إسرائيل في حالة حرب - اليوم 344

بحث

تقارير: مقتل 12 مسلحا مدعومين من إيران في غارتين إسرائيلية أمريكية منفصلتين في سوريا

بحسب التقارير فإن الجيش الإسرائيلي قصف مواقع تابعة لحزب الله ووحدات دفاع جوي سورية؛ الولايات المتحدة استهدفت مستودع أسلحة مرتبط بالحرس الثوري الإيراني في شرق سوريا وسط هجمات متكررة على قواتها

حريق مشتعل في لقطات يُزعم أنها من مدينة حمص السورية، في أعقاب غارة جوية إسرائيلية مزعومة، 29 أبريل، 2023. (Screenshot: Twitter)
حريق مشتعل في لقطات يُزعم أنها من مدينة حمص السورية، في أعقاب غارة جوية إسرائيلية مزعومة، 29 أبريل، 2023. (Screenshot: Twitter)

أفادت تقارير أن القوات المسلحة الإسرائيلية والأمريكية نفذت غارتين جويتين منفصلتين استهدفتا جماعات مدعومة من إيران في سوريا بفاصل ساعات يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل 12 مسلحلا.

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن غارات جوية إسرائيلية أصابت مواقع عسكرية في جنوب سوريا، مما تسبب في أضرار مادية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري قوله: “حوالي الساعة العاشرة و50 دقيقة من مساء اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه بعلبك بلبنان مستهدفا بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية”، مضيفة بحسب المصدر أن “العدوان أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية الإسرائيلية قتلت ثلاثة مقاتلين موالين لإيران أثناء قصف مواقع تابعة لحزب الله بالقرب من العاصمة السورية دمشق.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن “ثلاثة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران قُتلوا في غارات إسرائيلية على مزارع ومواقع أخرى تابعة لحزب الله قرب عقربا والسيدة زينب”.

ويتهم عادة محللو الحرب السورية المرصد السوري لحقوق الانسان، وهي منظمة يديرها شخص واحد، بنشر تقارير كاذبة وتضخيم أعداد الإصابات وكذلك اختلاقها بالكامل.

دخان يتصاعد على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان، بسبب تبادل إطلاق النار المستمر على الحدود بين إسرائيل وحزب الله والفصائل الفلسطينية، في 30 أكتوبر، 2023. (AFP)

وذكر المرصد أن عقربا تضم مطارا عسكريا على بعد أكثر من 10 كيلومترات من مطار دمشق الدولي.

وقال المرصد الذي يمتلك شبكة مصادر داخل سوريا إن إسرائيل قصفت أيضا مواقع دفاع جوي سورية في محافظة السويداء جنوب البلاد.

تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله إلى مستويات لم تشهدها منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، حيث يخشى أن المنظمة اللبنانية تدرس فكرة فتح جبهة شمالية ضد إسرائيل في أعقاب الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي للقضاء على حماس بعد هجوم 7 أكتوبر من غزة الذي أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة في غزة.

نفذ حزب الله وأشرف على هجمات يومية على الحدود الشمالية لإسرائيل من لبنان، لكنه لم يصل إلى حد شن حملة واسعة النطاق.

وتحاول إسرائيل أيضا السير على خط رفيع، والرد بقوة نيران كبيرة على الهجمات ومحاولات الهجوم، في حين تحاول تجنب الأعمال التي من شأنها تصعيد الصراع في الوقت الذي تسعى فيه إلى إبقاء تركيزها على غزة.

أنصار منظمة حزب الله الشيعية اللبنانية يلوحون بالأعلام وهم يشاهدون خطابا متلفزا للأمين العام للمنظمة حسن نصر الله (لا يظهر في الصورة) في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، 3 نوفمبر، 2023. (Ahmad Al-Rubaye/AFP)

وأدت التوترات المستمرة على طول الحدود إلى مقتل مدنيين اثنين على الجانب الإسرائيلي، فضلا عن مقتل ستة جنود إسرائيليين.

بحسب وكالة “فرانس برس” فإن 81 شخصا قُتلوا على الجانب اللبناني من الحدود. تشمل الحصيلة 60 عنصرا من مقاتلي حزب الله على الأقل، وثمانية مسلحين فلسطينيين، وعددا من المدنيين ومراسل لوكالة “رويترز”.

كما قامت إسرائيل بضرب سوريا عدة مرات في الشهر الماضي.

في الشهر الماضي، أدت الغارات الإسرائيلية إلى خروج المطارين الرئيسيين في سوريا في دمشق وحلب عن الخدمة عدة مرات خلال أسبوعين.

خلال أكثر من عقد من الحرب الأهلية في سوريا، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على جارتها الشمالية، واستهدفت في المقام الأول مقاتلي حزب الله والقوات الأخرى المدعومة من إيران بالإضافة إلى مواقع للجيش السوري.

نادر ما تعلّق إسرائيل على ضربات معينة في سوريا، لكنها قالت مرارا أنها لن تسمح لخصمتها اللدودة إيران، التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، بتوسيع وجودها هناك.

غارات جوية أمريكية في شرق سوريا

أعلن البنتاغون مساء الأربعاء أن الولايات المتحدة نفذت غارة جوية على مستودع أسلحة في شرق سوريا تستخدمه الميليشيات المدعومة من إيران، ردا على عدد متزايد من الهجمات على قواعد تضم قوات أمريكية في المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقال مسؤولون أمريكيون أنه في الغارة التي وقعت قبل ساعات، أسقطت طائرتان مقاتلتان أمريكيتان من طراز F-15 عدة قنابل على منشأة لتخزين الأسلحة بالقرب من ميسلون في دير الزور والتي يُعرف أن الحرس الثوري الإيراني يستخدمها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الأربعاء إن الغارة أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص ينتمون إلى الجماعات المدعومة من إيران.

توضيحية: في هذه الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، أشخاص يتفقدون الأضرار الناجمة غن هجوم صاروخي إسرائيلي على محافظة اللاذقية الساحلية، سوريا، 5 مايو، 2021. (SANA via AP)

وقال مسؤول عسكري للصحفيين في اتصال هاتفي أنه خلال ساعات النهار شوهد أشخاص في المستودع، حيث كان الجيش الأمريكي يراقب الموقع لساعات، لكن العدد انخفض إلى “بضع أشخاص” ليلا عندما وقعت الغارة. وقال المسؤول إن الغارة تسببت في انفجارات ثانوية، مما يشير إلى وجود أسلحة، لكن الولايات المتحدة تعتقد أنه لم يقتل أي مدني في الهجوم وأن كل من تواجدوا في المستودع كانوا مرتبطين بالحرس الثوري أو بميليشيات.

وهدفت الغارة، حسبما قال مسؤول دفاعي كبير في المكالمة أيضا، إلى “تعطيل وإضعاف قدرات الجماعات المسؤولة بشكل مباشر عن مهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة” من خلال استهداف المنشآت المرتبطة بالحرس الثوري على وجه التحديد. المسؤولان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لتقديم تقييم للهجوم.

وقال المسؤول الدفاعي إن الضربة الدقيقة كانت متعمدة ومصممة لعدم تصعيد الصراع في المنطقة. كما قال المسؤول العسكري إنه تم استخدام خط هاتفي لمنع الاشتباك بين أفراد الجيش الأمريكي والقوات الروسية في سوريا لإعلام الروس بالهجوم.

وأضاف أن الغارة تم دمجها “برسائل واضحة للغاية عبر قنوات متعددة. والرسالة إلى كبار القادة الإيرانيين هي: نريد منكم توجيه وكلائكم ومجموعات الميليشيات بالتوقف عن مهاجمتنا”.

هذه هي المرة الثانية خلال أقل من أسبوعين التي تقصف فيها الولايات المتحدة منشآت تستخدمها الجماعات المسلحة، التي يعمل الكثير منها تحت مظلة “المقاومة الإسلامية” في العراق، والتي يقول مسؤولون أمريكيون إنها نفذت ما لا يقل عن 40 هجوما من هذا القبيل منذ 17 أكتوبر.

وكانت الضربة الأمريكية الأخيرة تهدف إلى تدمير الإمدادات والأسلحة والذخيرة في محاولة لتقويض قدرات المسلحين المدعومين من إيران على مهاجمة الأمريكيين المتمركزين في العراق وسوريا، وتعكس تصميم إدارة بايدن على الحفاظ على توازن دقيق. تريد الولايات المتحدة ضرب الجماعات المدعومة من إيران والتي يشتبه في أنها تستهدف الولايات المتحدة بأقصى قدر ممكن من القوة لردع أي عدوان في المستقبل، والذي ربما تغذيه الحرب الإسرائيلية ضد حماس، في حين تعمل أيضا على تجنب تأجيج المزيد من التوتر في المنطقة والتسبب باندلاع صراع أوسع نطاقا.

جنود أمريكيون يقودون مركبة قتالية من طراز برادلي خلال مناورة مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور شمال شرق سوريا، 8 ديسمبر، 2021. (AP Photo/Baderkhan Ahmad, File)

كما استهدفت غارات جوية أمريكية مماثلة في 27 أكتوبر منشآت في سوريا، وقال مسؤولون في ذلك الوقت إن الموقعين تابعان للحرس الثوري الإيراني. وعندما سُئلوا عن سبب اختيار هذين الموقعين في سوريا – نظرا لأن العديد من الهجمات حدثت في العراق – قال المسؤولون إن الولايات المتحدة سعت خلف مواقع تخزين الذخائر التي يمكن أن تكون مرتبطة بالضربات على أفراد في القوات الأمريكية.

تجنبت الولايات المتحدة في كثير من الأحيان قصف المواقع في العراق لمنع احتمال سقوط قتلى في صفوف العراقيين أو إثارة غضب قادة العراق.

في حين قال مسؤولون إن الضربات تهدف إلى ردع المزيد من الهجمات، إلا أنها لم تحقق هذا الهدف. تقع الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات مسيرة بشكل شبه يومي، إلا أنها لم تسفر في جميع الحالات تقريبا إلا عن أضرار طفيفة وعدد قليل من الإصابات.

وعندما سئل عن ذلك، أقر المسؤول الدفاعي الكبير بأن الضربة الأمريكية الأولية في أكتوبر لم تقنع إيران بتوجيه وكلائها لوقف الهجمات. لكن المسؤول أضاف أن الضربات تظهر استعداد أمريكا لاستخدام القوة العسكرية.

وفقا للبنتاغون، أصيب بالاجمال 45 فردا من القوات الأمريكية، وجميعهم أصيبوا في هجومين وقعا في 17 و18 أكتوبر. من بين هؤلاء، كان 32 في حامية التنف في جنوب شرق سوريا، حيث تراوحت الإصابات بين الطفيفة وإصابات دماغ رضحية، و13 حالة في قاعدة عين الأسد الجوية غربي العراق، منها أربع حالات إصابات دماغ رضحية وتسعة إصابات طفيفة. وأصيب شخص في قاعدة أربيل الجوية بالعراق.

في الوقت نفسه، قامت الوزارة بنقل عدد من أنظمة الدفاع الجوي وقوات أخرى إلى المنطقة لتعزيز حماية القوات الأمريكية. وفي مناسبات متعددة، اعترضت الأنظمة ضربات قادمة.

وفقا لمسؤول أمريكي، فقد تضاعف عدد السفن في الشرق الأوسط بأكثر من الضعف، وتضاعف عدد أنظمة صواريخ “باتريوت” للدفاع الجوي ثلاث مرات تقريبا، وأضيف عدد قليل من أسراب الطائرات المقاتلة وتم نشر مئات من القوات الإضافية في المنطقة. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة أعداد القوات التي لم يتم الإعلان عنها بعد.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يدلي بشهادته أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ في تلة الكابيتول في واشنطن، 31 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Manuel Balce Ceneta، File)

إسقاط طائرة مسيرة من طراز MQ-9

يوجد ما يقارب من 2500 جندي أمريكي في العراق ونحو 900 جندي في سوريا في إطار الجهود المبذولة لمنع عودة تنظيم (داعش).

سيطر داعش في السابق على مساحات كبيرة من الأراضي في كلا البلدين، ولكن تم صده من قبل قوات برية محلية بدعم من غارات جوية دولية في صراع دام استمر لسنوات.

في حادثة أخرى مرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس، أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن يوم الأربعاء عن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية.

وقال المتمردون في بيان إن “دفاعاتنا الجوية تمكنت من إسقاط طائرة أمريكية من طراز MQ-9 أثناء قيامها بأنشطة استطلاع وتجسس معادية في المياه الإقليمية اليمنية كجزء من الدعم العسكري الأمريكي” لإسرائيل.

توضيحية: جنود الجيش الأمريكي يقفون خارج مركبتهم المدرعة في قاعدة مشتركة مع الجيش العراقي، جنوب الموصل، العراق، 23 فبراير، 2017. (Khalid Mohammed/AP)

وأكد مسؤولون كبار من الولايات المتحدة سقوط طائرة مسيرة أمريكية.

ويعارض الحوثيون القوات الحكومية في اليمن وهم أيضا جزء من “محور المقاومة” المناهض لإسرائيل.

ولقد أعلنوا مسؤوليتهم عن عدة هجمات بطائرات مسيرة وإطلاق صواريخ ضد إسرائيل خلال حربها مع حماس، ولقد اعترضت البحرية الأمريكية صواريخ أطلقها المتمردون الشهر الماضي.

فُقدت أو تضررت سلسلة من الطائرات المسيرة من طراز MQ-9 – التي يمكنها الطيران لأكثر من 1700 كيلومتر على ارتفاعات تصل إلى 50,000 قدم (15,000 متر) ويمكن استخدامها للاستطلاع والضربات – في السنوات الأخيرة، بما في ذلك حادثة قدّرت فيها الولايات المتحدة أن الطائرة أسقطت على يد الحوثيين في عام 2019.

اقرأ المزيد عن