تقرير: إسرائيل تسعى للحصول على التزام أميركي بحرية العمل إذا انتهك حزب الله الهدنة
أفاد تقرير تلفزيوني عن إحراز تقدم في المحادثات الإسرائيلية الأميركية؛ وصحيفة وول ستريت جورنال تقول أنه من غير المرجح أن يوافق حزب الله على مطلب إسرائيل "بالتطبيق النشط" لوقف إطلاق النار
أحرز كبار المسؤولين الإسرائيليين وكبار مساعدي بايدن تقدما كبيرا في اجتماعاتهم التي تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان، وفقا لتقرير القناة 12 يوم الخميس، الذي قال إن إسرائيل تسعى للحصول على رسالة من الولايات المتحدة تتعهد فيها واشنطن بالسماح لإسرائيل بحرية العمل للرد على أي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل حزب الله.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن اجتماعات المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك مع كبار المسؤولين الإسرائيليين في القدس يوم الخميس كانت “جوهرية وبناءة وركزت على عدد من القضايا بعمق، بما في ذلك إيران ولبنان وغزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن”.
والتقى هوكستين وماكجورك على مدار اليوم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ومدير جهاز الشاباك رونين بار، ومدير الموساد دافيد برنياع، وغيرهم من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وقال المسؤول الأميركي إن “التركيز كان بشكل خاص على الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يسمح للناس على جانبي الخط الأزرق بالعودة بأمان إلى منازلهم، فضلاً عن المبادرات الجديدة لتأمين إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يجب على حماس أن تفعله دون تأخير”، مضيفاً أن واشنطن “لن تتفاوض على أي من القضيتين علناً”.
وقال مكتب نتنياهو في بيان في أعقاب الاجتماع في القدس إن رئيس الوزراء أبلغهما أن “المسألة الرئيسية هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس إن إسرائيل ولبنان تتجهان نحو التوصل إلى تفاهمات بشأن ما هو مطلوب لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 الذي من شأنه أن يؤدي إلى نهاية مستدامة للصراع.
كما قال بلينكن في مؤتمر صحفي “من المهم أن تكون الأمور واضحة سواء بالنسبة الى لبنان أو لإسرائيل، بشأن متطلبات التطبيق الفاعل للقرار 1701”. واضاف: “بناء على زيارتي الأخيرة للمنطقة، والعمل الجاري الآن، فقد حققنا تقدما جيدا في تلك التفاهمات”.
وتابع “لا يزال هناك عمل إضافي يتعين علينا القيام به”، داعيا إلى “حل دبلوماسي لا سيما من خلال وقف لإطلاق النار”.
واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 1701 في عام 2006 بهدف حفظ السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل، ولكن سرعان ما تم تجاهل الأحكام المتعلقة بنزع سلاح حزب الله ومنع وجوده بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان اليوم الأربعاء أنه يأمل في الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غضون أيام بعد أن نشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) ما قالت إنه مسودة اتفاق تنص على هدنة أولية لمدة 60 يوما.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي أن مطلب إسرائيل الرئيسي هو أن تكون قادرة على “التطبيق النشط” للقرار 1701، الذي ينص على أن تكون القوات المسلحة اللبنانية القوة الوحيدة المسلحة في جنوب لبنان.
وذكر تقرير في صحيفة “وول ستريت جورنال” أن هذا الطلب من المرجح أن يواجه مقاومة شديدة من جانب حزب الله والحكومة اللبنانية بسبب مخاوف من أنه ينتهك سيادة البلاد.
وذكر التقرير أن حزب الله أبلغ الوسطاء أن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما يترك الباب مفتوحا أمام “العدوان الإسرائيلي في لبنان”، وأن الحركة تعارض بشدة أي تعديل للقرار 1701.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أيضا أنه تم على ما يبدو أحراز تقدما في إقناع حزب الله بالتخلي عن إصراره على عدم وقف القتال في لبنان حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ومنذ الثامن من أكتوبر، بدأت قوات حزب الله في شن هجمات على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل يومي تقريبًا، حيث قالت الحركة إنها تفعل ذلك لدعم غزة في أعقاب هجوم حماس في اليوم السابق والذي أشعل الحرب المستمرة هناك.
وتم إجلاء نحو 60 ألف من سكان البلدات الشمالية على الحدود مع لبنان بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر، في ظل مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، وتصعيد إطلاق المنظمة للصواريخ.
وأسفرت الهجمات على شمال إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 39 مدنياً.
وتصاعد الصراع في لبنان بشكل كبير خلال الأسابيع الخمسة الماضية، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية برية محدودة في جنوب لبنان في 30 سبتمبر، بعد أيام قليلة من قيام إسرائيل بقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية على بيروت.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، قُتل 61 جندياً واحتياطياً في الاشتباكات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبتها في جنوب لبنان.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، لقي أكثر من 2800 شخص مصرعهم في لبنان خلال العام الماضي، ومعظم القتلى سقطوا منذ تصاعد الصراع في الشهر الماضي. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 2000 من عناصر حزب الله قتلوا في الصراع.