إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

تقرير: إسرائيل تخشى من تسرّع الولايات المتحدة نحو “اتفاق سيء” لا يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية

نتنياهو يؤكد للنواب الأمريكيين الزائرين أهمية الحوار الإسرائيلي الأمريكي بشأن تفكيك البرنامج النووي الإيراني؛ ترامب: نحن بطريقنا نحو اتفاق مع طهران

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، 4 فبراير، 2025. (AP Photo/Evan Vucci)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، 4 فبراير، 2025. (AP Photo/Evan Vucci)

أفاد تقرير إخباري يوم الخميس بأن إسرائيل تشعر بقلق عميق من اقتراب الولايات المتحدة من إبرام “اتفاق سيء” مع إيران، لا يحقق الشروط الأساسية التي وضعتها القدس لضمان منع النظام الإيراني من الحصول على أسلحة نووية.

وذكرت قناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل تعتقد أن المفاوضات التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع إيران، ويقودها المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في مرحلة “متقدمة للغاية”، وأن واشنطن لا تشارك إسرائيل بما يكفي من المعلومات حول قضايا مفصلية، على الرغم من الحوار الجاري بين ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

ووفق التقرير، الذي استند إلى مصادر دبلوماسية وسياسية وأمنية لم تُسمّ، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس وضابط رفيع في الجيش (لم يُذكر اسمه) مشاورات عاجلة هذا الأسبوع بشأن هذه القضية.

وأفاد التقرير أن نتنياهو قال لترامب خلال مكالمة هاتفية جرت يوم الثلاثاء إنه “لا يستبعد المسار الدبلوماسي” بشرط أن يُفضي الاتفاق إلى “إزالة كل أثر” للبرنامج النووي الإيراني.

وأكد ترامب أن هذه هي نية الولايات المتحدة، بحسب التقرير، مشددًا على أنه متمسك بالمهلة الزمنية البالغة 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق، وفق ما أضافته القناة.

ورغم أن هذا هدّأ المخاوف الإسرائيلية “قليلًا”، وفق التقرير، إلا أن المؤسسة الأمنية لا تزال قلقة للغاية بشأن مسار المفاوضات. فعلى الرغم من تصريحات الإدارة الأمريكية العلنية بأن إيران لن تحصل على سلاح نووي، إلا أن هناك “تقدمًا فعليًا” نحو اتفاق نووي بطريقة “مقلقة للغاية”، حسبما نقل التقرير عن خبراء لم يذكر أسماؤهم.

المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف (يسارًا) في باريس، فرنسا، 17 أبريل 2025. (Ludovic Marin, Pool Photo via AP)؛ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في موسكو، روسيا، 18 أبريل 2025. (Tatyana Makeyeva/Pool via AP)

وجاء التقرير في وقت قال فيه مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو ناقش خلال اجتماعه الخميس مع وفد من الكونغرس الأمريكي من الحزبين أهمية الحوار المشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة لتفكيك البرنامج النووي الإيراني.

ومن المقرر أن تُعقد الجولة الثالثة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة عمانية، يوم السبت. وكان من المقرر عقد اجتماع خبراء فنيين يوم الأربعاء لصياغة إطار اتفاق، لكنه تأجّل إلى السبت، حسب إعلان طهران الثلاثاء.

وأكد مكتب وزارة الخارجية الأمريكية الخميس أن مايكل أنطون، مدير التخطيط السياسي في الوزارة، سيكون مبعوث إدارة ترامب في تلك المحادثات الفنية.

أنطون شغل سابقًا منصب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، وخدم في نفس المجلس في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش، لكنه لا يمتلك خلفية علمية في المجال النووي.

مايكل أنطون في البيت الأبيض، واشنطن، 16 فبراير 2017. (AP/Pablo Martinez Monsivais)

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس في مؤتمر صحفي إن ويتكوف سيحضر أيضًا الجولة الأولى من المحادثات الفنية في عمان يوم السبت.

وقبيل هذا الاجتماع، سترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فريقًا إلى إيران للتحضير للمحادثات، ومن المرجح أن تتولى الوكالة مهمة مراقبة البرنامج النووي الإيراني إذا تم التوصل إلى اتفاق.

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي الخميس إن الولايات المتحدة تُجري “اجتماعات جدية جدًا” ضمن المفاوضات النووية الجارية.

وأضاف: “هناك خياران فقط. أحدهما ليس خيارًا جيدًا على الإطلاق”، في إشارة إلى الخيار العسكري المحتمل إذا واصلت إيران السعي للحصول على سلاح نووي.

لكنه أشار إلى أن ذلك قد لا يكون ضروريًا، قائلًا: “نحن نحقق تقدمًا جيدًا جدًا في الاتفاق مع إيران… ونحن في طريقنا إليه”.

وتابع: “قد نصل إلى قرار جيد جدًا، وسينقذ ذلك أرواحًا كثيرة”.

وورد إن ترامب فاجأ نتنياهو بإعلانه بدء المحادثات مع إيران حين استدعى رئيس الوزراء إلى البيت الأبيض في 7 أبريل. وقال نتنياهو في بيان بالعبرية نُشر في اليوم التالي إنه وترامب “يتفقان على أنه لا يجوز لإيران امتلاك أسلحة نووية. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق، ولكن فقط إذا كان الاتفاق على نمط الاتفاق مع ليبيا”، حيث يتم “الدخول، وتفجير المنشآت، وتفكيك جميع المعدات، بإشراف أمريكي وتنفيذ أمريكي. هذا هو الاتفاق الجيد”، قال.

وكان ويتكوف قد لمح بعد الجولة الأولى من المحادثات إلى أن واشنطن قد تكتفي بفرض سقف على تخصيب اليورانيوم الإيراني، دون المطالبة بتفكيك المنشآت النووية. لكنه عاد في اليوم التالي وتراجع، وقال إن أي اتفاق سيتطلب من الجمهورية الإسلامية “إيقاف وإزالة برنامجها لتخصيب وتسلح اليورانيوم”.

ويوم الأربعاء، وبعد ظهور صور أقمار صناعية تُظهر قيام النظام الإيراني بتحصين منشآت نووية تحت الأرض، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن ترامب مصمم على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ويفضل تحقيق ذلك عبر المفاوضات بدلاً من الوسائل العسكرية. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة قد توافق على برنامج نووي مدني لطهران، ما دام لا يشمل تخصيب اليورانيوم.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الجمهورية الإسلامية لا تقبل التخلي عن التخصيب. وأضاف: “قضية التخصيب في جوهرها ليست قابلة للتفاوض”.

أجهزة طرد مركزي إيرانية الصنع معروضة في معرض للإنجازات النووية للبلاد، في طهران، إيران، 8 فبراير 2023 (AP Photo / Vahid Salemi)

وتنص الاتفاقيات الدولية النموذجية بشأن البرامج النووية المدنية على أن تساعد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الحكومات في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، مقابل تعهد تلك الدول بعدم تصنيع الوقود النووي بنفسها، نظرًا لإمكانية تحويله لاستخدامات عسكرية.

ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع القوى الكبرى في عام 2018، ردت إيران بتقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواقعها النووية، ومضت قدمًا في تخصيب وتخزين اليورانيوم إلى مستويات أقرب من المستوى المستخدم في الأسلحة، بحسب الوكالة.

وقالت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” يوم الجمعة إن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي التقى بممثلين عن الصين وروسيا وإيران لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.

وعُقد الاجتماع المشترك بين ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمدير العام للوكالة النووية بعد زيارة عراقجي إلى بكين هذا الأسبوع.

وأضافت وكالة “شينخوا” إن الاجتماع تضمن مناقشات معمّقة بشأن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عملية التسوية السياسية والدبلوماسية للبرنامج النووي الإيراني، حيث أعربت الصين عن دعمها لحوار إيران مع جميع الأطراف، بما في ذلك مع الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد عن