إسرائيل في حالة حرب - اليوم 587

بحث

تقارير: نتنياهو يوافق على توسيع العملية العسكرية في غزة والجيش يستعد لاستدعاء واسع للاحتياط

ورد إن رئيس الوزراء يعتزم إطلاق الحملة بعد زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة؛ مع دخول الحظر على المساعدات شهره الثالث، منظمات تحذّر من أوضاع إنسانية كارثية وصعوبة متزايدة في الحصول على الغذاء

قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، في صورة وزعها الجيش بتاريخ 26 أبريل 2025. (IDF)
قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، في صورة وزعها الجيش بتاريخ 26 أبريل 2025. (IDF)

تستعد إسرائيل لاستدعاء آلاف من جنود الاحتياط في إطار توسيع كبير للعمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة، في ظل فشل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مع حماس، وفق تقارير إعلامية متعددة نُشرت الجمعة.

وذكرت قنوات “كان” و”12″ وموقع “واينت” وغيرها أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد صباح الجمعة جلسة مشاورات أمنية استعرض فيها الخطط الهجومية المرتقبة، والتي ستتطلب تعبئة كبيرة لقوات الاحتياط.

وفي الوقت نفسه، يستعد الجيش الإسرائيلي للإشراف على استئناف دخول المساعدات إلى القطاع تحت رقابة مشددة. ومع دخول الحصار على المساعدات شهره الثالث، حذّرت منظمات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.

وأفادت القناة 12 أن خطط توسيع العملية العسكرية لم تُحسم بعد، إذ تسعى إسرائيل لمنح المزيد من الوقت لمفاوضات الرهائن. وأضافت القناة أن من غير المرجح أن تبدأ العملية الموسعة قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط بين 13 و16 مايو (ويتوقع أن يزور السعودية والإمارات وقطر، دون المرور بإسرائيل).

وفي غضون ذلك، من المقرر أن تعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا يوم الأحد للتصويت على خطط الجيش التي أقرها نتنياهو خلال مشاوراته الأمنية الجمعة، بحسب القناة.

وتستمر المعارك منذ نحو شهر ونصف عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن بين إسرائيل وحماس. وقد اشترطت الحركة أن يتضمن أي اتفاق جديد وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا كاملا من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن المتبقين، وهو ما رفضه نتنياهو، مؤكدًا أن بقاء حماس في الحكم غير مقبول.

وأفادت وسائل إعلام عربية الجمعة أن إسرائيل رفضت اقتراحا مصريا لوقف إطلاق النار المؤقت، ما دفع مكتب نتنياهو إلى نفي الخبر بسرعة.

منذ انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة في 1 مارس، منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، مؤكدة أن الكمية التي أُدخلت خلال الهدنة تكفي لإطعام مليوني نسمة لفترة طويلة، واتهمت حماس بتحويل المساعدات لمقاتليها.

لكن مع دخول الحصار شهره الثالث، وصفت منظمات إغاثة يوم الجمعة مشاهد من الجوع والقتال على المياه في غزة، محذّرة من انهيار كامل للعمليات الإنسانية.

مدير وصول المساعدات الإنسانية في غزة التابع للمجلس النرويجي للاجئين غافين كيليهر قال إن “آلاف الأشخاص سيموتون” إذا لم يتم التحرك، بينما دعت منظمات إغاثة أخرى إلى تحرك دولي عاجل.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام. من دون تحرك فوري، ستنزلق غزة أكثر نحو فوضى لن تتمكن جهود الإغاثة من احتوائها”.

وأوضحت أولغا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، من غزة عبر رابط فيديو للصحفيين في جنيف: “مخزونات الغذاء نفدت تقريبًا”.

صبي ملفوف ببطانية ينظر إلى أشخاص يبحثون عن ناجين بين أنقاض مبنى تعرض لضربة جوية إسرائيلية في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، 2 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وأضافت تشيريفكو إن “المطابخ المجتمعية بدأت تُغلق، والمزيد من الناس يعانون الجوع”، مشيرة إلى تقارير عن وفيات بين الأطفال والفئات الضعيفة نتيجة سوء التغذية وانعدام الغذاء.

وحذرت أيضا من أن “الحصول على الماء بات مستحيلًا تقريبًا. هناك شاحنة مياه وصلت للتو، والناس يقتلون بعضهم البعض من أجل الماء”، واصفة مشهد رأته من نافذتها.

من جانبه، وصف كيليهر تصاعد “عمليات النهب بدافع الحاجة” في أنحاء غزة، وندد بما وصفه بـ”انهيار مصنّع للنظام المدني”.

وقال: “إسرائيل لا تمنع فقط دخول الغذاء إلى غزة، بل هندست أيضًا وضعًا يمنع الفلسطينيين من زراعة طعامهم، أو الصيد، وتواصل مهاجمة أو منع الوصول إلى ما تبقى من مخزونات الغذاء في غزة”.

وتعتقد الجهات الرسمية الإسرائيلية أن أمام غزة بضعة أسابيع إضافية قبل نفاد الغذاء بالكامل، وتستعد لإطلاق نظام توزيع مساعدات جديد يستبعد حماس من العملية.

في غضون ذلك، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيانًا الجمعة أدان فيه الحصار الإسرائيلي والقصف، لكنه انتقد أيضًا “عصابات مرتبطة بحماس” بسبب نهب مستودعات المساعدات في غزة.

وأعلن الدفاع المدني في غزة التابع لحماس أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 42 شخصًا في أنحاء القطاع يوم الجمعة.

وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة فرانس برس إن تسعة أشخاص قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة.

دمى أطفال تعود لأطفال الفلسطيني وسام وشاح، سعيد وسلمى وإلين، الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية قرب منزلهم، معلّقة على حبل غسيل فوق أنقاض المنزل في مخيم البريج وسط قطاع غزة، 1 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وفي مدينة غزة، أدى قصف على مطبخ خيري إلى مقتل ستة أشخاص آخرين، بحسب ما أفاد الدفاع المدني.

كما قضى 21 شخصا على الأقل في هجمات مماثلة في أنحاء قطاع غزة، بحسب الدفاع المدني.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الخميس إن 2326 فلسطينيا على الأقل قتلوا منذ أن استأنفت إسرائيل هجماتها في القطاع، ما يرفع إجمالي عدد القتلى منذ اندلاع الحرب إلى 52,418. ولم يتم التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، كما أنها لا تميز بين مدنيين ومقاتلين.

وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية تهدف إلى الضغط على حماس للإفراج عن 59 رهينة لا يزالون في غزة، لكن نتنياهو أقر يوم الخميس بأن أولويته القصوى هي إسقاط الحركة المسؤولة عن هجوم 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن