تقارير عن محاولة كبار مسؤولي الدفاع تهدئة نظرائهم المصريين بشأن خطط الهجوم على رفح
انتشرت التقارير بينما تصبح المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة هدفا وشيكا لحملة الجيش الإسرائيلي؛ وبحسب ما ورد أخبر المسؤولون المؤسسة الأمنية المصرية أنهم سينسقون مع القاهرة
أفادت تقارير أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين كانوا يعملون على مدار الساعة الأحد لتهدئة المخاوف المصرية بشأن هجوم عسكري إسرائيلي وشيك في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المضي قدمًا في الحملة دون خطة “موثوق منها” لحماية المدنيين
وذكرت أخبار القناة 12 مساء الأحد أن مسؤولين رفيعين من الموساد وجهاز الأمن العام الشاباك والجيش الإسرائيلي أجروا اتصالات مع نظرائهم المصريين لتهدئة مخاوفهم بعد أن قال نتنياهو إن إرسال قوات إلى رفح ضروريا للانتصار في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حماس.
وقد نزح أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى رفح هربا من القتال في مناطق أخرى، واكتظوا في مخيمات متنامية وملاجئ تديرها الأمم المتحدة بالقرب من الحدود. وتخشى مصر تدفق مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين قد لا يسمح لهم بالعودة أبدا.
وتعد الحملة في رفح هدفا حاسما في الحرب بالنسبة لإسرائيل لأنها نقطة تهريب رئيسية للفصائل المسلحة في القطاع.
وقال مصدران أمنيان مصريان صباح الأحد إن القاهرة نشرت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة في شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، ضمن سلسلة من الإجراءات لتعزيز الأمن على حدودها مع غزة.
وذكرت القناة 12 أيضا أن المسؤولين الأمنيين أبلغوا نظرائهم المصريين أن إسرائيل لن تقوم بأي تحركات أحادية وأنهم سيعملون بالتنسيق مع القاهرة.
وجاءت هذه التقارير بعد أيام من قول مسؤولين مصريين ودبلوماسي غربي إن مصر هددت بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل إذا أرسلت قوات إلى رفح حيث تخشى القاهرة أن يؤدي القتال إلى إغلاق طريق إمداد المساعدات الرئيسي للقطاع المحاصر. كما وردت تقارير تفيد بأن مصر حذرت حماس من ضرورة التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن مقابل وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غضون أسبوعين، وإلا فإن إسرائيل سنتقل القتال إلى رفح.
وأفادت وسائل إعلام عبرية مساء الأحد أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أبلغ مجلس الوزراء أنه وافق بالفعل على عملية في رفح ثلاث مرات، وأن الجيش مستعد لتنفيذها عندما يحصل على الضوء الأخضر من الحكومة.
وذكرت القناة 12 أيضا، دون ذكر مصادر، أن الجيش الإسرائيلي يفضل السماح للمدنيين الذين يحتمون حاليا في رفح بالانتقال إلى شمال القطاع فقط كجزء من صفقة إطلاق سراح الرهائن. وأفاد التقرير أنه دون صفقة من هذا القبيل، فإن الجيش لديه طرق أخرى للعمل في رفح، على الرغم من عدم تحديد أي منها.
وتجادل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي ينتقد رئيس الأركان بشكل متكرر في الحكومة، مع هاليفي يوم الأحد بشأن منع الجيش المتظاهرين ضد دخول المساعدات لغزة من الوصول إلى معبر كرم أبو سالم، وحول المساعدات الإنسانية عامة.
وتم إعلان المنطقة المحيطة بالمعبر منطقة عسكرية مغلقة يوم الأحد، مما يجعل تواجد المدنيين هناك غير قانوني بعد أيام من الاحتجاجات التي أعاقت دخول المساعدات عبر المعبر.
وتم إبعاد عشرات المتظاهرين من معبر كرم أبو سالم في وقت سابق من اليوم بعد نصب الخيام لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي الأسابيع الأخيرة، قامت مجموعات من المتظاهرين اليمينيين بإغلاق المعبر في محاولة لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في غزة بينما لا يزال حوالي 136 إسرائيليا محتجزين لدى حماس.
وسأل بايدن نتنياهو عن معبر كرم أبو سالم عندما تحدثا يوم الأحد، للمرة الأولى منذ أن وصف الرئيس الأمريكي الحملة الإسرائيلية في غزة بأنها “مبالغ بها”.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اقتحم آلاف المسلحين من حماس إسرائيل من قطاع غزة، وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا 253، معظمهم من المدنيين. وشنت إسرائيل ردا على ذلك حملة عسكرية واسعة النطاق ضد الحركة الفلسطينية، وقالت الحكومة في البداية إنها لن تسمح بدخول المساعدات إلى غزة.
ولكن بحلول نهاية أكتوبر، سمحت إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح على حدود غزة مع مصر. وقال نتنياهو عدة مرات منذ ذلك الحين إنه بدون تقديم الحد الأدنى من المساعدات لغزة، لن تتمكن إسرائيل من استكمال أهدافها في الحرب، بسبب مخاطر مثل انتشار الأمراض في القطاع.
وتم إطلاق سراح 105 رهائن كجزء من اتفاق هدنة مؤقتة في نوفمبر، ووعدت إسرائيل بزيادة عدد شاحنات المساعدات إلى 200 يوميا، لكنها لم تتمكن من تلبية الطلب مع فتح معبر واحد فقط. ونتيجة لذلك، أعلن نتنياهو في منتصف ديسمبر أن إسرائيل ستعيد فتح معبر كرم أبو سالم للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
ويعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من الأسر خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثلاثة رهائن على قيد الحياة، بما في ذلك في عملية يوم الاثنين، وتم استعادة جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 29 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
ساهم إيمانويل فابيان ووكالات في إعداد هذا التقرير