تقارير: نتنياهو وترامب يعملان على خطة لإنهاء حرب غزة وتوسيع “اتفاقيات أبراهام”
تقرير يشير إلى أن الاتفاق وشيكًا، رغم تأكيد الوسطاء عدم تحقيق تقدم في محادثات القاهرة؛ رئيس الوزراء يأمل في الحصول على عفو في قضية الفساد كجزء من الاتفاق

ذكرت عدة وسائل إعلام عبرية يوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهرا ضد حركة حماس في قطاع غزة، وذلك عقب نجاح الحرب التي دامت 12 يومًا ضد إيران، وفي ظل تصاعد المطالبات داخل إسرائيل بذلك.
وأفادت هيئة البث “كان” أن مطلب ترامب بإلغاء محاكمة نتنياهو الجنائية مرتبط أيضًا بهذا الجهد.
وقالت الهيئة إن مسؤولا إسرائيليا رفيعا مقربا من نتنياهو صرّح بأن منشور ترامب على منصة “تروث سوشيال”، الذي طالب بعدم إلزام نتنياهو بالمثول للمحاكمة على خلفية تهم جنائية متعددة، “لم يُنشر من فراغ”.
وقال المسؤول: “هذا جزء من خطوة أوسع تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء محاكمة نتنياهو، وخطوة إقليمية جادة”.
وبحسب المصدر، نشر ترامب البيان “لتهيئة الرأي العام في إسرائيل لعملية العفو عن نتنياهو”.
وأشار تقرير “كان” إلى أن أعضاء في الائتلاف الحكومي يخططون لاستغلال تغريدة ترامب لدفع تشريعات أو إجراءات قد تؤدي إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، منها الدفع بما يُسمى “القانون الفرنسي” الذي يمنع محاكمة رئيس وزراء أثناء شغله المنصب؛ أو إلغاء تهمة خيانة الأمانة، وهي تهمة موجودة في جميع القضايا الثلاث ضد نتنياهو؛ أو السعي للحصول على عفو رئاسي.
جاء نشر التقرير بالتزامن مع تقرير آخر للقناة 12 أفاد بأن محامي نتنياهو شارك مؤخرا في محاولة فاشلة لترتيب صفقة ادعاء له.
ولم يتضح من تقرير “كان” كيف يمكن دمج إلغاء محاكمة نتنياهو ضمن اتفاق إقليمي، أو ما إذا كان مثل هذا الإجراء ممكنًا بالفعل.

وفي الوقت ذاته، قال الوسطاء المشاركون في مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس يوم الخميس إنه لم يحدث أي اختراق في هذا الشأن حتى الآن، وأن ذلك لن يتحقق إلا إذا بدأ الطرفان يأخذان المفاوضات في القاهرة على محمل الجد.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن جزءًا من خطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب يتضمن انضمام دول جديدة إلى اتفاقيات أبراهام، وأن على إسرائيل الالتزام بدعم دولة فلسطينية مستقبلية.
ووفقا للصحيفة، أثار ترامب مسألة إنهاء الحرب خلال مكالمة هاتفية “مفعمة بالنشوة” مع نتنياهو ليلة الاثنين، بعد الضربات الأمريكية لمنشآت إيران النووية تحت الأرض نهاية الأسبوع.
وانضم إلى الاتصال كل من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على المحادثة أن الزعيمين اتفقا خلال المكالمة على إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين، بحيث توقف إسرائيل هجومها العسكري وتفرج حماس عن الرهائن الـ50 المتبقين.
وبحسب التقرير، سيتم بعد ذلك نفي قيادة حماس، وستوكل مهمة إدارة القطاع إلى أربع دول عربية، من بينها الإمارات ومصر، لتتولى إدارة القطاع معًا، دون تحديد الدولتين الأخرتين.

ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أنه كجزء من إعادة إعمار القطاع، ستقوم عدة دول لم يُعلن عن أسمائها باستيعاب أي من سكان غزة الراغبين في الهجرة.
وأكدت دول عربية مرارا أنها لن تشارك في إعادة إعمار غزة بعد الحرب دون قبول إسرائيل بمنح السلطة الفلسطينية موطئ قدم في القطاع ضمن مسار نحو حل الدولتين، وهو مطلب رفضه نتنياهو حتى الآن.
بالإضافة لذلك، لطالما رفضت قيادة حماس فكرة النفي إلى الخارج.
ووفقا للخطة، اتفق ترامب ونتنياهو على أن تلتزم إسرائيل علنًا بدعم حل الدولتين في المستقبل، بشرط إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية. ومقابل ذلك، ستعترف واشنطن بسيادة إسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية.
ومع نهاية الحرب في غزة وتجديد الالتزام الإسرائيلي بحل الدولتين، ستُقيم كل من السعودية وسوريا علاقات مع إسرائيل ضمن اتفاقيات أبراهام، بحسب التقرير، وستتبع ذلك دول عربية وإسلامية أخرى.
وقد اشترطت السعودية مرارا إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بالتزام الأخيرة بقيام دولة فلسطينية، بينما أثيرت إمكانية السلام مع سوريا مؤخرًا عدة مرات وسط تقارير عن اتصالات مباشرة بين البلدين بعد سقوط نظام الأسد العام الماضي.

قبل حرب إسرائيل التي استمرت 12 يوما مع إيران والضربات الواسعة التي وجهتها لبرامج إيران النووية والصاروخية الباليستية، أفادت تقارير أن ترامب كان يضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة.
وقد استأنف ترامب هذه الجهود الآن، مع صمود وقف إطلاق النار مع إيران، بحسب ما نقلته صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصدرين سياسيين لم يُكشف عن اسميهما. فيما نفى مصدر آخر للصحيفة معرفته بأي ضغوط من هذا النوع.
ووفقا للتقرير، فإن الخطة الطموحة لمستقبل غزة وإسرائيل والمنطقة الأوسع تفسر غضب ترامب من نية إسرائيل الرد على خرق إيران لوقف إطلاق النار الناشئ يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى منشوره على منصة “تروث سوشيال” يوم الخميس الذي طالب فيه بإنهاء محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد.
ويبدو أن مطالبة ترامب لإسرائيل بإنهاء حربها في غزة بعد العملية الناجحة ضد إيران تتردد بشكل متزايد داخل إسرائيل، بما في ذلك من الرئيس يتسحاق هرتسوغ.
فخلال جنازة الرهينة عوفرة كيدار، التي عُثر على جثمانها في غزة هذا الأسبوع، دعا هرتسوغ نتنياهو وكبار صناع القرار في البلاد للتحرك في هذه “اللحظة الحاسمة” بعد الحرب مع إيران والتوصل إلى صفقة لإعادة بقية الرهائن.
وقال الرئيس: “أرسلوا جميع الفرق، على أعلى المستويات، تحدثوا مع كل من ينبغي التحدث إليه، وواصلوا العمل بكل الطرق وبكل قوة حتى يعودوا إلينا”.
وكرر هذا النداء أيضًا أقارب الرهائن، الذين قالوا للصحفيين في مؤتمر صحفي افتراضي يوم الخميس إنه مع وقف إطلاق النار في إيران يجب أن يكون هناك دفع متجدد من أجل صفقة لإطلاق سراح الرهائن.
وقالت داليا كوسنير-هورن، شقيقة الرهينة إيتان هورن الذي لا يزال محتجزًا في غزة: “لقد حققت إسرائيل نجاحًا مذهلًا في إيران، وعلينا أن نستغل ذلك”. وأُفرج عن شقيق إيتان، يائير هورن، في فبراير.

ورغم الزخم الجديد لإنهاء الحرب، أفادت “كان” أنه لم يتم إحراز تقدم في القاهرة، حيث يجري الناشط السياسي الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح محادثات مع القيادي في حماس غازي حمد بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي.
وقال بحبح لقناة “الغد” الأردنية يوم الثلاثاء أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق “خلال أيام”، وإن عدد الخلافات المتبقية بين إسرائيل وحماس قليل جدًا.
لكن قالت “كان” إنه لا يزال هناك جمود بشأن هذه الخلافات الأخيرة، إذ ترفض حماس الانخراط الجاد في المحادثات مع بحبح ما لم ترسل إسرائيل وفدًا رسميًا إلى مصر.
وأفادت مصادر لتايمز أوف إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع أن القدس تؤجل إرسال وفد حتى تتأكد من أن الحرب مع إيران أثرت على مواقف حماس وجعلتها أكثر مرونة.
لكن مصدرا فلسطينيا مطلعا على المفاوضات قال لـ”كان” إن حماس ترد بالمثل، وترفض إرسال القيادي خالد الحية إلى محادثات القاهرة ما لم ترسل إسرائيل فريقًا أيضًا.
وتحتجز الفصائل المسلحة في قطاع غزة 50 رهينة، بينهم 49 من أصل 251 خُطفوا على يد حماس في 7 أكتوبر 2023. وتشمل القائمة جثامين 28 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي وفاتهم. ويُعتقد أن 20 منهم أحياء وتوجد مخاوف شديدة على اثنين آخرين بحسب مسؤولين إسرائيليين. وتحتجز حماس أيضا رفات جندي إسرائيلي قُتل في غزة عام 2014.
ساهم جيكوب ماغيد وجيسيكا ستاينبرغ في إعداد هذا التقرير