تقارير: مسؤول أميركي كبير يحذر من “عواقب كارثية” للحرب في لبنان
مسؤول لم يكشف عن اسمه في واشنطن قال إنه "لا يوجد حل سحري" للتهديد الذي يشكله حزب الله؛ الاتفاق الدبلوماسي هو أفضل وسيلة لمنع آلاف القتلى والأضرار المادية
قال مسؤول أميركي كبير في قمة حوار الشرق الأوسط وأميركا في واشنطن الاثنين إن اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان قد تكون له “عواقب كارثية وغير متوقعة”.
ونقل الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد عن المسؤول قوله “هناك فكرة مفادها دعونا نذهب إلى الحرب وبعد ذلك سندمر كل الصواريخ التي يملكها حزب الله وسيكون كل شيء على ما يرام. الأمر ليس بهذه البساطة. لا يوجد حل سحري. لا يمكن القضاء على الطرف الآخر. في نهاية الحرب قد تدفع إسرائيل ثمنًا باهظًا ولا تحقق أهدافها”، في حين أوصى بحل دبلوماسي وليس عسكري لتهدئة التوترات الحدودية.
وأضاف المسؤول الأميركي، في حديثه في اليوم الثاني من المؤتمر الذي يستمر يومين في واشنطن برئاسة المسؤولين السابقين في الإدارة الأميركية دينيس روس وإيليوت أبرامز، وسفيران أميركيان سابقان في إسرائيل، توم نايدز وديفيد فريدمان، “لا توجد حرب في ظروف المختبر. إنها ليست لعبة. أنا لا أشك في قدرات الجيش الإسرائيلي، لكن علينا أن نفكر في حقيقة أنه ستكون هناك عواقب وخيمة على الجانبين”.
وجاءت هذه التعليقات في ظل الهجمات شبه اليومية من قوات حزب الله على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود منذ 8 أكتوبر، حيث يقول الحزب إن الهجمات لدعم غزة خلال الحرب هناك ضد حماس، والتي بدأت في 7 أكتوبر مع الهجوم المدمر الذي شنته الحركة في جنوب إسرائيل.
أطلق حزب الله يوم الاثنين طائرات مسيرة مفخخة وعشرات الصواريخ على شمال إسرائيل، بينما ردت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على أهداف في جنوب لبنان. وسقطت إحدى طائرات حزب الله المسيرة على مبنى سكني شاهق الارتفاع في مدينة نهاريا الساحلية، مما تسبب في أضرار ولكن لم تقع إصابات.
ونقلت مواقع إعلامية عبرية عن المسؤول الأميركي تحذيره من أن آلاف أو حتى عشرات الآلاف من الناس قد يقتلون إذا تصاعدت التوترات إلى حرب شاملة، إلى جانب أضرار جسيمة للبنية التحتية الإسرائيلية واللبنانية.
وفي حديثه في نفس المؤتمر يوم الأحد، قال وزير المجلس الحربي السابق بيني غانتس إن إسرائيل يجب أن تحول تركيزها من غزة نحو الحدود اللبنانية، وأضاف “نحن متأخرون في هذا”، بينما حذر أيضًا من أن الحرب مع الحركة المدعومة من إيران وشيكة إذا لم تتوصل إسرائيل قريبًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.
وبينما يقول غانتس ومسؤولون إسرائيليون آخرون إن عملية عسكرية كبرى ضد حزب الله هي السبيل الوحيد للسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم على الحدود الشمالية منذ أكتوبر بالعودة بأمان، حذر المسؤول الأميركي من أن العديد من المدنيين قد يقتلون في القتال ولن يكون لديهم منازل يعودون إليها، بحسب رافيد.
ومع ذلك، وبحسب اقتباسات نشرتها صحيفة “إسرائيل اليوم”، دعم المسؤول أيضا موقف إسرائيل بأنها لم تعد قادرة على تحمل وجود حزب الله على طول حدودها في أعقاب الفظائع التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر.
ونقل عن المسؤول قوله إن العودة إلى “الوضع الراهن في السادس من أكتوبر” لن تعيد الأمن لسكان شمال إسرائيل، حيث من المرجح أن يعود حزب الله إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، على الرغم من حظره بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 من الحفاظ على وجود عسكري جنوب نهر الليطاني.
وقد انتهك الحزب هذا القرار بشكل صارخ وشن هجمات متكررة على إسرائيل من مواقع قريبة من الحدود.
وقد تصاعدت التوترات في الأسابيع الأخيرة، بعد تعهد حزب الله بالانتقام لاغتيال إسرائيل لقائده العسكري في بيروت في يوليو. وقالت إسرائيل إنها أحبطت جزءًا من رد الحزب على عملية الاغتيال في منتصف أغسطس، عندما قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك بعض المنصات التي يُعتقد أنها كانت تستهدف مقر الموساد.
حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي ومقتل 20 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله مقتل 433 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وسوريا أيضا. في لبنان، قُتل 78 مسلحا آخر من جماعات مسلحة أخرى، وجندي لبناني، والعشرات من المدنيين.