عام 2023 إلى 50 رأسا حربيا بعد عام.
وصد تقرير معهد ستوكهولم بالتزامن مع تقرير جديد صادر عن منظمة “الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية” والذي وجد أن الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية ازداد بمقدار 10,8 مليارات دولار في العام 2023 على أساس سنوي، وتمثل الولايات المتحدة 80 % من هذه الزيادة.
وتعد حصة الولايات المتحدة من الإنفاق الإجمالي البالغة 51,5 مليار دولار “أكبر من حصة كل الدول الأخرى المسلحة نوويا مجتمعة”، وفقا لتقرير الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، تليها الصين (11,8 مليار دولار) وروسيا (8,3 مليارات دولار).
وتنتهج إسرائيل منذ فترة طويلة سياسة الغموض النووي، مما يعني أن الدولة لا تنكر أو تؤكد أنها تمتلك أسلحة نووية. وتقول إسرائيل منذ عقود إنها لن تكون “أول من يدخل الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط”.
وبدا أن وزير التراث اليميني المتطرف عميخاي إلياهو قد اعترف بأن إسرائيل تمتلك قدرات نووية عندما دعا في نوفمبر إلى “إسقاط ما يرقى إلى مستوى قنبلة نووية على كل قطاع غزة” ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي شهد مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 كرهائن. وأدلت النائبة عن حزب الليكود تالي غوتليف بتعليقات مماثلة بعد أيام قليلة من الهجوم.
وبحسب ما ورد، فكر مسؤولون إسرائيليون كبار في استخدام سلاح نووي قبل 50 عاما في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته القوات المصرية والسورية والذي أشعل فتيل حرب يوم الغفران عام 1973.
ووفقا لتقرير معهد ستوكهولم، يمكن لإطلاق الترسانة النووية الإسرائيلية بواسطة الطائرات المقاتلة والغواصات وصواريخ أريحا الأرضية. وأفادت تقارير أن صاروخا أطلقته حماس في 7 أكتوبر أصاب قاعدة سدوت ميشا الجوية، التي يُشتبه أنه يتم تخزين صواريخ أريحا فيها.