تقارير: المتحدث باسم نتنياهو تلقى أموالا من قطر لنشر مواد دعائية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
إيلي فيلدشتاين، المتهم بتسريب معلومات استخباراتية مسروقة من الجيش الإسرائيلي، تم توظيفه من قبل استراتيجي أمريكي يعمل في الدوحة؛ منتقدو رئيس الوزراء يطالبون بالتحقيق في النفوذ القطري في مكتبه

ذكرت وسائل إعلام عبرية يوم الخميس أن المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إيلي فيلدشتاين، الذي اتُهم بالإضرار بالأمن القومي في قضية تتعلق بسرقة وتسريب وثائق سرية تابعة للجيش الإسرائيلي، تلقى أموالاً من الدوحة لتزويد كبار الصحفيين الإسرائيليين بمضامين مؤيدة لقطر، في حين طالب منتقدو رئيس الوزراء بالتحقيق في نفوذ قطر المزعوم في مكتب رئيس الوزراء.
وأفادت القناة 12 أن علاقات إيلي فيلدشتاين بالدوحة، التي توسطت في اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن الحالي والداعمة لحماس، ظهرت أثناء التحقيق في سرقة المعلومات الاستخباراتية، لكن لم يتابعها المحققون. ونقلت القناة عن مسؤول دفاعي سابق انتقد المحققين بسبب هذا التغاضي.
وبحسب القناة، عمل فيلدشتاين لصالح قطر عبر شركة دولية تعاقدت معها الدولة الخليجية. وذكرت قناة 13 الإخبارية أن استراتيجي أميركي يعمل في قطر وظف فيلدشتاين، وأجرى مقابلات مع العديد من المسؤولين الإعلاميين المعروفين قبل تعيينه في الوظيفة.
وتشير التقارير إلى أن المخطط الاستراتيجي الذي لم يتم الكشف عن اسمه لديه اتصالات واسعة في الحكومة القطرية وكان له دور فعال في ترتيب لقاءات بين عائلات الرهائن والمسؤولين القطريين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان المخطط الاستراتيجي اتصل بفيلدشتاين، الذي بدأ العمل في مكتب نتنياهو بعد نحو أربعة أيام من بدء الحرب في غزة، قبل أو بعد بدء القتال.
وزعمت القناة 13 أيضا أن فيلدشتاين، وبينما كان يتقاضى راتبًا من مكتب رئيس الوزراء، رتب نيابة عن المخطط الاستراتيجي زيارة لتسفيكا كلاين، رئيس تحرير صحيفة “جيروساليم بوست”، إلى قطر. ونشر كلاين، الذي التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين آخرين، تقريرًا عن الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام في أبريل.
لكن كتب كلاين على موقع “إكس” في وقت متأخر من يوم الخميس أنه زار قطر بدعوة مباشرة من الحكومة القطرية. وقال إنه تحدث إلى فيلدشتاين للمرة الأولى بعد عودته من قطر، عندما نسق فيلدشتاين، “بصفته خبير علاقات عامة”، مقابلات تلفزيونية له حول الزيارة على القناتين 12 و13.
واعترف المراسل العسكري للقناة 12 نير دفوري الأربعاء بنشر بعض التقارير المتعلقة بقطر والتي تلقاها من فيلدشتاين.
وفي الشهر الماضي، أجرت القناة مقابلة مع آل ثاني في باريس، وهي المقابلة الأولى التي يجريها رئيس الوزراء القطري وجهاً لوجه مع شبكة تلفزيونية إسرائيلية.

ولا تربط إسرائيل علاقات دبلوماسية مع قطر، التي تستضيف قيادة حماس. وعلى مدى سنوات، وبموافقة نتنياهو، حولت قطر مئات الملايين من الدولارات إلى الحركة في غزة.
وتوسطت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن الحالي بين إسرائيل وحماس، بعد 15 شهرا من القتال الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. كما ساعدت في التوسط في هدنة استمرت أسبوعًا في نوفمبر 2023.
وصدرت التقارير عن علاقات فيلدشتاين بالدوحة لأول مرة يوم الاثنين، وأتت في أعقاب تقارير في نوفمبر تفيد بأن كبار مساعدي نتنياهو يوناتان أوريش ويسرائيل إينهورن أدارا حملة علاقات عامة لصالح قطر قبل كأس العالم 2022 هناك.
وقد نفى محامو فيلدشتاين هذه الاتهامات. وقال المتحدث باسم نتنياهو عومر دوستري يوم الاثنين: “نحن لسنا على علم بأي شيء من هذا القبيل”. كما وصف التحقيق الجاري في قضية فيلدشتاين بأنه حملة شعواء.
ووجهت إلى أوريش وأينهورن ومساعد آخر لنتنياهو، عوفر غولان، يوم الثلاثاء تهم ترهيب الشهود، بعد إرسالهم سيارة مزودة بمكبر صوت إلى منزل شاهد رئيسي في محاكمة نتنياهو الجنائية في عام 2019 بهدف مضايقته.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، نشر رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش الأسبق إيهود باراك ورئيس الموساد الأسبق داني ياتوم رسالة مفتوحة تطالب بالتحقيق في نفوذ قطر في مكتب رئيس الوزراء، في حين طالب رئيس حزب “الديمقراطيين” يائير غولان، وهو جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي، بالتحقيق مع نتنياهو وموظفيه بتهمة الخيانة.
وفي نوفمبر، وجهت النيابة العامة الإسرائيلية اتهامات إلى فيلدشتاين، المتحدث العسكري في مكتب نتنياهو، في قضية وثيقة استخباراتية مسروقة تم تسريبها إلى صحيفة “بيلد” الألمانية. ويُزعم أن فيلدشتاين حصل على الوثيقة من آري روزنفيلد، وهو ضابط صف احتياطي في مديرية الاستخبارات العسكرية، والذي وجهت إليه الاتهامات أيضًا.
ويواجه فيلدشتاين اتهامات بنقل معلومات سرية بقصد الإضرار بأمن الدولة، وهي تهمة يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، فضلاً عن حيازة معلومات سرية بشكل غير قانوني وعرقلة العدالة.
وورد أن الوثيقة المسروقة، التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي في غزة، تظهر استراتيجية حماس في التأثير على عائلات الرهائن للضغط على الحكومة لإنهاء الحرب في غزة كجزء من صفقة الرهائن.
ويتهم المدعون فيلدشتاين بتسريب الوثيقة في محاولة للتأثير على الرأي العام، الذي تحول ضد نتنياهو بعد مقتل ستة رهائن إسرائيليين في الأسر في أواخر أغسطس الماضي.